مـنـتـديـات الـمســيح هــو الله


نـــرحـــب بــــك عزيـــزى الضــــيف الكـــــريـــــم
و نــدعــــوك الــى التـــســـــجيـــــل بالمـــنــتـــــــدى
الــــــــرب يســــــــوع مــــعــك دائـــمــــا



† † †





انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مـنـتـديـات الـمســيح هــو الله


نـــرحـــب بــــك عزيـــزى الضــــيف الكـــــريـــــم
و نــدعــــوك الــى التـــســـــجيـــــل بالمـــنــتـــــــدى
الــــــــرب يســــــــوع مــــعــك دائـــمــــا



† † †



مـنـتـديـات الـمســيح هــو الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تجسد الله - الوهية و ربوبية السيد المسيح

اذهب الى الأسفل

تجسد الله - الوهية و ربوبية السيد  المسيح Empty تجسد الله - الوهية و ربوبية السيد المسيح

مُساهمة من طرف اسطفانوس الأحد مايو 08, 2011 1:14 am

الجزء الأول: ألوهية المسيح

الفصل الأول: شهادة المسيح عن ألوهيته

شهادة المسيح
عن ألوهيته هي أهم شهادة، فهو لم يكن يتمتع بشركة
متواصلة باللّه فحسب، بل كان لديه اقتناع واضح أنه هو نفسه ذو
طبيعة إلهية. هذا ما نراه بوضوح حين أجاب عن سؤال أمّه وهو في
الثانية عشرة من عمره: «لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأبِي؟»
(لوقا 2: 49). كانت هذه العبارة من التعبيرات الأكثر شيوعاً في
تعليم المسيح. ثم أنه نسب لنفسه مكانة مساوية للّه الآب: «أَنَا وَٱلآبُ وَاحِدٌ» (يوحنا 10: 30). وكذلك يذكر الإنجيل مكانة المسيح المساوية للآب، كما جاءت في فصول بشارة يوحنا التالية: (5: 3 و12: 44 و 45، و 14: 9) «لِكَيْ
يُكْرِمَ ٱلْجَمِيعُ ٱلابْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ ٱلآبَ. مَنْ لا
يُكْرِمُ ٱلابْنَ لا يُكْرِمُ ٱلآبَ ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ
» و «ٱلَّذِي
يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي
أَرْسَلَنِي. وَٱلَّذِي يَرَانِي يَرَى ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي
» و «اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى ٱلآبَ
».
يكشف المسيح وحده عن اللّه بحق: «كُلُّ
شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي، وَلَيْسَ أَحَدٌ
يَعْرِفُ ٱلابْنَ إِلا ٱلآبُ، وَلا أَحَدٌ يَعْرِفُ ٱلآبَ
إِلا ٱلابْنُ وَمَنْ أَرَادَ ٱلابْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَه
» (متى 11: 27). وفي مَثَل الكرّامين الأشرار كشف المسيح عن كونه الإبن وارث الكرمة، معطياً نفسه مركزاً أسمى من الأنبياء. فهو الذي رُفض وذُبح، كما أنه هو الذي صار «رَأْسَ ٱلزَّاوِيَةِ» (متى 21: 33 - 45).

كان عمله مطابقاً لعمل الآب: «لأنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهٰذَا يَعْمَلُهُ ٱلابْنُ كَذٰلِكَ» (يوحنا 5: 19). وشهادة المسيح
عن بنوته وعن شركته الخاصة مع الآب وألوهيته كانت واضحة لليهود،
حتى أنهم في إحدى المناسبات التقطوا حجارة وحاولوا رجمه بها،
فقال لهم يسوع: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي - بِسَبَبِ أَيِّ عَمَلٍ مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» أَجَابَهُ ٱلْيَهُودُ: «لَسْنَا
نَرْجُمُكَ لأجْلِ عَمَلٍ حَسَنٍ، بَلْ لأجْلِ تَجْدِيفٍ،
فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلٰه
» (يوحنا 10: 32 و 33). وعندما اشتكوا عليه أمام بيلاطس قالوا: «لَنَا نَامُوسٌ، وَحَسَبَ نَامُوسِنَا يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ، لأنَّهُ جَعَلَ نَفْسَهُ ٱبْنَ ٱللّٰهِ» (يوحنا 19: 7).

وكلمات المسيح
في الأسبوع الأخير من حياته على الأرض هي كلمات اللّه
بالذات. فلو أن إنساناً عادياً نطق بها لاعتبره البشر مجدفاً، لكن
يسوع حثَّ تلاميذه على أن يكون إيمانهم به مماثلاً لإِيمانهم
باللّه: «أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللّٰهِ فَآمِنُوا بِي»
(يوحنا 14: 1). كما أنه أخبرهم بأنه سينطلق إلى السماء
ليُعِدّ لهم مكاناً، وأنه سيعود ليأخذهم إليه. كما أنه كشف عن
كونه «الطريق والحق والحياة» وأنه
لا يمكن لإِنسان أن يأتي إلى الآب إلاّ به، وأن من يعرفه يعرف
الآب، ومن يراه يرى الآب، فهو والآب واحد. هو ذاهب إلى الآب، وكل
صلوات يرفعونها باسم يسوع تكون مقبولة. ووعد يسوع المسيح
تلاميذه أنه سيرسل إليهم الروح القدس الذي هو الأقنوم
الثالث في الثالوث الأقدس. ذلك أن الروح القدس سيقوم بوظيفة
المعزي والرفيق والمعلم، فهو الذي يحفظ تعاليمهم من الخطأ، وهو
الذي يعطي البصيرة الروحية لكل المؤمنين. وكشف المسيح
أنه هو المصدر الحقيقي لحياة الكنيسة، وعلى كل مؤمن أن يتَّحد به
كما أن كل غصن حي يبقى متصلاً بالشجرة. هم لم يختاروه
بل هو الذي اختارهم، حتى أنه قد أصبحت بينهم وبين «العالم» هوَّة عظيمة. ومن يبغض المسيح
يبغض أباه أيضاً. وقال يسوع إنّ كل الأشياء التي للآب
هي له، وكل ما يطلبونه من الآب باسمه يُعطَى لهم. فهو قد خرج من
عند الآب وأتى إلى العالم، وكان مزمعاً أن يترك العالم ليعود إلى
الآب (يوحنا 14 - 16).

في صلاته الشفاعية المدونة في الفصل السابع عشر من الإنجيل كما رواه يوحنا، طلب المسيح
من الآب أن يمجد الابن (أي يسوع نفسه) وقد بنى طلبه هذا على أساس
أن تمجيد الابن يؤول إلى تمجيد الآب أيضاً. ثم أننا في
تلك الصلاة نرى أنه نسب لنفسه سلطة منح الحياة الأبدية لجميع
الذين أعطاه إياهم الآب، وهي الحياة الناتجة عن معرفة اللّه التي
ترتبط بمعرفة يسوع بالذات. لكن يسوع ذكر أيضاً أن المجد الذي طلبه
من الآب هو نفس المجد الذي للآب، وهو أيضاً ذات المجد
الذي شارك فيه الآب أصلاً قبل تكوين العالم.

وأثناء محاكمته أمام مجلس السبعين شهد يسوع المسيح جهاراً وعلانية بألوهيته، وعندما تمَّت المحاكمة حُكم عليه بالموت لأنه كان قد نطق «بتجديف»، حسب ادّعاء اليهود، إشارة إلى شهادته عن ألوهيته. فقد سأله رئيس الكهنة: «أَأَنْتَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱلْمُبَارَكِ؟» فَقَالَ يَسُوعُ: «أَنَا
هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ جَالِساً
عَنْ يَمِينِ ٱلْقُوَّةِ، وَآتِياً فِي سَحَابِ ٱلسَّمَاءِ
». فَمَزَّقَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ ثِيَابَهُ وَقَالَ: «مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ قَدْ سَمِعْتُمُ ٱلتَّجَادِيفَ! مَا رَأْيُكُمْ؟» فَٱلْجَمِيعُ حَكَمُوا عَلَيْهِ أَنَّهُ مُسْتَوْجِبُ ٱلْمَوْتِ
» (مرقس 14: 61 - 64).
وعندما
أسند المسيح إلى تلاميذه الرسالة العظمى (أي المناداة
بالإنجيل في سائر أنحاء العالم) بعد قيامته من الموت وقبل صعوده
إلى السماء قال لهم: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ
سُلْطَانٍ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلأَرْضِ، فَٱذْهَبُوا
وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ ٱلأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِٱسْمِ ٱلآبِ
وَٱلابْنِ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ
يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا
مَعَكُمْ كُلَّ ٱلأَيَّامِ إِلَى ٱنْقِضَاءِ ٱلدَّهْرِ
» (متى 28: 18 - 20).

نلاحظ من كلمات السيد المسيح
هذه أنه أورد اسمه (الإبن) واحداً في الثالوث الأقدس، الذي هو
الآب والإبن والروح القدس، إذ أوصى المؤمنين به أن يعمّدوا بذلك
الاسم، ووعدهم أنه يكون معهم كل الأيام إلى انقضاء الدهر.
وعندما نسب إلى نفسه «كل سلطان في السماء وعلى الأرض»
كان يعني أنه يملك القدرة على كل شيء. أما وجوده مع أتباعه كل
الأيام إلى انقضاء الدهر فيعني أنه موجود وحاضر في كل مكان. ثمّ
أن ممارسة المعمودية «باسم الآب والإبن والروح القدس»
يضفي صيغة في غاية الأهمية بالنسبة لهذه الفريضة
المقدسة. ونلاحظ أن الصيغة هي صيغة الجمع (الآب والإبن والروح
القدس) ثلاثة أقانيم أو كيانات مميزة، لكل واحد إسم خاص به. ثم
نلاحظ أنه لم يقُلْ باسم الآب وابن وروح قدس، بحذف ال التعريف
عن أقنومي الابن والروح القدس، كما لو أن الأمر كان يخص
أقنوماً واحداً له ثلاثة أسماء. فالأمر عكس ذلك. كل أقنوم في
الثالوث الأقدس سُمّي بصيغة المفرد، و «ال التعريف»
كُررت لكل منهم بصورة دقيقة وواضحة. فمع أن الأقانيم الثلاثة
موحَّدون في طبيعة وصفة واحدة (أي اللّه)، إلاّ أنهم يبقون
مميزين كأقانيم الواحد عن الآخر. فما أكده يسوع المسيح في هذه
الوصية هو أن إيمان أتباعه، ومن يؤمنون بواسطة مناداتهم بالإنجيل،
مبنيٌّ على اسم اللّه المثلث الأقانيم «الآب والابن والروح القدس». ومما لا شك فيه أنه قد أشار إلى نفسه في اسم «الابن» واضعاً نفسه على ذات المرتبة مع «الآب» و «الروح القدس» ذلك أنه معهما الإله الواحد السرمدي الكائن بذاته.

شهد
يسوع المسيح أنه يتمتع بصفة الألوهية، ولا بد لكل من
يدرس العهد الجديد (أي الإنجيل) بطريقة موضوعية أن يصل إلى نفس
النتيجة. وهذا هو الانطباع السائد بين الجماهير الغفيرة من قراء
العهد الجديد عبر العصور والأجيال.

الفصل الثاني: شهادة الرسل لألوهية المسيح

تقف شهادة من شاركوا في كتابة أسفار الإنجيل (العهد الجديد) في انسجام تام مع تعاليم المسيح وشهادته عن ألوهيته.
ظهر الملاك جبرائيل لزكريا وأخبره أنه سيكون له ولامرأته أليصابات ابن تُسنَد إليه مهمة خاصة وهي «لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْباً مُسْتَعِدّ» (لوقا 1: 17) والملاك نفسه عندما كشف لمريم بأنها ستكون أمّاً للمسيح المنتظر أخبرها بأن ذلك الطفل «يَكُونُ
عَظِيماً، وَٱبْنَ ٱلْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ ٱلرَّبُّ
ٱلإِلٰهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ
يَعْقُوبَ إِلَى ٱلأَبَدِ، وَلا يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ
» (لوقا 1: 32 و 33). هذه المزايا لا يمكن أن تكون لمن لم يكن إلهاً بالفعل.

«ٱسْمَهُ يَسُوعَ، لأنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ»
(متى 1: 21). هذه مهمة يستحيل على شخص أقل من اللّه أن ينجزها.
والبشير متى عندما أتى على ذكر إحدى نبوات العهد القديم الخاصة
بالمسيح قال: «وَهٰذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ
يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ ٱلرَّبِّ بِٱلنَّبِيِّ: «هُوَذَا
ٱلْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ٱبْناً، وَيَدْعُونَ ٱسْمَهُ
عِمَّانُوئِيلَ» ٱلَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللّٰهُ مَعَنَ
» (1: 22 و 23) وهي نبوة مستقاة من نبوة إشعياء 7: 14.

أما المجوس(حكماء
المشرق) الذين كانوا قد أُعطوا بصيرة روحية معجزية بعد سفرهم
الطويل سعياً وراء الملك الموعود به، فما أن وصلوا إلى بيت لحم
مكان ولادة يسوع حتى «خَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ» (متى 2: 11). والركوع والسجود له بهذا الأسلوب هو جهل وتجديف، لو لم يكن المسيح هو اللّه الذي ظهر في الجسد.

شهد يوحنا المعمدان
وقال عن نفسه إنه مجرد مجهِّز وممهِّد لطريق الآتي بعده، الأعظم
منه بكثير، حتى أنه ليس مستحقاً أن يحل رباط حذائه، أي
أنه لم يكن مستحقاً أن يكون خادماً له. وعندما ظهر المسيح وتعمد
بالماء على يده بعد إصرار مُلحّ، رأى يوحنا المعمدان السموات
مفتوحة، وروح اللّه نازلاً عليه (أي على يسوع المسيح) وصوت اللّه
الآب من السماء قائلاً: «هٰذَا هُوَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ ٱلَّذِي بِهِ سُرِرْتُ»(متى 3: 17). وفي اليوم التالي أشار يوحنا إلى يسوع قائلاً: «هُوَذَا حَمَلُ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ ٱلْعَالَمِ» و «... ٱلَّذِي يُعَمِّدُ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ». و «هٰذَا هُوَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ» (يوحنا 1: 29، 33، 34).

نجد في مقدمة الإنجيل حسب يوحنا 1: 1 تصريحاً واضحاً عن ألوهية المسيح: «فِي ٱلْبَدْءِ كَانَ ٱلْكَلِمَةُ، وَٱلْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ ٱللّٰهِ، وَكَانَ ٱلْكَلِمَةُ ٱللّٰهَ». وقد نسب الرسول يوحنا هذا (وهو غير يوحنا المعمدان) إلى المسيح أموراً لا تُنسب لغير اللّه. فالكلمة وسيلة التعبير عن الفكر، هي بالذات نسبة المسيح إلى اللّه. الكلمة تكشف عن فكرة معينة، والمسيح يكشف عن اللّه بالذات. فالمسيح جاء ليُظهِر اللّه للبشر: «اَللّٰهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ ٱلآبِ هُوَ خَبَّرَ» (يوحنا 1: 18). لقد وضَّح يوحنا أزلية المسيح في مضمون التعبير «في البدء». عند بدء أو خليقة العالم كان المسيح «موجود». الفعل هو بصيغة الماضي التام في اللغة الأصلية (اليونانية). وهو يبرز فكرة وجود المسيح منذ الأزل. وقد عبّر عن ذلك أحد كبار اللاهوتيين بقوله: «الكلمة
كان عند اللّه منذ الأزل، في رفقة الآب كأقنوم مشارك في
الألوهية. ومع أنه كان أقنوماً مميزاً، إلا أنه لم يكن كائناً
منفصلاً عن اللّه، فالكلمة كان اللّه
».

في مقدمة الإنجيل حسب يوحنا اعتبر «الكلمة» (المسيح) كائناً في البدء قبل كل شيء. ليس ذلك فقط بل نرى أن «كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان» (العدد الثالث). أمّا في العدد الرابع عشر فنقرأ: «وَٱلْكَلِمَةُ
صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْداً
كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ ٱلآبِ، مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّ
». والبشير يوحنا نفسه في رسالته الأولى 4: 2 قال عن المسيح «قَدْ جَاءَ فِي ٱلْجَسَدِ»، فهو يريدنا أن ندرك أن المسيح لم يكن مجرد رفيق اللّه الأزلي، بل أنه هو اللّه الأزلي بالذات. استعمل يوحنا كلمة «جسد»
ليشير بصورة عامة إلى الطبيعة البشرية بما تتضمنه من محدودية
وضعف. وكشف في مقدمة الأناجيل بكل بساطة عن حقيقة اللّه الأزلي
وهو يأخذ وجوداً يشارك فيه الاختبار البشري العادي مع البشر.
وبإيجاز فإن اللّه تجسّد في الإِنسان يسوع المسيح «عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ ٱلتَّقْوَى: ٱللّٰهُ ظَهَرَ فِي ٱلْجَسَدِ» (1 تيموثاوس 3: 16).

وعندما
جهر الرسول بطرس بشهادته العظمى لم يكن يعبّر عن مجرد
معتقده الشخصي بل كان يعبر عن معتقد غالبية التلاميذ حين قال
ليسوع: «أَنْتَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللّٰهِ ٱلْحَي»
(متى 16: 16). وهكذا نرى أنه مع مواصلة يسوع الكشف عن ماهية
اللّه للبشر فإن توما أكثر التلاميذ تشكُّكاً وصل إلى مرحلة
السجود عند قدمي المسيح والاعتراف بالقول: «رَبِّي وَإِلٰهِي» (يوحنا 20: 28)، هذا القول قَبِلَه المسيح بلا تردد، ولذلك يمكن اعتباره تأكيداً مباشراً من المسيح
نفسه، وجزءاً لا يتجّزأ من إعلانه لحقيقة ألوهيته وأنّ قيام
الرسل بالمعجزات هو دليل إضافي على ألوهية المسيح. فالمعجزة التي
شفى بها بطرس الرجل الأعرج الواقف على باب الهيكل، فعلها
بطرس باسم المسيح، إذ قال للرجل: «بِٱسْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلنَّاصِرِيِّ قُمْ وَٱمْشِ»
(أعمال الرسل 3: 6) وبالفعل مشى الرجل وزالت علّته. لكن
ذلك أغاظ زعماء اليهود الذين اعتقلوا بطرس ورفيقه يوحنا
لمحاكمتهما. وفي معرض ردّ بطرس على اتهاماتهم واعتراضاتهم قال: «إِنْ
كُنَّا نُفْحَصُ ٱلْيَوْمَ عَنْ إِحْسَانٍ إِلَى
إِنْسَانٍ سَقِيمٍ، بِمَاذَا شُفِيَ هٰذَا، فَلْيَكُنْ مَعْلُوماً
عِنْدَ جَمِيعِكُمْ وَجَمِيعِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ، أَنَّهُ
بِٱسْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلنَّاصِرِيِّ، ٱلَّذِي
صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمُ، ٱلَّذِي أَقَامَهُ ٱللّٰهُ مِنَ
ٱلأَمْوَاتِ، بِذَاكَ وَقَفَ هٰذَا أَمَامَكُمْ صَحِيح
» (أعمال الرسل 4: 9 و 10) وعندما أخرج الرسول بولس الروح الشرير من إمرأة قال: «أَنَا آمُرُكَ بِٱسْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَ» (أعمال 16: 18) أمّا إستفانوس أول شهيد مسيحي فقد شهد قبل موته قائلاً: «أَنَا أَنْظُرُ ٱلسَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً، وَٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ قَائِماً عَنْ يَمِينِ ٱللّٰهِ» (أعمال الرسل 7: 56).

شهد
بولس في تعليمه مراراً لألوهية المسيح. وحالما اهتدى إلى
المسيح ذهب إلى مجامع اليهود في دمشق وشرع يبشر بالمسيح قائلاً:
«أَنْ هٰذَا هُوَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ» (أعمال الرسل 9: 20)، وقد كشف في رسالته إلى أهل كولوسي عن كون المسيح «صُورَةُ ٱللّٰهِ غَيْرِ ٱلْمَنْظُورِ» (كولوسي 1: 15). كما أنه صرّح بأن «فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ ٱللاهُوتِ (أي اللّه) جَسَدِيّ» (كولوسي 2: 9). كذلك قال لأهل كورنثوس: «اللّه كان في المسيح مُصالحاً العالم لنفسه» (2 كورنثوس 5: 19). وفي رسالته إلى أهل رومية عندما أشار إلى كون اليهود أنسباء المسيح ذكر موضوع ألوهية المسيح فقال: «وَمِنْهُمُ ٱلْمَسِيحُ حَسَبَ ٱلْجَسَدِ، ٱلْكَائِنُ عَلَى ٱلْكُلِّ إِلٰهاً مُبَارَكاً إِلَى ٱلأَبَدِ» (9: 5). كذلك نجد بولس يحث المسيحيين في مقاطعة فيلبي على اتّباع مثال المسيح يسوع أيضاً، «ٱلَّذِي
إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ ٱللّٰهِ (أي مشاركاً كلياً في
الطبيعة الإلهية، أي صفات اللّه)، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ
يَكُونَ مُعَادِلاً لِلّٰهِ. (أي أنه لم يختر عن أنانية أن يبقى
في تلك الحالة المباركة بينما يظل البشر تحت وطأة الخطية والبؤس)
لٰكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ،
صَائِراً فِي شِبْهِ ٱلنَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي ٱلْهَيْئَةِ
كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى ٱلْمَوْتَ مَوْتَ
ٱلصَّلِيبِ
» (فيلبي 2: 6 - Cool. وهكذا أصبح إنساناً
قابلاً لنفسه محدودية الطبيعة البشرية. قدّم نفسه وهو الإله
المتجسد بديلاً عن شعبه، وهكذا أيضاً أنجز عمله الخلاصي في حمله
للعقاب المفروض على خطاياهم (وهو الألم والموت بالنيابة عنهم).
ويضيف: «لِذٰلِكَ رَفَّعَهُ ٱللّٰهُ أَيْض»
(أي أن المسيح الإله المتجسد رُفع. وليس المقصود هنا
إضافة لطبيعته الإِلهية، فهي كاملة لا ينقصها شيء، بل أن الطبيعة
البشرية المتواضعة التي أخذها المسيح على نفسه هي التي أُعطي لها
المجد والإكرام). ويتابع الرسول فيقول إن اللّه الآب «أَعْطَاهُ ٱسْماً فَوْقَ كُلِّ ٱسْمٍ» ألا وهو اسم «يسوع» (أي مخلص) «لِكَيْ
تَجْثُوَ بِٱسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي ٱلسَّمَاءِ
وَمَنْ عَلَى ٱلأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ ٱلأَرْضِ،
وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ
لِمَجْدِ ٱللّٰهِ ٱلآبِ
» (فيلبي 2: 9-11) (التعبير رب يدل
هنا على الربوبية أو الألوهية المطلقة). فإن أولئك الذين أوحى
إليهم اللّه بكتابة العهد الجديد أشاروا إلى المسيح بتعابير وأوصاف وأسماء العهد القديم نفسها التي استعملت بشأن اللّه، فهم أشاروا إليه ك «أدوناي» وهو الاسم العبري الذي يعني «رب». وكلمة رب تُستعمل أيضاً عندما يكون الإسم العبري «يهوه» الذي يعني «الرب الإِله».

عندما
ننتقل إلى الرسالة إلى العبرانيين فإننا نجد الكاتب ينسب
الربوبية والألوهية للمسيح. يبدأ بالقول إن اللّه كان قد كلّم
البشر في الأزمنة القديمة (أي في أيام التوراة) بواسطة الأنبياء،
مستخدماً أساليب متنوّعة. «اَللّٰهُ،
كَلَّمَنَا فِي هٰذِهِ ٱلأَيَّامِ ٱلأَخِيرَةِ (أي حقبة العهد
الجديد) فِي ٱبْنِهِ - ٱلَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ
شَيْءٍ، ٱلَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ ٱلْعَالَمِينَ. ٱلَّذِي،
وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ
ٱلأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ
بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ
ٱلْعَظَمَةِ فِي ٱلأَعَالِي
» (عبرانيين 1: 1-3).

أما الرسول يوحنا، كاتب سفر الرؤيا فيخبرنا في معرض وصفه للمدينة السماوية المقدسة «أورشليم الجديدة» أنها لا تحتاج إلى الشمس ولا إلى القمر ليضيئا فيها، لأن «مَجْدَ ٱللّٰهِ قَدْ أَنَارَهَا، وَٱلْحَمَلُ سِرَاجُهَ» (سفر الرؤيا 21: 23). والتعبيران «اللّه» و «الحمل» هنا هما مترادفان، يتحدثان عن واحد وهو يسوع المسيح.
قام جميع من أوحى إليهم اللّه بكتابة أسفار الأناجيل (العهد الجديد) بتسجيل تعاليم ومعجزات ومواعيد المسيح
مفترضين واقع كلامه عن ألوهيته، وكانوا هم أيضاً أعظم
وأنسب وأصدق شهود لألوهيته، إذ كانوا قد عرفوه عن كثب. قال عنهم
المسيح: «وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً لأنَّكُمْ مَعِي مِنَ ٱلابْتِدَاء» (يوحنا 15: 27).

أما
سجلات التاريخ منذ نشأة الكنيسة المسيحية فكلها تُظهِر
أنهم قد قدموا شهاداتهم لسيدهم وربّهم بكل أمانة، واستشهد كثيرون
في سبيل إيمانهم بالمسيح يسوع.

وفوق
شهاداتهم نجد شهادات المؤمنين الذين لم ينتسبوا إلى مجموعة
رسل المسيح. فمثلاً نجد قائد الكتيبة الرومانية التي أشرفت
على الصلب، إذْ أبصر المسيح مصلوباً أعلن: «حَقّاً كَانَ هٰذَا ٱلإِنْسَانُ ٱبْنَ ٱللّٰهِ!» (مرقس 15: 39). وأما الأبالسة (الكائنات الملائكية الذين سقطوا وأصبحوا شياطين) والذين كانوا على معرفة بعظمة المسيح الإلهية قبل تجسده، فإنهم عندما أمرهم المسيح أن يخرجوا من الأشخاص الذين كانوا قد سيطروا عليهم، قالوا فيما هم خارجون: «مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ ٱبْنَ ٱللّٰهِ؟ أَجِئْتَ إِلَى هُنَا قَبْلَ ٱلْوَقْتِ لِتُعَذِّبَنَا؟» (متى 8: 29).

على أن قيامة المسيح من الأموات هي البرهان القاطع على طبيعته الإِلهية. لم يكن موت المسيح وقيامته رغم إرادته، بل كانا في نطاق قوّته وخياره الثابتين. عندما تكلم المسيح عن حياته قال: «لَيْسَ
أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ
ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ
آخُذَهَا أَيْض
» (يوحنا 10: 18). وكان قد تنبأ مراراً عن قيامته من الموت قائلاً: «وابن
الإِنسان يُسلّم إلى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت
ويسلمونه إلى الأمم.... ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم
»
(مرقس 8: 31 و9: 31 و10: 33 - 44، ولوقا 18: 33 و24: 7، ومتى 20:
19 و27: 63)، ويشير بولس إلى القيامة كبرهان جازم على
لاهوت المسيح فيقول: «وَتَعَيَّنَ ٱبْنَ ٱللّٰهِ بِقُوَّةٍ... بِٱلْقِيَامَةِ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ: يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ رَبِّنَ» (رومية 1: 4).


اسطفانوس
اسطفانوس

خـادم الرب
خـادم الرب


ذكر
تاريخ التسجيل : 06/12/2010
عدد المساهمات : 410
شفيعى : الرب يسوع
نقاط : 772
الديانة : مسيحى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى