الاب متى المسكين
مـنـتـديـات الـمســيح هــو الله :: † المنتديات الحياة المسيحية † :: منتدى سير القديسين و الشهداء المسيحية
صفحة 1 من اصل 1
الاب متى المسكين
فخر الرهبنة و نجم ساطع في سمائها باعث نهضة رهبانية وآبائية
الموضوع منقول من
http://www.christian-dogma.com/vb/showthread.php?t=35713
الموضوع منقول من
http://www.christian-dogma.com/vb/showthread.php?t=35713
" لم يحدث في تاريخ الرهبنة منذ نشأتها أن قام راهب بتأليف هذا العدد الضخم من الكتب
التي يبلغ عددها 181 كتابا. أغلب هذه الكتب ذو طبيعة موسوعية مما يجعلها
تتأهل لأن توضع في مكتبات كبرى كليات اللاهوت في العالم وأن تكون مرجعا
لرسائل الدكتوراه فيها . إن أبونا متى من أعظم المؤلفين في العلوم المسيحية
في القرن العشرين على مستوى العالم.
كان أول مؤلفاته كتاب " حياة الصلاة الأرثوذكسية " ( 1952 ) وكان سببا في
شهرته . عن هذا الكتاب قال المطران جورج خضر مطران جبل لبنان للروم
الأرثوذكس : " لأول مرة يتتلمذ الروم على كتاب قبطي " . ثاني مؤلفاته "
الكنيسة الخالدة " ( 1960 ) و توالت كتبه . ومنذ أواخر الثمانينات من القرن
ال20 ، بدأ في تفسير الكتاب المقدس تفسيرا موسوعيا ليشرح أغلب أسفار العهد
الجديد وسفر المزامير. إن مؤلفاته هذه توضع جنبا إلى جنب مع مؤلفات كبار
علماء الكتاب المقدس العالميين مثل ماتيو هنري ووليم باركلي و بروس وغيرهم .
إنها فخر لمصر وللكنيسة القبطية ولرهبنتها وتضع دير أنبا مقار على خريطة كبرى مراكز البحوث في العالم المسيحي . "
" ولكن للحق والتاريخ أقول بأن الأب القمص متي المسكين كان علامة مضيئة,
ونقطة فاصلة, ومرحلة جديدة للكتابة والتصنيف ملازما لحقبة
رهبانيته, ومازالت ممتدة بعد أن جاهد كثيرا وصارع كفارس
مناضل مسرعا صوب هدفه المنشود وهو محمول علي الأذرع
الأبدية ومستودعا رسالته التي بذل غاية جهده
لأجلها,واضعا إياها بين يدي المسيح المخلص الذي يدين
الأحياء والأموات فاحصا أعماق كل إنسان "
التي يبلغ عددها 181 كتابا. أغلب هذه الكتب ذو طبيعة موسوعية مما يجعلها
تتأهل لأن توضع في مكتبات كبرى كليات اللاهوت في العالم وأن تكون مرجعا
لرسائل الدكتوراه فيها . إن أبونا متى من أعظم المؤلفين في العلوم المسيحية
في القرن العشرين على مستوى العالم.
كان أول مؤلفاته كتاب " حياة الصلاة الأرثوذكسية " ( 1952 ) وكان سببا في
شهرته . عن هذا الكتاب قال المطران جورج خضر مطران جبل لبنان للروم
الأرثوذكس : " لأول مرة يتتلمذ الروم على كتاب قبطي " . ثاني مؤلفاته "
الكنيسة الخالدة " ( 1960 ) و توالت كتبه . ومنذ أواخر الثمانينات من القرن
ال20 ، بدأ في تفسير الكتاب المقدس تفسيرا موسوعيا ليشرح أغلب أسفار العهد
الجديد وسفر المزامير. إن مؤلفاته هذه توضع جنبا إلى جنب مع مؤلفات كبار
علماء الكتاب المقدس العالميين مثل ماتيو هنري ووليم باركلي و بروس وغيرهم .
إنها فخر لمصر وللكنيسة القبطية ولرهبنتها وتضع دير أنبا مقار على خريطة كبرى مراكز البحوث في العالم المسيحي . "
" ولكن للحق والتاريخ أقول بأن الأب القمص متي المسكين كان علامة مضيئة,
ونقطة فاصلة, ومرحلة جديدة للكتابة والتصنيف ملازما لحقبة
رهبانيته, ومازالت ممتدة بعد أن جاهد كثيرا وصارع كفارس
مناضل مسرعا صوب هدفه المنشود وهو محمول علي الأذرع
الأبدية ومستودعا رسالته التي بذل غاية جهده
لأجلها,واضعا إياها بين يدي المسيح المخلص الذي يدين
الأحياء والأموات فاحصا أعماق كل إنسان "
أنها كلمات وصفت الأب متى المسكين الذي أثرى المكتبة القبطية بالعديد من الكتب والمراجع ..
وبالرغم مما أثير حول بعض الكتابات ،، يبقى الأب متى المسكين علامة
مميزة في تاريخ الكنيسة وكتاباتها يدين له الكثيرين بالفضل في الدراسة
والتعليم ..
وهو الكاتب الزاهد والعالم المتأمل ،، والقلم في يد الأب متى
المسكين يرفعنا إلى عالم من الرهبة مملوء بالخبرات الكنسية والابائية ..
لهذا كان هذا الملف الخاص عن الأب متى المسكين في تذكار نياحته ..
والذي نأمل أن نستكمله في المستقبل القريب ليكون رمزا صغيرا لتقديرنا للأب متى المسكين ..
وكان الموقع قد نشر أخبار وصور النياحة وفيديو صلاة الجناز في وقته ،، اعترافا منه بالدور العظيم للأب متى المسكين ..
ونصلى من أجل سلام الكنيسة الواحدة الوحيدة الجامعة المقدسة
عدل سابقا من قبل اسطفانوس في الإثنين مارس 19, 2012 6:16 pm عدل 2 مرات
اسطفانوسخـادم الرب
-
تاريخ التسجيل : 06/12/2010
عدد المساهمات : 410
شفيعى : الرب يسوع
نقاط : 772
الديانة : مسيحى
رد: الاب متى المسكين
رحيل الأب متي المسكين باعث النهضة في الحياة الرهبانية القبطية
دخل دير أبو مقار وفيه خمسة رهبان ورحل عنه والدير عامر بـ130راهبا.
دخل دير أبو مقار وفيه خمسة رهبان ورحل عنه والدير عامر بـ130راهبا.
والكنيسة تعيش أفراح القيامة انتقل إلي الأمجاد السمائية
قطب من أقطابها...أضاء بنوره في البرية ناسكا متعبدا
وعالما حكيما...رحل أب آباء رهبان دير أبو مقار ببرية
شيهيت الأب متي المسكين بعد حياة حافلة بالتقوي والصلاة
والفكر فترك خلفه تراثا وتاريخا يصعب أن نسترجعه في
سطور هذه الصفحة من صفحاتوطنيالتي طالما قدمت للقارئ
مقالاته في أوائل الستينيات من القرن الماضي...بكل
الوفاء والتقدير سنمضي في رحلة حياة عمرها في عمر
الزمن87عاما بدأت بميلاده بمدينة بنها عام1919وانتهت
الساعة الواحدة فجر الخميس الماضي الثامن من
يونية2006عندما فاضت روحه الطاهرة عن جسده الذي أرهقه
المرض صاعدة بتهليل إلي السماء...وحمله رهبان الدير إلي
برية شيهيت ليودعوه في جنازة بسيطة في مراسمها عميقة
في روحانيتها.
تسابيح الفرح
**وكان مجمع رهبان دير أبو مقار مجتمعا في كنيسة
الدير الأثرية أثناء القداس وفي وسط تسابيح الفرح وصلوات
الخماسين المقدسة دخل الجثمان الطاهر للراهب الناسك
والعالم الروحي الأب متي المسكين في صندوق خشبي
بسيط,صنعه الرهبان بأيديهم وعندما تمت مراسم الصلاة
انتقل مجمع الرهبان يتقدمهم أقدم الرهبان سنا بالدير إلي
منطقة المغائر لدفن الجسد بجوار الآباء الأولين لبرية
شيهيت.ولم يكن معظم الرهبان يعرفون المكان الذي سيتم
دفن جسده الطاهر فيه حيث قام الأب متي المسكين بحفر
مغارة في صحراء الدير بنفسه وهي عبارة عن مكان لا
يتسع سوي للصندوق الذي دفن فيه فقط تم حفره وتقويته
بطبقة من المصيص وخرسانة بسيطة وتم وضع ورقة تحمل اسم
الأب متي المسكين مع الجثمان الطاهر للتعريف,وتم سد
المدفن بالحجارة وأهالوا عليها التراب ولم يظهر من
المدفن علي السطح سوي صليب وتم التسوير بالطوب حول
المكان.
**في سجل الميلاد كان اسمه يوسف إسكندر,عاش في أسرة
متدينة وتربي في أحضان الكنيسة,ودرس الصيدلة في جامعة
القاهرة حيث تخرج عام1944.كانت كل مباهج الحياة متاحة
أمامه-فيلا,وسيارة,وصيدلية-ولكن كان صوت الرب يملأ
قلبه:إن أردت أن تكون كاملا فاذهب وبع أملاكك وأعط
الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال
اتبعنيوأراديوسفالكمال فترك كل شئ واختار حياة البتولية
وذهب إلي جبل القلمون وترهب بدير الأنبا صموئيل
العامر...كان ذلك في عام1948...ولكن اشتياقه إلي حياة
التوحد كان أكثر إلحاحا داخله فلم يمض عامان في حياة
النسك حتي ترك الدير ليعيش متوحدا في مغارة وسط الصخور
بعيدا عن دير السريان.
**وبعد سنتين كلف بأن يصير أبا روحيا لرهبان الدير
وعلي الأخص للشباب المتقدم للرهبنة حديثا,وصار رائدا
للنهضة الرهبانية في الكنيسة القبطية في هذا الجيل,وأحيا
من جديد روح الآباء النساك الأوائل,اجتمع حوله الشباب
المسيحي,وبدأت أول جماعة رهبانية في العصر الحديث كما
كانت الرهبنة في بدء تكوينها. في عام1954اختاره الأنبا
يوساب الثاني بابا الإسكندرية والكرازة المرقسية في ذلك
الوقت ليكون وكيلا له في مدينة الإسكندرية بنفس درجته
الكهنوتية إيغومانسقمصمكث في الإسكندرية لمدة عامين وترك
في شعبها أثرا روحيا عميقا في حوالي40كنيسة.
وفي عام1955قدا استقالته وآثر العودة إلي مغارته ليكمل
حياته الرهبانية ليعيش حياة الوحدة والاتحاد مع
الله...ولمزيد من الهدوء ترك دير السريان عام1956وعاد
إلي دير الأنبا صموئيل وتبعه تلاميذه الجدد من شباب
الرهبان إلي هناك.
ولكن لمزيد من التوحد والنسك في العبادة ذهب هو
وتلاميذه إلي صحراء وادي السريان(علي بعد50كيلو مترا
من أقرب قرية مأهولة بالسكان في محافظة الفيوم,وعاشوا
في كهوف محفورة في الجبال حفروها بأيديهم مشابهة تماما
في كل شئ لحياة آباء الرهبنة الأول الأنبا أنطونيوس
والأنبا مقاريوس واستمروا هكذا عشر سنوات وازدادت جماعته
الرهبانية بالرغم من انقطاع كل صلة بينهم وبين
العالم,أثري المكتبة المسيحية خلال هذه الفترة بكم هائل
من الكتب الروحية كانت مصدرا لتفسير كل ما يتعلق
بالعقيدة المسيحية وترسيخ الإيمان.
في عام 1969دعاه البابا كيرلس السادس بابا الكنيسة
الأرثوذكسية في ذلك الوقت هو وجماعته الرهبانية
وعددهم12راهبا للانتقال إلي دير أنبا مقار بوادي
النطرون(الدير من القرن الرابع)وكانت الحياة الرهبانية
قد أصيبت بالهزال والضعف الروحي ولم يكن في الدير أكثر
من خمسة رهبانا(مسنين ومرضي)وكانت مباني الدير علي
وشك الانهيار.
وقال البابا كيرلس السادس بالحرف الواحد للأب متي المسكين :
إن شاء الرب الدير يعمر علي يديك وتملأ البرية رهبان.
والرئيس الفعلي لدير أبو مقار هو نيافة الأنبا ميخائيل
مطران أسيوط منذ عهد الأنبا يوساب الثاني وكان من
رهبان دير أبو مقار باسم القمص متياس.
وعندما أصبح الأنبا ميخائيل مطران أسيوط كان الدير في
حاجة إلي أبوة روحية,وبانتقال الأب متي المسكين إلي
دير أبو مقار أوكل الأنبا ميخائيل كل أعمال الدير للأب
متي المسكين,ومنذ وطأت قدماه الطاهرتان دير أبو مقار
حدثت نهضة روحية وعمرانية,اتسعت مساحة الدير ستة أضعاف
المساحة الموجودة أصلا,وأصبح الدير مزارا روحيا للمسيحيين
من كل أنحاء العالم,ويوجد في الدير حاليا130راهبا.
اسطفانوسخـادم الرب
-
تاريخ التسجيل : 06/12/2010
عدد المساهمات : 410
شفيعى : الرب يسوع
نقاط : 772
الديانة : مسيحى
رد: الاب متى المسكين
ما شاهده دير أبو مقار
علي امتداد هذه السنين وحتي اليوم ينطق ببركة الأب متي
المسكين فما صنعته يداه وفكره ينطق بعظمة عمله وما
رفعه من صلوات وابتهالات ينطق بعظمه إيمانه.
روحانية الخلوة
**أذكر عام1976أن أذاعت وكالات الأنباء خبر اكتشاف
مقبرة القديس يوحنا المعمدان في دير أبو مقار...يومها
تسابق الإعلاميون من كل دول العالم إلي برية شيهيت حيث
يقع الدير عند الكيلو92علي طريق مصر-الإسكندرية
الصحراوي...ذهبت يومها برفقة أستاذي الراحل مسعد
صادق...وبقدر ما كنت شغوفا بمعرفة أسرار هذه الكشف
المهم لننقل إلي القراء كل التفاصيل عنه,كنت أكثر شغفا
بمقابلة الأب متي المسكين الذي قرأت له عددا من كتبه
وجذبني بأسلوبه وفكره...ولكنه آثر أن يظل بعيدا عن
أضواء الإعلاميين وعدسات الكاميرات وسكن إلي قلايته يستمتع
بالصلاة ,استقبلنا يومها أحد رهبان الدير واصطحبنا إلي
مكان الرفات المقدسة,وطاف بنا في كل أنحاء
الدير...ورغم أننا لم نلتق يومها الأب متي المسكين إلا
أننا عدنا ونحن نحمل له في داخلنا تقديرا واجلالا
أكثر...فالعثور علي جسد يوحنا المعمدان في ذلك الوقت
كان بالتأكيد بصلواته ليعرف العالم بركة المكان العامر
بالرهبان المصريين,ونزوعه إلي الخلوة كان درسا غير مكتوب
عن حياة الرهبنة.
نهضة رهبانية
**في مايو1969وطأت قدماه دير أبو مقار,وفي
يونية2006دفن جسده في ثري الدير الذي أحبه وقام
بتعميره وعاش فيه ثلثي حياة رهبنته الممتدة لنحو ثمانية
وخمسين عاما قضي منها سبعة,ثلاثين عاما في دير
أبومقار,وهي السنوات التي شهدت نهضة رهبانية وإقبال
الشباب الجامعي والمثقف علي حياة النسك والعبادة في
الأديرة بعد أن وجدوا في الصيدلي الراهب متي المسكين
مثالا وقدوة...وتضم قلايات الدير أكثر من120راهبا لا
يقتصر دورهم علي عبادة الله في نسك,إنما لكل منهم
تخصصه وعمله فتحولت أرض الدير الجرداء إلي مزارع
ومراع,فمن بين2700فدان تمثل كامل مساحة الدير هناك
مساحات تصل إلي1500فدان مزروعة بالزيتون والبلح والتفاح
والموز والمانجو والبطاطس يتم توزيعها علي الداخل وللتصدير
إلي الخارج,ويحسب لدير أبو مقار نجاحه في تطوير زراعة
البنجر في مصر عن طريق بذور تم استيرادها من ألمانيا
لبنجر السكر وبنجر العلف الحيواني,وقد كتب أحد زوار
الدير أن مكافأة الله لرهبان الدير كانت سخية فكل حبة
عرق تسقط من جبين راهب علي رمل الصحراء تنبت زرعا
أخضر وفيرا وخيرا,فهم يعبدون الله بالصلاة والجهد والعرق
والعمل...وأنا أراها واحدة من وزنات الأب متي المسكين
التي أثمرت ثلاثين وستين ومائة حتي أن البعض يعدون دير
أبو مقار أغني الأديرة القبطية خاصة بعد أن أهدي
الرئيس الراحل أنور السادات للقمص متي المسكين2000فدان
بعد أن لمس الجهد الدؤوب والمبادرات العلمية التي
أفرزتها عقليات الرهبان الجامعيين.
أبوة حقيقية
** عندما زار قداسة البابا دير أنبا مقار يوم الأحد
الثالث من نوفمبر 1996 والذي توافق مع اليوبيل الفضي
لتجليس قداسته بطريركا علي الكرازة المرقسية استقبله الأب
متي المسكين بمحبة قلبية وترحيب فائق وقال:حينما نجتمع
معا باسم ربنا يسوع المسيح مع رئيس الكنيسة,فإنه لقاء
منظور في الأرض وفي السماء,إنها شهادة أردت أن أتكلم
بها أمامكم لأنه حينما ينفعل قلب الإنسان بالروح لابد
أن نعلن,فرحتنا اليوم عظيمة لأنها إجابة من السماء
طالما طلبناها أن يزورنا رئيس الكنيسة ويبارك هذا المكان
الطاهر,عندما يأتي بابا الإسكندرية ويزور ديرا من أديرة
شيهيت فإنه حدث تاريخي يعتبر عيدا في البرية
كلها..تعلمون أيها الأحباء-وكلكم رهبان- أن الرهبنة في
الكنيسة وخصوصا القبطية هي قوامها,سندها الإلهي,خزانة
تراثها ومجدها,تقليدها الحي الذي نستمد منه عصارة
لاهوتنا وحياتنا..وعندما يأتي بابا الإسكندرية ويقف بيننا
ويتكلم بكلمة شكر وصلاة للمسيح فإنه شيء يرد نفوسنا
ويشدد قوتنا وعزائمنا...إنه يوم سعيد من أيام
شيهيت..والكنيسة وهي تعيد اليوم باليوبيل الفضي لاختيار
الرب لقداسته بطريركا ندعو أن تمتد حبريته إلي اليوبيل
الذهبي واليوبيل الماسي وإلي مائة سنة نتمتع بخدمة
ورعاية قداسته,قلوبنا معه تتبعه حيثما ذهب وحيثما
حل..فرحتنا اليوم كبيرة جدا,والبركة التي أخذناها ستقوي
نفوسنا لنكون مخلصين للمسيح ولقداسته. وبأبوة مملوءة محبة
رد قداسة البابا علي كلمة الأب متي المسكين وقالأشكر
كلمة المحبة التي ألقاها قدس القمص متي المسكين أب
رهبان هذا الدير في عاطفة عميقة وقوية..وفي الواقع يا
إخوتي إنه لم يزركم اليوم بابا الإسكندرية إنما زاركم
راهب من الرهبان..جئت ألتمس بركة الدير..ألتمس بركة
قديسيه..وبركة رهبانه..بركة الآباء الذين تخصصوا في
الصلاة والتأمل وأصبحت حياتهم كلها صلاة.وأنا سعيد لأني
أزور هذا الدير بعد مدة طويلة..زرتكم منذ 18 سنة وأحب
أن أري الله فيكم,وأري عمل الله في حياتكم وأراكم
باستمرار في محبة,في فرح,في سلام,افرحوا في الرب كل
حين..وأشكركم علي حسن استقبالكم,وأشكر محبتكم,وأشكر
البركة التي أخذتها من دخول هذا الدير,ومن رهبانه
وأشكر كلمات المحبة التي سمعتها.
الكاتب الزاهد والعالم المتأمل
** هذا هو الأب متي المسكين الراهب الناسك
المتوحد..فماذا عن الأب متي المسكين الكاتب المفكر الذي
أثري المكتبة القبطية والثقافة المصرية والعربية بمئات
المؤلفات في كل فروع المعرفة والفكر واللاهوت؟..أعود هنا
إلي كلمات كتبها شاهد عاش مع كتبه وأفكاره سنوات
وسنوات..هو ليس أي شاهد..هو الدكتور عاطف العراقي
أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة الذي يقول:إن القارئ لآلاف
الصفحات التي كتبها الأب متي المسكين يسجد نفسه في
دهشه أمام هذه الثقافة الموسوعية والتي يعبر عنها حديثه
عن مئات الموضوعات التي يكتب فيها ..إن القارئ يشعر
بالإعجاب تجاه الرجل خاصة أنه يكتب بروح أدبية وأسلوب
مشرق غاية في الوضوح,أسلوب يعبر من خلاله عن قلقه
تجاه ما يعترض الإنسان في كل زمان وكل مكان قلق
ومعوقات,إنه لايكون مكتفيا بالحديث عن مشكلات الإنسان,بل
سرعان ما يقدم لنا الحلول وأوجه العلاج..إن كتب الأب
متي المسكين تحتل مكانة رفيعة في تاريخ الثقافة الدينية
المعاصرة,والقارئ لكتبه-وما أكثرها-يدرك تمام الإدراك أن
مفكرنا الأب متي المسكين والذي يعمل في صمت العلماء
وهدوء المفكرين أثري المكتبة العربية بالعديد من الكتب
والرسائل التي تكشف عن إيمانه بالتسامح الديني والابتعاد
كل البعد عن روح التعصب..ولايمكن أن نذكر دير القديس
أنبا مقار والرهبنة في مصر إلا ونذكر معها الدور
الرائد والحيوي الذي أداه المفكر الزاهد والعالم المتأمل
في صمت الأب متي المسكين..ترك لنا مجموعة من المؤلفات
والرسائل لاحصر لها,ومن بينها حياة الصلاة
الأرثوذكسية,صوم العذراء القديسة مريم,فلسفة الموت عند
شهداء مصر,ملكوت الله,المرأة حقوقها وواجباتها,الحياة
الاجتماعية والدينية في الكنيسة,أعياد الظهور
الإلهي,المسيحية في الأسرة,التوبة,والرهبنة في عصر
القديس أنبا مقار,الفضائل المسيحية بحسب الإنجيل..هذه
نماذج من كتب ورسائل الأب متي المسكين.والقارئ لهذه
الكتب وغيرها يجد نفسه أمام عالم غزير الثقافة بحيث لا
يملك القارئ له إلا الإعجاب.
مقال بجريدة وطني , بقلم ا. فكتور سلامه و ا. جورجيت صادق
علي امتداد هذه السنين وحتي اليوم ينطق ببركة الأب متي
المسكين فما صنعته يداه وفكره ينطق بعظمة عمله وما
رفعه من صلوات وابتهالات ينطق بعظمه إيمانه.
روحانية الخلوة
**أذكر عام1976أن أذاعت وكالات الأنباء خبر اكتشاف
مقبرة القديس يوحنا المعمدان في دير أبو مقار...يومها
تسابق الإعلاميون من كل دول العالم إلي برية شيهيت حيث
يقع الدير عند الكيلو92علي طريق مصر-الإسكندرية
الصحراوي...ذهبت يومها برفقة أستاذي الراحل مسعد
صادق...وبقدر ما كنت شغوفا بمعرفة أسرار هذه الكشف
المهم لننقل إلي القراء كل التفاصيل عنه,كنت أكثر شغفا
بمقابلة الأب متي المسكين الذي قرأت له عددا من كتبه
وجذبني بأسلوبه وفكره...ولكنه آثر أن يظل بعيدا عن
أضواء الإعلاميين وعدسات الكاميرات وسكن إلي قلايته يستمتع
بالصلاة ,استقبلنا يومها أحد رهبان الدير واصطحبنا إلي
مكان الرفات المقدسة,وطاف بنا في كل أنحاء
الدير...ورغم أننا لم نلتق يومها الأب متي المسكين إلا
أننا عدنا ونحن نحمل له في داخلنا تقديرا واجلالا
أكثر...فالعثور علي جسد يوحنا المعمدان في ذلك الوقت
كان بالتأكيد بصلواته ليعرف العالم بركة المكان العامر
بالرهبان المصريين,ونزوعه إلي الخلوة كان درسا غير مكتوب
عن حياة الرهبنة.
نهضة رهبانية
**في مايو1969وطأت قدماه دير أبو مقار,وفي
يونية2006دفن جسده في ثري الدير الذي أحبه وقام
بتعميره وعاش فيه ثلثي حياة رهبنته الممتدة لنحو ثمانية
وخمسين عاما قضي منها سبعة,ثلاثين عاما في دير
أبومقار,وهي السنوات التي شهدت نهضة رهبانية وإقبال
الشباب الجامعي والمثقف علي حياة النسك والعبادة في
الأديرة بعد أن وجدوا في الصيدلي الراهب متي المسكين
مثالا وقدوة...وتضم قلايات الدير أكثر من120راهبا لا
يقتصر دورهم علي عبادة الله في نسك,إنما لكل منهم
تخصصه وعمله فتحولت أرض الدير الجرداء إلي مزارع
ومراع,فمن بين2700فدان تمثل كامل مساحة الدير هناك
مساحات تصل إلي1500فدان مزروعة بالزيتون والبلح والتفاح
والموز والمانجو والبطاطس يتم توزيعها علي الداخل وللتصدير
إلي الخارج,ويحسب لدير أبو مقار نجاحه في تطوير زراعة
البنجر في مصر عن طريق بذور تم استيرادها من ألمانيا
لبنجر السكر وبنجر العلف الحيواني,وقد كتب أحد زوار
الدير أن مكافأة الله لرهبان الدير كانت سخية فكل حبة
عرق تسقط من جبين راهب علي رمل الصحراء تنبت زرعا
أخضر وفيرا وخيرا,فهم يعبدون الله بالصلاة والجهد والعرق
والعمل...وأنا أراها واحدة من وزنات الأب متي المسكين
التي أثمرت ثلاثين وستين ومائة حتي أن البعض يعدون دير
أبو مقار أغني الأديرة القبطية خاصة بعد أن أهدي
الرئيس الراحل أنور السادات للقمص متي المسكين2000فدان
بعد أن لمس الجهد الدؤوب والمبادرات العلمية التي
أفرزتها عقليات الرهبان الجامعيين.
أبوة حقيقية
** عندما زار قداسة البابا دير أنبا مقار يوم الأحد
الثالث من نوفمبر 1996 والذي توافق مع اليوبيل الفضي
لتجليس قداسته بطريركا علي الكرازة المرقسية استقبله الأب
متي المسكين بمحبة قلبية وترحيب فائق وقال:حينما نجتمع
معا باسم ربنا يسوع المسيح مع رئيس الكنيسة,فإنه لقاء
منظور في الأرض وفي السماء,إنها شهادة أردت أن أتكلم
بها أمامكم لأنه حينما ينفعل قلب الإنسان بالروح لابد
أن نعلن,فرحتنا اليوم عظيمة لأنها إجابة من السماء
طالما طلبناها أن يزورنا رئيس الكنيسة ويبارك هذا المكان
الطاهر,عندما يأتي بابا الإسكندرية ويزور ديرا من أديرة
شيهيت فإنه حدث تاريخي يعتبر عيدا في البرية
كلها..تعلمون أيها الأحباء-وكلكم رهبان- أن الرهبنة في
الكنيسة وخصوصا القبطية هي قوامها,سندها الإلهي,خزانة
تراثها ومجدها,تقليدها الحي الذي نستمد منه عصارة
لاهوتنا وحياتنا..وعندما يأتي بابا الإسكندرية ويقف بيننا
ويتكلم بكلمة شكر وصلاة للمسيح فإنه شيء يرد نفوسنا
ويشدد قوتنا وعزائمنا...إنه يوم سعيد من أيام
شيهيت..والكنيسة وهي تعيد اليوم باليوبيل الفضي لاختيار
الرب لقداسته بطريركا ندعو أن تمتد حبريته إلي اليوبيل
الذهبي واليوبيل الماسي وإلي مائة سنة نتمتع بخدمة
ورعاية قداسته,قلوبنا معه تتبعه حيثما ذهب وحيثما
حل..فرحتنا اليوم كبيرة جدا,والبركة التي أخذناها ستقوي
نفوسنا لنكون مخلصين للمسيح ولقداسته. وبأبوة مملوءة محبة
رد قداسة البابا علي كلمة الأب متي المسكين وقالأشكر
كلمة المحبة التي ألقاها قدس القمص متي المسكين أب
رهبان هذا الدير في عاطفة عميقة وقوية..وفي الواقع يا
إخوتي إنه لم يزركم اليوم بابا الإسكندرية إنما زاركم
راهب من الرهبان..جئت ألتمس بركة الدير..ألتمس بركة
قديسيه..وبركة رهبانه..بركة الآباء الذين تخصصوا في
الصلاة والتأمل وأصبحت حياتهم كلها صلاة.وأنا سعيد لأني
أزور هذا الدير بعد مدة طويلة..زرتكم منذ 18 سنة وأحب
أن أري الله فيكم,وأري عمل الله في حياتكم وأراكم
باستمرار في محبة,في فرح,في سلام,افرحوا في الرب كل
حين..وأشكركم علي حسن استقبالكم,وأشكر محبتكم,وأشكر
البركة التي أخذتها من دخول هذا الدير,ومن رهبانه
وأشكر كلمات المحبة التي سمعتها.
الكاتب الزاهد والعالم المتأمل
** هذا هو الأب متي المسكين الراهب الناسك
المتوحد..فماذا عن الأب متي المسكين الكاتب المفكر الذي
أثري المكتبة القبطية والثقافة المصرية والعربية بمئات
المؤلفات في كل فروع المعرفة والفكر واللاهوت؟..أعود هنا
إلي كلمات كتبها شاهد عاش مع كتبه وأفكاره سنوات
وسنوات..هو ليس أي شاهد..هو الدكتور عاطف العراقي
أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة الذي يقول:إن القارئ لآلاف
الصفحات التي كتبها الأب متي المسكين يسجد نفسه في
دهشه أمام هذه الثقافة الموسوعية والتي يعبر عنها حديثه
عن مئات الموضوعات التي يكتب فيها ..إن القارئ يشعر
بالإعجاب تجاه الرجل خاصة أنه يكتب بروح أدبية وأسلوب
مشرق غاية في الوضوح,أسلوب يعبر من خلاله عن قلقه
تجاه ما يعترض الإنسان في كل زمان وكل مكان قلق
ومعوقات,إنه لايكون مكتفيا بالحديث عن مشكلات الإنسان,بل
سرعان ما يقدم لنا الحلول وأوجه العلاج..إن كتب الأب
متي المسكين تحتل مكانة رفيعة في تاريخ الثقافة الدينية
المعاصرة,والقارئ لكتبه-وما أكثرها-يدرك تمام الإدراك أن
مفكرنا الأب متي المسكين والذي يعمل في صمت العلماء
وهدوء المفكرين أثري المكتبة العربية بالعديد من الكتب
والرسائل التي تكشف عن إيمانه بالتسامح الديني والابتعاد
كل البعد عن روح التعصب..ولايمكن أن نذكر دير القديس
أنبا مقار والرهبنة في مصر إلا ونذكر معها الدور
الرائد والحيوي الذي أداه المفكر الزاهد والعالم المتأمل
في صمت الأب متي المسكين..ترك لنا مجموعة من المؤلفات
والرسائل لاحصر لها,ومن بينها حياة الصلاة
الأرثوذكسية,صوم العذراء القديسة مريم,فلسفة الموت عند
شهداء مصر,ملكوت الله,المرأة حقوقها وواجباتها,الحياة
الاجتماعية والدينية في الكنيسة,أعياد الظهور
الإلهي,المسيحية في الأسرة,التوبة,والرهبنة في عصر
القديس أنبا مقار,الفضائل المسيحية بحسب الإنجيل..هذه
نماذج من كتب ورسائل الأب متي المسكين.والقارئ لهذه
الكتب وغيرها يجد نفسه أمام عالم غزير الثقافة بحيث لا
يملك القارئ له إلا الإعجاب.
مقال بجريدة وطني , بقلم ا. فكتور سلامه و ا. جورجيت صادق
اسطفانوسخـادم الرب
-
تاريخ التسجيل : 06/12/2010
عدد المساهمات : 410
شفيعى : الرب يسوع
نقاط : 772
الديانة : مسيحى
رد: الاب متى المسكين
كلمة نيافة أنبا ميخائيل مطران أسيوط
الأب القمص متي المسكين
من مواليد سنة 1918, عاش راهبا ديريا وناسكا فاضلا حتي الثامنة والثمانين من عمره الأرضي.
وانتقل إلي الأبدية السعيدة فجر الخميس الثامن من يونية الجاري,بعد
أن قاوم الكثير من الأمراض الجسدية خلال السنوات العشر
الأخيرة.نشأ محبا لكنيسته الخالدة منذ طفولته وحداثته
الباكرة,وكان موهوبا بالكتابة المسيحية,ومتميزا بأسلوبه
الروحي منذ فجر شبابه,هكذا نما وسمت عباراته البليغة
وارتقت في مفهومها وجوهرها واستمرت حتي النهاية..
إذ أحس في أعماقه بحلاوة تكريس الحياة بجملتها للملك
المسيح شق طريقه الرهباني وصار باكورة للمتعلمين وذوي
الشهادات العليا ليلتحقوا بالأديرة, وتتلمذ علي يديه
الكثيرون.
وبعد رحلته الطويلة والشاقة انطلق هذا الراهب المثالي نحو الملكوت ألسمائي
عقب عيد الصعود الإلهي, وقبل عيد العنصرة وحلول الروح
القدس الذي أفاض في الكتابة عنه عدة مرات وكان موضوعا
رئيسيا لتأملاته التي انفرد بها وثارت حولها مناقشات
وتساؤلات وأيضا كانت عرضة لكثير من التعليقات ومع ذلك
لا يقدر أحد أن ينزه نفسه عن الأخطاء والهفوات ولو
كانت حياته يوما واحدا,وكما يقول البعض لكل عالم هفوة.
ولكن للحق والتاريخ أقول بأن الأب القمص متي المسكين كان علامة مضيئة,
ونقطة فاصلة, ومرحلة جديدة للكتابة والتصنيف ملازما لحقبة
رهبانيته, ومازالت ممتدة بعد أن جاهد كثيرا وصارع كفارس
مناضل مسرعا صوب هدفه المنشود وهو محمول علي الأذرع
الأبدية ومستودعا رسالته التي بذل غاية جهده
لأجلها,واضعا إياها بين يدي المسيح المخلص الذي يدين
الأحياء والأموات فاحصا أعماق كل إنسان وما أصدق وعده
القائل:
ها أنا آتي سريعا وأجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله.
مجدا لاسمه القدوس إلي الأبد..آمين
الأب القمص متي المسكين
من مواليد سنة 1918, عاش راهبا ديريا وناسكا فاضلا حتي الثامنة والثمانين من عمره الأرضي.
وانتقل إلي الأبدية السعيدة فجر الخميس الثامن من يونية الجاري,بعد
أن قاوم الكثير من الأمراض الجسدية خلال السنوات العشر
الأخيرة.نشأ محبا لكنيسته الخالدة منذ طفولته وحداثته
الباكرة,وكان موهوبا بالكتابة المسيحية,ومتميزا بأسلوبه
الروحي منذ فجر شبابه,هكذا نما وسمت عباراته البليغة
وارتقت في مفهومها وجوهرها واستمرت حتي النهاية..
إذ أحس في أعماقه بحلاوة تكريس الحياة بجملتها للملك
المسيح شق طريقه الرهباني وصار باكورة للمتعلمين وذوي
الشهادات العليا ليلتحقوا بالأديرة, وتتلمذ علي يديه
الكثيرون.
وبعد رحلته الطويلة والشاقة انطلق هذا الراهب المثالي نحو الملكوت ألسمائي
عقب عيد الصعود الإلهي, وقبل عيد العنصرة وحلول الروح
القدس الذي أفاض في الكتابة عنه عدة مرات وكان موضوعا
رئيسيا لتأملاته التي انفرد بها وثارت حولها مناقشات
وتساؤلات وأيضا كانت عرضة لكثير من التعليقات ومع ذلك
لا يقدر أحد أن ينزه نفسه عن الأخطاء والهفوات ولو
كانت حياته يوما واحدا,وكما يقول البعض لكل عالم هفوة.
ولكن للحق والتاريخ أقول بأن الأب القمص متي المسكين كان علامة مضيئة,
ونقطة فاصلة, ومرحلة جديدة للكتابة والتصنيف ملازما لحقبة
رهبانيته, ومازالت ممتدة بعد أن جاهد كثيرا وصارع كفارس
مناضل مسرعا صوب هدفه المنشود وهو محمول علي الأذرع
الأبدية ومستودعا رسالته التي بذل غاية جهده
لأجلها,واضعا إياها بين يدي المسيح المخلص الذي يدين
الأحياء والأموات فاحصا أعماق كل إنسان وما أصدق وعده
القائل:
ها أنا آتي سريعا وأجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله.
مجدا لاسمه القدوس إلي الأبد..آمين
اسطفانوسخـادم الرب
-
تاريخ التسجيل : 06/12/2010
عدد المساهمات : 410
شفيعى : الرب يسوع
نقاط : 772
الديانة : مسيحى
رد: الاب متى المسكين
انتقال قدس أبينا الروحي
القمص متى المسكين
انتقل
إلى الأمجاد السماوية قدس الأب الروحي لدير القديس أنبا مقار القمص متى
المسكين الراهب الناسك والعالم القبطي الكنسي الفاضل عن عمر يناهز السابعة
والثمانين بعد مرض قصير الأجل. وكان قد نُقل إلى الدير (الساعة الواحدة
صباح الخميس 8 يونية 2006) من المستشفى الذي قضى به حوالى 4 أسابيع، حيث
وصل جثمانه الطاهر إلى الكنيسة الكبرى الساعة الخامسة فجراً بينما كان مجمع
رهبان الدير مجتمعين كالمعتاد يومياً يرتلون التسبحة السنوية ويرفعون بخور
باكر ويقدِّمون الذبيحة المقدسة. وبعد انتهاء صلاة القداس الإلهي صلَّى
على الجثمان الطاهر إيغومانس الدير(أو الربيتة) والكهنة صلوات طقس الصلاة
على المنتقلين. ثم تقدم الرهبان واحداً فواحداً وقبَّلوا الجسد الطاهر
وتباركوا منه، ثم حملوا النعش على أكتافهم وزفُّوه بألحان وترانيم القيامة
والصعود: المسيح قام من بين الأموات، وصعد إلى السموات، وجلس عن يمين أبيه
في السموات. ثم داروا به حول الهيكل، فصحن الكنيسة، ثم خرجوا به خارج الدير
حيث سُجِّي في المغارة التى أوصى بمكانها الأب قبل انتقاله بأربع سنوات.
إلى الأمجاد السماوية قدس الأب الروحي لدير القديس أنبا مقار القمص متى
المسكين الراهب الناسك والعالم القبطي الكنسي الفاضل عن عمر يناهز السابعة
والثمانين بعد مرض قصير الأجل. وكان قد نُقل إلى الدير (الساعة الواحدة
صباح الخميس 8 يونية 2006) من المستشفى الذي قضى به حوالى 4 أسابيع، حيث
وصل جثمانه الطاهر إلى الكنيسة الكبرى الساعة الخامسة فجراً بينما كان مجمع
رهبان الدير مجتمعين كالمعتاد يومياً يرتلون التسبحة السنوية ويرفعون بخور
باكر ويقدِّمون الذبيحة المقدسة. وبعد انتهاء صلاة القداس الإلهي صلَّى
على الجثمان الطاهر إيغومانس الدير(أو الربيتة) والكهنة صلوات طقس الصلاة
على المنتقلين. ثم تقدم الرهبان واحداً فواحداً وقبَّلوا الجسد الطاهر
وتباركوا منه، ثم حملوا النعش على أكتافهم وزفُّوه بألحان وترانيم القيامة
والصعود: المسيح قام من بين الأموات، وصعد إلى السموات، وجلس عن يمين أبيه
في السموات. ثم داروا به حول الهيكل، فصحن الكنيسة، ثم خرجوا به خارج الدير
حيث سُجِّي في المغارة التى أوصى بمكانها الأب قبل انتقاله بأربع سنوات.
والأب
متى المسكين هو الأب الروحي لدير القديس أنبا مقار (من مايو 1969 – 8
يونية 2006 بناء على تكليف رسمي من قداسة البابا الراحل كيرلس السادس). وهو
باعث النهضة في الحياة الرهبانية القبطية منذ تركه ممتلكاته ومهنته
لانخراطه في سلك الرهبنة عام 1948 في أربعة أديرة : دير الأنبا صموئيل
(1948 - 1951)، ثم دير السريان (1951-1956) ثم دير الأنبا صموئيل (1956 -
1959) ثم مغائر وادي الريان (1960 - 1969) وأخيراً في دير أنبا مقار. لقد
حمل مسئولية تجديد الحياة النسكية مع الاحتفاظ بالأصالة الآبائية القديمة،
وبالإضافة إلى ذلك حمل مشعل العلم والتنوير اللاهوتي والروحي في الكنيسة
بنفس منهج الأصالة والرجوع إلى الجذور الإنجيلية والآبائية ولكن مع التقديم
العصري المناسب لذهنية الحاضر. ولقد انتقل بالرهبنة من عصر احتضان بسطاء
الفكر وغير الجادين في الحياة الدينية إلى الرهبنة المتفانية في العبادة
وفي الوقت نفسه المتفاعلة مع الناس بتقديم القدوة الصامتة في الزهد في
مشتهيات الأرض الزائلة مقابل خدمة الفقراء والمساكين وبؤساء الأرض الذين
ليس أحد يذكرهم. فبأيدي الرهبان يزرعون ويعملون ليُقيتوا أنفسهم بالقليل
ويُفرِّحوا قلب المساكين بالكثير. وهذه كانت أعز خدمة ختم بها حياته.
متى المسكين هو الأب الروحي لدير القديس أنبا مقار (من مايو 1969 – 8
يونية 2006 بناء على تكليف رسمي من قداسة البابا الراحل كيرلس السادس). وهو
باعث النهضة في الحياة الرهبانية القبطية منذ تركه ممتلكاته ومهنته
لانخراطه في سلك الرهبنة عام 1948 في أربعة أديرة : دير الأنبا صموئيل
(1948 - 1951)، ثم دير السريان (1951-1956) ثم دير الأنبا صموئيل (1956 -
1959) ثم مغائر وادي الريان (1960 - 1969) وأخيراً في دير أنبا مقار. لقد
حمل مسئولية تجديد الحياة النسكية مع الاحتفاظ بالأصالة الآبائية القديمة،
وبالإضافة إلى ذلك حمل مشعل العلم والتنوير اللاهوتي والروحي في الكنيسة
بنفس منهج الأصالة والرجوع إلى الجذور الإنجيلية والآبائية ولكن مع التقديم
العصري المناسب لذهنية الحاضر. ولقد انتقل بالرهبنة من عصر احتضان بسطاء
الفكر وغير الجادين في الحياة الدينية إلى الرهبنة المتفانية في العبادة
وفي الوقت نفسه المتفاعلة مع الناس بتقديم القدوة الصامتة في الزهد في
مشتهيات الأرض الزائلة مقابل خدمة الفقراء والمساكين وبؤساء الأرض الذين
ليس أحد يذكرهم. فبأيدي الرهبان يزرعون ويعملون ليُقيتوا أنفسهم بالقليل
ويُفرِّحوا قلب المساكين بالكثير. وهذه كانت أعز خدمة ختم بها حياته.
نبذة عن حياة
الأب متى المسكين
وجماعته الرهبانية
[size=16]الأب متى المسكين :
+ وُلد عام 1919.
+ تخرج من كلية الصيدلة عام 1943.
+ اشتغل في المهنة حتى سنة 1948.
+ كان يمتلك صيدلية في دمنهور.
+ لكنه سمع صوت الرب وأطاعه.
+ وباع كل ما يملك ووزعه على الفقراء ولم يحتفظ إلا بثمن التذكرة ذهاب.
+ ترهبن في دير أنبا صموئيل في الصعيد يوم 10 أغسطس 1948 [اختار هذا الدير لأنه كان أفقر دير وأبعد دير عن العمران وأكثرهم عزلة].
+ كان يطوي الليالي في قراءة الكتاب
المقدس بتعمق شديد وفي الصلاة والتسبيح حتى الصباح. وهناك بدأ يخط أولى
صفحات أهم وأول كتبه وهو كتاب: ”حياة الصلاة الأرثوذكسية“
(الذي صدر عام 1952، ونُقِّح وزيد عام 1968، وترجم ونُشر بالفرنسية عام
1977، وبالإيطالية عام 1998، ثم بالإنجليزية ونُشر بواسطة دار نشر ٍSVS
التابعة لمعهد سانت فلاديمير اللاهوتي بنيويورك عام 2002).
+ سرعان ما هزلت صحته بسبب فقر الدير
الشديد، ولكنه أجبر على الانتقال إلى دير السريان ـ وادي النطرون (سنة
1951). وهناك تقبَّل نعمة الكهنوت رغماً عنه.
+ عاش متوحداً في مغارة وسط الصخور
بعيداً عن الدير، وبعد سنتين، كلف أن يصير أباً روحياً لرهبان الدير وعلى
الأخص للشباب المتقدم للرهبنة حديثاً. وهكذا صار رائداً للنهضة الرهبانية
في الكنيسة القبطية في هذا الجيل.
+ أرجع الرهبنة إلى حياتها الأولى وأحيا
من جديد روح الآباء النساك الأوائل بحياته الروحية والنسكية على أعلى
مستوى، بالإضافة إلى روح أبوة وتلمذة وتدبير لأول مرة في برية الأسقيط منذ
عصر الآباء الأوائل، مما جمع الشباب المسيحي حوله. ومن هنا بدأت أول جماعة
رهبانية في العصر الحديث متتلمذة على أب روحي واحد كما كانت الرهبنة في بدء
تكوينها.
+ ظل يدبر هذه الجماعة الرهبانية الأولى وهو في مغارته بعيداً عن الدير. لمدة سنتين (1952-1954). وهناك أكمل أول كتاب له: ”حياة الصلاة الأرثوذكسية“.
(الذي تم الانتهاء من الطباعة في يوم الأربعاء 7 أكتوبر 1953، ونُقِّح
وزيد عام 1968، وتُرجم للإنجليزية ونُشر بواسطة دار نشر SVS التابعة لمعهد
سانت فلاديمير اللاهوتي بنيويورك عام 2002، كما نُشربالفرنسية عام 1997
وبالإيطالية عام 1999م).
+ في 1954 اختاره بابا الإسكندرية
الأنبا يوساب الثاني (1946-1956) وكيلاً له في مدينة الإسكندرية (بعد أن
رفع درجته الكهنوتية إلى إيغومانس "قمص") حيث مكث حوالي سنة وشهرين (مارس
54-مايو 55) هناك، ترك في شعبها أثراً روحياً عميقاً ما زال ظاهراً حتى
اليوم في إكليروس وشعب الكنائس القبطية في الإسكندرية (حوالي 40 كنيسة).
+ إلا أنه في أوائل عام 1955 آثر العودة
إلى مغارته بالدير ليكمل حياته الرهبانية في الوحدة والسكون، أُقيل
(تلغراف من أنبا يوساب) وعاد إلى دير السريان. وآنذاك ازداد الإقبال على
التتلمذ له في طريق الرهبنة.
+ في الجمعة 20 يوليو 1956 ترك دير
السريان إلى ديره القديم (الأنبا صموئيل) طلباً لمزيد من الخلوة والهدوء.
فتبعه تلاميذه الجدد إلى هناك.
+ ظل هناك 3 سنين رُشح خلالها للمرة الأولى ليكون بطريركاً.
+ في عام 1960 (29 يناير 1960 - فجر سبت
لعازر 9 أبريل 1960) عاد هو وتلاميذه إلى دير السريان استجابة لطلب البابا
القبطي الجديد البابا كيرلس السادس (1959-1971)، لكنهم آثروا أن يرجعوا
إلى حياة الوحدة والهدوء والكامل للحفاظ على روح الرهبنة الأولى.
+ فذهبوا إلى صحراء وادي الريان 11
أغسطس 1960 (تبعد 50 كيلو عن أقرب قرية مأهولة بالسكان في محافظة الفيوم -
في عمق الصحراء). وعاشوا هناك في كهوف محفورة في الجبال، حفروها بأيديهم،
بحياة مشابهة تماماً وفي كل شيء لحياة آباء الرهبنة الأوائل أنطونيوس
ومقاريوس. واستمروا هكذا 9 سنين.
+ ازدادت جماعتهم الرهبانية بالرغم من انقطاع كل صلة بينهم وبين العالم.
+ في هذه الفترة، ألَّف كتباً روحية كثيرة ما زال يقرأها حتى الآن الشباب المسيحي في مصر والشرق الأوسط ويتأثرون بها.
+ في سنة 1969 دعاه البابا كيرلس السادس
مع جماعته الرهبانية (12 راهباً) للانتقال إلى دير أنبا مقار (منتصف
المسافة من القاهرة والإسكندرية) بوادي النطرون (من القرن الرابع) الذي
كانت الحياة الرهبانية فيه توشك أن تنطفئ وعهد إليه بمهمة تعمير الدير
وإحياء الحياة الرهبانية في الدير من جديد. لم يكن فيه أكثر من خمسة رهبان
(مسنين ومرضى) ومباني الدير توشك أن تتساقط.
+ من هذا التاريخ بدأت النهضة العمرانية والنهضة الرهبانية الجديدة الملازمة لها.
+ أصبح الآن (2006) في الدير حوالي 130 راهباً.
+ اتسعت مساحة الدير ستة أضعاف المساحة الأصلية بحيث تتسع لمائة وخمسين راهباً.
+ أصبح الدير محجّاً للزائرين ليس من مصر وحدها بل ومن كل العالم.
+ استمرت حركة التأليف الديني مستمرة
وأصبح له أكثر من 180 كتاباً بخلاف ما ينشره من مقالات في مجلات وجرائد
دورية (أكثر من 300 مقالة).
+ في عام 1988 بدأ في تأليف شروحاً لبعض
أسفار العهد الجديد صدرت في 16 مجلد تتسم بالشرح الأكاديمي والتفسير
الروحي واللاهوتي. ويتراوح حجم هذه التفسير ما بين 500 – 800 صفحة. وكان قد
سبق أن ألَّف مجلداً ضخماً عن القديس أثناسيوس الرسولي سيرة حياته وجهاده
ولاهوته (800 صفحة)، ومجلداً عن الرهبنة القبطية في عصر القديس أنبا مقار
(800 صفحة)، ومجلداً عن سر الإفخارستيا (700 صفحة)، ومجلداً عن حياة القديس
بولس الرسول ولاهوته.
+ بعض هذه الكتب والمقالات تُرجم إلى
اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والروسية واليونانية
والإسبانية والهولندية والبولندية (بلهجاتها).
+ حياة الدير اليومية ليست مُقيَّدة
بقوانين رهبانية صارمة، ولكنها قائمة على إلهام الروح للأب الروحي من جهة
كل راهب وكل أحداث الحياة اليومية.
+ حياة الرهبان معاً حياة شركة وفي
الوقت نفسه حياة توحد. لأن القلاية التي يسكن فيها الراهب تجعله قادراً أن
يؤدي عبادته بدون خروج منها.
+ وظل حتى وهو على فراش المرض في سن السابعة والثمانين يكتب ويؤلف. وقد أصدر 4 أجزاء من أحدث كتاباته سلسلة بإسم ”مع المسيح“ في هيئة مقالات تأملية في الإنجيل لتعليم وتعزية الشعب المسيحي في مصر والعالم، ويجري حالياً ترجمتها إلى الإنجيليزية.
[/size]
اسطفانوسخـادم الرب
-
تاريخ التسجيل : 06/12/2010
عدد المساهمات : 410
شفيعى : الرب يسوع
نقاط : 772
الديانة : مسيحى
رد: الاب متى المسكين
إنتقـــــــال العلامة الروحانى الأب متى المسكين
إن حياة أبينا الراهب القمص متى المسكين هى نسمة حياة أعادت لنظم الرهبنة
القديمة إمتداداً , وأحيا من جديد روح الآباء النساك الأوائل
وبرهن على أنها لم تختفى تماماً من أديرتنا المصرية القديمة بعد أن دخلتها
الأجهزة الحديثة فأضاع تحديث بعضها معنى التقشف فى العبادة , وابونا متى
المسكين هو كوكب من كواكب البرية هو علامة روحانى فى جيلنا العظيم , ومع أن
هناك عظماء يرحلون عنا فبلا شك يولد عظماء يستلمون مشعل الإيمان ليستمر
نور المسيح فينا فيراه العالم .
ابدأ بتأمل لأبونا متى المسكين عن آية "
فَإِذَا كُنْتُمْ تَنْهَشُونَ وَتَأْكُلُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً،
فَانْظُرُوا لِئَلاَّ تُفْنُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً. غلاطية 5 : 15 " ثم
أليس هذا الكلام مصوب نحونا حتى لا نجرى وراء الشكليات و توافه العبادة و
نترك القلب و الضمير تتحكم فيه الشهوات و النزوات . و نؤدي الفروض و
الواجبات تمام الأداء و تقصر روحنا حتى عن محبة القريب و لا أقول محبة
العدو , فلا حصلنا ظل دعوة الله بالروح و الحق و لا حصلنا حتى دعوة الناموس
للجسد !!!!
و حينما يقول القديس بولس لأهل غلاطية (تنهشون و تأكلون بعضكم بعضا ) أليس
هذا عين ما نمارسه نحن و الكنيسة من نقد مر أليم جارح للغير , واغتياب
الغائب بأقبح الأوصاف و الاتهامات لإرضاء نزوات و عداوات قلوبنا التي تغربت
عن المسيح تغرب أهل غلاطية عن القديس بولس ؟ أليست رسالة القديس بولس لأهل
غلاطية هي رسالة الساعة من المسيح لكل قارئ و سامع عن قرب أو عن بعد ؟ فكل
من يسمع حتى من الخارج ما يحدث الان في الكنيسة بين أولادها و رؤسائها و
قد فاحت رائحة النهش على صفحات الجرائد و المنشورات و قرأها رجل الشارع و
المقهى كما قرأها الحكيم و الأديب و الكاتب من كل مله فصفر بفمه و ضرب كفا
على كف لماذا يخرج هذا الشعب أسراره على الملأ ؟ فيا شعب المسيح المبارك
عودة إلى الإنجيل ! اذكروا غيرة صباكم على الحق و العدل و الرحمة و المحبة ,
لماذا تغربت عن أنفسكم الوديعة و قلوبكم الطيبة المحبة . اذكروا مرشديكم
في الرب , اذكروا آباءكم العظام فى النعمة و الحكمة الذين كانوا فخرا و
نورا للكنيسة و الشعب و الأمة !!
من كتاب تفسير رسالة القديس بولس الرسول الى اهل غلاطية
– صفحة 339 – الطبعه الاولى – سنة 1996 – للاب متى المسكين
ولد المتنيح فى عام 1919 م وسجله ابواه بإسم اسمه يوسف إسكندر فى مدينة بنها
ونشأ في أسرة متدينة وتربي في أحضان الكنيسة وإجتاز مراحل
التعليم المختلفة وبعد حصوله على البكالوريا ( الثانوية العامة ) إلتحق من
كلية الصيدلة فؤاد الأول ( القاهرة حاليا ) حتى تخرج عام1944 م وكان
في شبابه من خدام مدارس الأحد الغيورين بالجيزة التي كانت أحد المراكز
المهمة لهذه الخدمة في ذلك الوقت وأشتغل في مهنتة حتى سنة 1948م حيث كان
يمتلك صيدلية ( صيدلية مصر ) في دمنهور -
تتلمذ روحيا على يد الأب مينا المتوحد فى مصر القديمة
الذي صار فيما بعد البابا كيرلس السادس ، وذلك في كنيسة مار مينا بمصر
القديمة . كان زميله في هذه التلمذة " سعد عزيز " الذي صار فيما بعد الأنبا
صموئيل أسقف الخدمات الراحل. ولما تحقق أبوهما الروحي من صدق دوافعهما
الروحية ، أرسلهما إلى دير الأنبا صموئيل للرهبنة ، ويعد الاثنان أول خريجين من الجامعة يدخلان الرهبنة وأول مدرسين ( خادمان ) من حركة مدارس الأحد يترهبنان
وكان دائماً هناك صوتاً فى أذن يوسف أسكندر يرن أترك كل شئ وأتبعنى فسمع
صوت الرب وأطاعه , وإذا كان سيسير وراء معطى الأرزاق فأى شئ يحتاجه إذا !!
فباع كل ما يملك ووزعه على الفقراء ولم يحتفظ إلا بثمن التذكرة ذهاب وتمت رسامته راهبا باسم الراهب متى الصموئيلي في 10 أغسطس 1948 م على يد القمص مينا الصموئيلى رئيس الدير .
وقد كان له حرية الأختيار فإختار هذا الدير لأنه كان أفقر دير وأبعد دير
عن العمران وأكثرهم عزلة ., وفى دير الأنبا صموئيل إزداد نسكاً وصوماً
وتعبداً فسرعان ما هزلت صحته ، فأجبر على الانتقال إلى دير السريان ـ وادي النطرون (سنة 1951) حتى يستعيد قوته وهناك تقبَّل نعمة الكهنوت رغماً عنه . على يد الأنبا ثاؤفيلس وتسمى بأسم متى المسكين .
وعاش الأب متى المسكين متوحداً في مغارة وسط الصخور
بعيداً عن الدير وكان الأب متي المسكين قد اختار المغارة التي تجاور
البابا شنودة الثالث .. كان البابا "يتسلي" بقتل الحيات والعقارب.. وكان
يعيش علي الخبز الجاف وقطرات من المياه. ، وبعد سنتين، كلف أن يصير أباً
روحياً لرهبان الدير وخاصة للشباب المتقدم للرهبنة حديثاً. وهكذا صار
رائداً للنهضة الرهبانية في الكنيسة القبطية في هذا الجيل , وفى حياته
الرهبانية جذب كثير من الشباب فقد دخل دير أبو مقار وفيه خمسة
رهبان ورحل عنه والدير عامر بـ 130 راهبا , لهذا يمكن أن نطلق
عليه باعث النهضة فى الحياة الرهبانية فقد بدأت أول جماعة رهبانية
في العصر الحديث كما كانت الرهبنة في بدء تكوينها.
وفي عام1954م وقع إختيار الأنبا يوساب الثاني بابا الإسكندرية الـ 115 على أبونا متى المسكين
ليكون وكيلا له في مدينة الإسكندرية بنفس درجته
الكهنوتية إيغومانس قمص فمكث في الإسكندرية لمدة عامين وفي
عام1955م قدم استقالته وآثر العودة إلي مغارته ليكمل
حياته الرهبانية ليعيش حياة الوحدة والاتحاد مع الله وترك
في شعبها أثرا روحيا عميقا في حوالي40 كنيسة ولكن تبعه بعض
التلاميذ من طالبى حياة الرهبنة .
وعندما عاد لديره ليصير أبا روحيا للرهبان
وقد تتلمذ على يديه كثير من الرهبان الذين احتلوا مكانة مرموقة في الكنيسة
فيما بعد ...ولمزيد من الهدوء ترك دير السريان عام1956 م
وعاد إلي دير الأنبا صموئيل وتبعه تلاميذه الجدد من
شباب الرهبان إلي هناك.
فى سنة 1957 م رشح للبطريركية ضمن مجموعة من الرهبان (مع مجموعة من خدام مدارس الأحد ) ولكن لم تنطبق عليه لائحة 1957 فى ذلك الوقت .
ولكن ما تردد هو أنه لمزيد من التوحد والنسك في العبادة ذهب هو وتلاميذه إلي صحراء وادي الريان
( علي بعد50 كيلو مترا من أقرب قرية مأهولة بالسكان
في محافظة الفيوم ( أغسطس 1960 – 9 مايو 1969 ) , وعاشوا في
كهوف محفورة في الجبال حفروها بأيديهم مشابهة تماما في
كل شئ لحياة آباء الرهبنة الأول الأنبا أنطونيوس والأنبا
مقاريوس واستمروا هكذا عشر سنوات وازدادت جماعته
الرهبانية بالرغم من انقطاع كل صلة بينهم وبين العالم,
عاش فترة مع مجموعة من الرهبان في وادي الريان بصحراء الفيوم
وفي عام 1969 م دعاه البابا كيرلس السادس بابا الكنيسة الأرثوذكسية الـ 116 هو وجماعته الرهبانية
وعددهم12راهبا للانتقال إلي دير أنبا مقار بوادي
النطرون(الدير من القرن الرابع)ولم تكن فقط الحياة
الرهبانية قد أصيبت بالهزال والضعف الروحي ولم يكن في
الدير أكثر من خمسة رهبانا ( مسنين ومرضي ) ولكن كانت
مباني الدير علي وشك الانهيار أيضاً .
وقال القديس البابا كيرلس السادس بالحرف الواحد للأب متي
المسكين : " إن شاء الرب الدير يعمر علي يديك وتملأ
البرية رهبان."
وفى عام 1971 م رشح مرة أخرى للبطريركية ضمن 9 من الآباء ولكن فضل الرب أن يخدم فى موقعه
والرئيس الفعلي لدير أبو مقار هو نيافة الأنبا ميخائيل
مطران أسيوط منذ عهد الأنبا يوساب الثاني وكان من
رهبان دير أبو مقار باسم القمص متياس.
وحدث أن أصبح الأنبا ميخائيل مطران أسيوط فأصبح الدير في حاجة إلي أبوة روحية
, وبانتقال الأب متي المسكين إلي دير أبو مقار أوكل
الأنبا ميخائيل كل أعمال الدير للأب متي المسكين, ومنذ
وطأت قدماه الطاهرتان دير أبو مقار حدثت نهضة روحية
وعمرانية , اتسعت مساحة الدير ستة أضعاف المساحة الموجودة
أصلا, وأصبح الدير مزارا روحيا للمسيحيين من كل أنحاء
العالم , ويوجد في الدير حاليا130راهبا.
[/size]
اسطفانوسخـادم الرب
-
تاريخ التسجيل : 06/12/2010
عدد المساهمات : 410
شفيعى : الرب يسوع
نقاط : 772
الديانة : مسيحى
رد: الاب متى المسكين
وما شاهده
دير أبو مقار علي امتداد هذه السنين وحتي اليوم ينطق
ببركة الأب متي المسكين فكان كل ما يصنعه يداه ويفكر بعمله
ينجح فيه فقد كان يرفع صلوات وابتهالات قبل أن يبدأ فى عمل ما وكان الرب
يستجيب ولا شك أن الأقباط يرون بعيونهم ثمار صلاة ابونا متى المسكين فى
الدير التى تنطق بعظمه إيمانه.
إكتشاف رفاة يوحنا المعمدان فى مصر
وفى عام1976م أذاعت وكالات الأنباء خبر اكتشاف مقبرة
القديس يوحنا المعمدان في دير أبو مقار...يومها تسابق
الإعلاميون من كل دول العالم إلي برية شيهيت حيث يقع
الدير عند الكيلو92علي طريق مصر-الإسكندرية الصحراوي....
فالعثور علي جسد يوحنا المعمدان في ذلك الوقت كان
بالتأكيد بصلواته ليعرف العالم بركة المكان العامر
بالرهبان المصريين, ونزوعه إلي الخلوة كان درسا غير
مكتوب عن حياة الرهبنة .
نهضة رهبانية وروحية وعملية
في مايو1969 م وطأت قدماه دير أبو مقار, وفي
يونية2006م دفن جسده في ثري الدير الذي أحبه وقام
بتعميره وعاش فيه ثلثي حياة رهبنته الممتدة لنحو ثمانية
وخمسين عاما قضي منها سبعة,ثلاثين عاما في دير
أبومقار, وهي السنوات التي شهدت نهضة رهبانية وإقبال
الشباب الجامعي والمثقف علي حياة النسك والعبادة في
الأديرة بعد أن وجدوا في الصيدلي الراهب متي المسكين
مثالا وقدوة..
.وتضم قلايات الدير أكثر من120راهبا لا يقتصر دورهم
علي عبادة الله في نسك,إنما لكل منهم تخصصه وعمله
فتحولت أرض الدير الجرداء إلي مزارع ومراع , فمن
بين2700 فدان تمثل كامل مساحة الدير هناك مساحات تصل
إلي1500فدان مزروعة بالزيتون والبلح والتفاح والموز
والمانجو والبطاطس يتم توزيعها علي الداخل وللتصدير إلي
الخارج,ويحسب لدير أبو مقار نجاحه في تطوير زراعة
البنجر في مصر عن طريق بذور تم استيرادها من ألمانيا
لبنجر السكر وبنجر العلف الحيواني,وقد كتب أحد زوار
الدير أن مكافأة الرب لرهبان الدير كانت سخية فكل حبة
عرق تسقط من جبين راهب علي رمل الصحراء تنبت زرعا
أخضر وفيرا وخيرا, فهم يعبدون الله بالصلاة والجهد
والعرق والعمل...وحياة الرهبان فى دير أبى مقار هى وزنة من حياة
الدموع والعرب علمها الأب متي المسكين فثمرت ثلاثين وستين
ومائة حتي أن البعض يعدون دير أبو مقار أغني الأديرة
القبطية خاصة بعد أن أهدي الرئيس الراحل أنور السادات
للقمص متي المسكين 2000 فدان بعد أن لمس الجهد الدؤوب
والمبادرات العلمية التي أفرزتها عقليات الرهبان الجامعيين
وحينما يعطى شخص مسلم أراد أن يقضى على المسيحية فى مصر مثل الرئيس أنور
السادات إلى دير مسيحى هذه المساحة من الأرض وبالرغم من عدائه الظاهر
والخفى للمسيحية والمسيحيين فى مصر , لا نقدر إلا أن نقول حقاً أن الرب : "
من الجافى أخرج حلاوة "
دير أبو مقار علي امتداد هذه السنين وحتي اليوم ينطق
ببركة الأب متي المسكين فكان كل ما يصنعه يداه ويفكر بعمله
ينجح فيه فقد كان يرفع صلوات وابتهالات قبل أن يبدأ فى عمل ما وكان الرب
يستجيب ولا شك أن الأقباط يرون بعيونهم ثمار صلاة ابونا متى المسكين فى
الدير التى تنطق بعظمه إيمانه.
إكتشاف رفاة يوحنا المعمدان فى مصر
وفى عام1976م أذاعت وكالات الأنباء خبر اكتشاف مقبرة
القديس يوحنا المعمدان في دير أبو مقار...يومها تسابق
الإعلاميون من كل دول العالم إلي برية شيهيت حيث يقع
الدير عند الكيلو92علي طريق مصر-الإسكندرية الصحراوي....
فالعثور علي جسد يوحنا المعمدان في ذلك الوقت كان
بالتأكيد بصلواته ليعرف العالم بركة المكان العامر
بالرهبان المصريين, ونزوعه إلي الخلوة كان درسا غير
مكتوب عن حياة الرهبنة .
نهضة رهبانية وروحية وعملية
في مايو1969 م وطأت قدماه دير أبو مقار, وفي
يونية2006م دفن جسده في ثري الدير الذي أحبه وقام
بتعميره وعاش فيه ثلثي حياة رهبنته الممتدة لنحو ثمانية
وخمسين عاما قضي منها سبعة,ثلاثين عاما في دير
أبومقار, وهي السنوات التي شهدت نهضة رهبانية وإقبال
الشباب الجامعي والمثقف علي حياة النسك والعبادة في
الأديرة بعد أن وجدوا في الصيدلي الراهب متي المسكين
مثالا وقدوة..
.وتضم قلايات الدير أكثر من120راهبا لا يقتصر دورهم
علي عبادة الله في نسك,إنما لكل منهم تخصصه وعمله
فتحولت أرض الدير الجرداء إلي مزارع ومراع , فمن
بين2700 فدان تمثل كامل مساحة الدير هناك مساحات تصل
إلي1500فدان مزروعة بالزيتون والبلح والتفاح والموز
والمانجو والبطاطس يتم توزيعها علي الداخل وللتصدير إلي
الخارج,ويحسب لدير أبو مقار نجاحه في تطوير زراعة
البنجر في مصر عن طريق بذور تم استيرادها من ألمانيا
لبنجر السكر وبنجر العلف الحيواني,وقد كتب أحد زوار
الدير أن مكافأة الرب لرهبان الدير كانت سخية فكل حبة
عرق تسقط من جبين راهب علي رمل الصحراء تنبت زرعا
أخضر وفيرا وخيرا, فهم يعبدون الله بالصلاة والجهد
والعرق والعمل...وحياة الرهبان فى دير أبى مقار هى وزنة من حياة
الدموع والعرب علمها الأب متي المسكين فثمرت ثلاثين وستين
ومائة حتي أن البعض يعدون دير أبو مقار أغني الأديرة
القبطية خاصة بعد أن أهدي الرئيس الراحل أنور السادات
للقمص متي المسكين 2000 فدان بعد أن لمس الجهد الدؤوب
والمبادرات العلمية التي أفرزتها عقليات الرهبان الجامعيين
وحينما يعطى شخص مسلم أراد أن يقضى على المسيحية فى مصر مثل الرئيس أنور
السادات إلى دير مسيحى هذه المساحة من الأرض وبالرغم من عدائه الظاهر
والخفى للمسيحية والمسيحيين فى مصر , لا نقدر إلا أن نقول حقاً أن الرب : "
من الجافى أخرج حلاوة "
نياحتـــــــة
**وانتهت حياته الساعة الواحدة فجر الخميس 8/ 6 / 2006 م
عندما فاضت روحه الطاهرة عن جسده الذي أرهقه المرض
صاعدة بتهليل إلي السماء بعد رحلة حياة كفاح على الأرض عمرها
في عمر الزمن87عاما ...وحمله رهبان الدير إلي برية
شيهيت ليودعوه في جنازة بسيطة في مراسمها عميقة في
روحانيتها . وكان مجمع رهبان دير أبو مقار مجتمعا في
كنيسة الدير الأثرية أثناء القداس وفي وسط تسابيح الفرح
وصلوات الخماسين المقدسة دخل الجثمان الطاهر للراهب الناسك
والعالم الروحي الأب متي المسكين في صندوق خشبي بسيط,
صنعه الرهبان بأيديهم وعندما تمت مراسم الصلاة انتقل
مجمع الرهبان يتقدمهم أقدم الرهبان سنا بالدير إلي منطقة
المغائر لدفن الجسد بجوار الآباء الأولين لبرية شيهيت.
ولم يكن معظم الرهبان يعرفون المكان الذي سيتم دفن
جسده الطاهر فيه حيث قام الأب متي المسكين بحفر مغارة
في صحراء الدير بنفسه وهي عبارة عن مكان لا يتسع سوي
للصندوق الذي دفن فيه فقط تم حفره وتقويته بطبقة من
المصيص وخرسانة بسيطة وتم وضع ورقة تحمل اسم الأب متي
المسكين مع الجثمان الطاهر للتعريف, وتم سد المدفن
بالحجارة وأهالوا عليها التراب ولم يظهر من المدفن علي
السطح سوي صليب وتم التسوير بالطوب حول المكان.
كاتب فى العلوم الروحية
لم يحدث في تاريخ الرهبنة منذ نشأتها أن قام راهب بتأليف هذا العدد الضخم
من الكتب التي يبلغ عددها 181 كتابا. أغلب هذه الكتب ذو طبيعة موسوعية مما
يجعلها تتأهل لأن توضع في مكتبات كبرى كليات اللاهوت في العالم وأن تكون
مرجعا لرسائل الدكتوراه فيها . إن أبونا متى من أعظم المؤلفين في العلوم
المسيحية في القرن العشرين على مستوى العالم.
أثري المكتبة المسيحية خلال هذه الفترة بكم هائل من
الكتب الروحية كانت مصدرا لتفسير كل ما يتعلق بالعقيدة
المسيحية وترسيخ الإيمان.
كان أول مؤلفاته كتاب " حياة الصلاة الأرثوذكسية " ( 1952 ) وكان سببا في
شهرته . عن هذا الكتاب قال المطران جورج خضر مطران جبل لبنان للروم
الأرثوذكس : " لأول مرة يتتلمذ الروم على كتاب قبطي " .
ثاني مؤلفاته " الكنيسة الخالدة " ( 1960 ) و توالت كتبه . ومنذ أواخر
الثمانينات من القرن ال20 ، بدأ في تفسير الكتاب المقدس تفسيرا موسوعيا
ليشرح أغلب أسفار العهد الجديد وسفر المزامير. إن مؤلفاته هذه توضع جنبا
إلى جنب مع مؤلفات كبار علماء الكتاب المقدس العالميين مثل ماتيو هنري
ووليم باركلي و بروس وغيرهم . إنها فخر لمصر وللكنيسة القبطية ولرهبنتها
وتضع دير أنبا مقار على خريطة كبرى مراكز البحوث في العالم المسيحي .
تتميز كتاباته بالآتي :
(1) العمق الروحي واللاهوتي في آن واحد . إنه
ابن الرهبنة الناسكة ، وسليل آباء الأسكندرية الذين تعمقوا في العلوم
اللاهوتية ، وهكذا اجتمع في شخصه حلاوة وعمق الكنيسة القبطية ومجدها .
(2) الأستعانة بفكر الآباء فى مؤلفاته :
ولتحقيق هذا الهدف انفتح أولا على فكر الكنائس الأرثوذكسية غير القبطية مثل
منشورات كنيسة الروم الأرثوذكس في لبنان ( منشورات النور ) ، ومؤلفات
الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في انجلترا ( مؤلفات الأب ليف جيليه وغيره ) .
وقد ساعده على هذا عمق معرفته باللغة الإنجليزية واليونانية القديمة .
المعروف أن الأب متى المسكين رجل عصامي ثقف نفسه بنفسه ، إذ لم يدرس العلوم
اللاهوتية في مصر أو الخارج ، لكنه حقق مكانة مرموقة فيها ترقى إلى
العالمية كما سبق أن أشرنا .
(3) الإستعانة بالفكر الغربي : يظهر هذا واضحا في تفسيراته للكتاب المقدس حيث رجع فيها إلى مراجع كبار علماء الكتاب المقدس الأوربيين والأمريكيين.
(4) دراسة المخطوطات القديمة المحفوظة في الأديرة : ويظهر هذا بوضوح في كتاب حياة الصلاة الأرثوذكسية وكتاب رسائل القديس أنطونيوس وغيرها .
في عام 1988 بدأ في تأليف شروحاً لبعض أسفار العهد الجديد صدرت في 16 مجلد
تتسم بالشرح الأكاديمي والتفسير الروحي واللاهوتي. ويتراوح حجم هذه التفسير
ما بين 500 – 800 صفحة. وكان قد سبق أن ألَّف مجلداً ضخماً عن القديس
أثناسيوس الرسولي سيرة حياته وجهاده ولاهوته (800 صفحة)، ومجلداً عن
الرهبنة القبطية في عصر القديس أنبا مقار (800 صفحة)، ومجلداً عن سر
الإفخارستيا (700 صفحة)، ومجلداً عن حياة القديس بولس الرسول ولاهوته.
+ بعض هذه الكتب والمقالات تُرجم إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية
والألمانية والإيطالية والروسية واليونانية والإسبانية والهولندية
والبولندية (بلهجاتها).
عزت اندراوس - تاريخ الكنيسة القبطية
اسطفانوسخـادم الرب
-
تاريخ التسجيل : 06/12/2010
عدد المساهمات : 410
شفيعى : الرب يسوع
نقاط : 772
الديانة : مسيحى
رد: الاب متى المسكين
لمحات من مذكرات الأب متي المسكين
لمحات من مذكرات الأب متي المسكين الحواجز بين المسلمين والأقباط مصطنعة وليس لها أصل عرقي
قابلت السادات بعلم البابا شنودة
وسط الأحداث الساخنة في المنطقة وأنهار الدماء
التي تسيل في لبنان والعراق وفلسطين صدرت هذا الاسبوع مذكرات الأب متي
المسكين الراهب والعالم الكنسي الذي عاش بيننا سبعة وثمانين عاما, وعندما
تصفحت مذكراته وجدتني أقف أمام الكثير منها لبساطتها الشديدة ولرسالتها
العميقة التي نحن في أشد الحاجة اليها في هذه الآونة وهي العلاقة مع الله
والتحرر من سطوة المال. الذي وصفه الأب متي المسكين بأنه( الجبار)
الذي يستعبد كل قوي الانسان الفكرية والعاطفية والجسدية,
ورغم ان( متي المسكين) أثير حوله جدل كبير طوال سنوات حياته وبخاصة
عندما جلس مع الرئيس السادات في سبتمبر1981 وقت خلافه مع البابا شنودة
إلا ان الرجل ظل صامتا لم يدافع عن نفسه ولم يتحدث عن هذه الواقعة أو
غيرها, ولكنه ترك لتلاميذه سيرته التي كتبها بقلمه سنة1978 وطلب عدم
نشرها في حياته, وعندما رحل عن عالمنا في8 يونيو2006 عكف رهبان دير
القديس أنبا مقار ـ حيث كان يقيم الأب متي المسكين وحيث يوجد جثمانه الطاهر
ـ علي تسجيل مذكراته وطباعتها والتي تضمنت سيرة حياته( الطفولة,
الصبوة, الحياة المدرسية) ثم الدخول الي الرهبنة وبعدها, تم تخصيص
باب لما جري مع الرئيس السادات, وتم تخصيص باب لشهادات عن الأب متي
المسكين,
بدأت بما نشرته الأهرام عندما رحل الرجل عن عالمنا, وما نشر في عدد من
كبريات الصحف عنه, ومنها الاندبندنت البريطانية وتايم الأمريكية التي
اختارته كأحد القديسين الذين يعيشون بيننا وقالت عنه:
في الدير القديم, دير مقاريوس, الذي يبعد50 ميلا شمال غرب القاهرة في
الصحراء, هناك راهب قبطي يصنع تأثيرا معتدلا فيجتذب نحو500 زائر كل
يوم واسمه متي المسكين, أي متي الفقير, ومثل المتوحد العظيم القديس
انطونيوس, كان متي المسكين شابا ثريا, صيدليا غنيا عمره29 عاما أنصت
الي قول يسوع بع كل مالك فباع كل ماله من بيتين وعربتين وصيدلية وأعطي
الحصيلة للفقراء ومبقيا فقط علي ثوب له, كرس نفسه للصلاة والنسك, انه
خارج العالم ولكنه لايزال فيه ومن قلايته, حيث يعيش أساسا علي الخبز
والماء كتب أكثر من40 كتابا ونبذة, أكثرها كتب بحثية في أمور
الكنيسة, ويدير حركة الإصلاح الكاملة للدير الذي كان قد قارب علي
الاضمحلال وبالتالي بدأ في إعادة تشكيل الحياة الرهبانية القبطية بشكل عميق
الي درجة انه كان أحد الثلاثة المرشحين ليكون بطريركا قبطيا في الانتخابات
البطريركية عام1971.
مذكرات الأب متي المسكين بكل مافيها من تفاصيل والتي تنشر الأهرام لمحات
منها تعد بمثابة واحة خضراء وسط صحراء عالمنا الساخنة بالمعارك والحروب.
وإلي التفاصيل.
الحياة العائلية
الطفولة(1919 ـ1929):
هذه أول مرة أكتب فيها شيئا عن حياتي:
مواليد20 سبتمبر عام1919, أسرة كبيرة عددا, فقيرة معيشة, محبة
للعلم, خمسة أخوة تخرجوا في الجامعة, الأكبر تخرج عام1933 والأصغر
عام1955.
كنت ابن عشر سنوات, كنت أصل إلي حلول لمشاكل الحياة ترضيني وتقنعني.
كنت أستصغر أعمال من هم أكبر مني حينما تأتي خارجة عن أصول اللياقة ولكن
دون أن أتكلم أو أظهر نقدي.
انتقلت إلي الاسكندرية لأعيش مع أخي الأكبر نجيب, وكانت والدتي قد توفيت سنة1934 بعد مرض طويل مضن.
قدوة الأم المنحنية الساجدة بالصلاة!
كانت والدتي متدينة جدا بصورة لا يصدقها عقل, فكانت وقبل أن تمرض تدخل
غرفة خاصة, وكنت أتمسك بملابسها بإصرار حتي تسمح لي بالدخول معها,
وكانت تظل واقفة لعدة ساعات تصلي وتسجد, ولاتكف عن السجود مئات المرات,
وكنت أحاول أن أسجد معها تقليدا, بل العجيب اني كنت أحس ان هذا ضروري
طالما أمي تسجد فيلزم أن أسجد معها, ولكن قواي كانت تخونني فأقف صامتا
أتأملها وهي تقوم وتسجد كالساقية دون أن تكل, لعدة ساعات, وفي يدها
سبحة وصليب. وما هي الصلاة؟ كان أمرا يحير عقلي, ولكن كان يملؤني شعور
عجيب بالرغبة الملحة كل مرة لأصلي معها, فكنت أترقبها بانتباه شديد حتي
تدخل الغرفة, فيطير قلبي من الفرح حينما تسمح لي بالدخول معها, وأبدأ
أسجد!!
ماتت والدتي سنة1934 بعد سفري إلي الاسكندرية بعد مرض عضال فالج ـ شلل
نصفي ـ دام معها7 سنوات طوال وصرنا نخدمها أثناءها. ولم تتوقف في هذه
السنوات عن الصلاة, وهي جالسة, لأنها كانت لاتستطيع ان تقف أو تتحرك
ولا حتي تنطق بأية كلمة إلا كلمة واحدة هي أقدس كلمة عرفها لسان بشري وهي
كلمة كيرياليصون( يارب أرحم) فكانت ترددها مئات المرات, لم تشك ولم
تتذمر, وكنا نحترمها أشد الاحترام ونثق في صلواتها التي نطلبها جدا أيام
الامتحانات, كما أضفت علي الأسرة كلها التقوي وروح الصلاة.
كنت طفلا محروما من كماليات الحياة, أو قل من جوهريات الطفولة, فلا
أملك مصروفا أبدا, ولا أملك أي شيء مما يملك جميع الأطفال من لعب أو
ملابس خاصة أو أطعمة حلوة, ولكن لم أكن أشعر بالحرمان أبدا, بل كنت
راضيا تمام الرضا.
بدء الاتصال بمدارس الأحد (1940 ـ1943)
ساقتني قدماي مرة ـ وكنت أقطن وقتها بمنيل الروضة عندما ذهبت لمقابلة زميل
بمنزله قالوا لي انه موجود الآن في الكنيسة بالجيزة. وهناك في الكنيسة
كان يحضر اجتماعا للصلاة, فحضرته, وفي نهاية الاجتماع طلبوا مني أن
أصلي, وكانت أول مرة في حياتي وأنا في القاهرة أن أدعي للصلاة في وسط
الكنيسة, فصليت بدون تردد, وكنت متحمسا جدا في صلاتي لأني عندما أصلي
أكون صادقا مع نفسي وأحس بوجودي في حضرة الله.
ولكن كانت الصدمة الكبري في مساء يوم كنا مجتمعين فيه في منزل الاستاذ سعد
عزيز بالجيزة( فيما بعد المتنيح الانبا صموئيل أسقف الخدمات) في اجتماع
محبة. وطرح أحد الاخوة سؤالا عن علاقتنا بالبروتستانت. فتبرع أحد
المسئولين بالرد الذي يفهم منه ألانتعامل معهم, بدأت أنا أتساءل لماذا؟
فتطور الرد الي الأمر( وكان المتكلم هنا هو المرحوم المهندس يسي حنا مدير
شركة ماركوني اللاسلكية سابقا) ألانضع يدنا إلا في يد من يؤمن
بمبادئنا! فاعترضت وقلت ان هذه عزلة وليست بحسب الانجيل, وهنا طرحت أنا
سؤالا محرجا ـ ولكن يقطع في الأمر ـ هل لن يدخل الملكوت البروتستانت
والكاثوليك؟ وكان رئيس الجماعة جالسا يسمع واسمه ظريف عبد الله( فيما بعد
المتنيح القمص بولس بولس راعي كنيسة دمنهور) فأخذ السؤال من فمي وطرحه
للاستفتاء العام للجماعة الجالسة وكانوا نحو20 شابا, فكان الرد
بالاجماع إن لابروتستانتي ولا كاثوليكي سيدخل الملكوت طبعا! وإلا فما
قيمة الارثوذكسية؟ وهنا فهمت أني أمام كارثة إيمانية بل كارثة وطنية وشعبية
معا, ولكن علي ضوء هذا الاستفتاء بدأت أفهم الأمور من حولي.
لقد عاني العالم كله من صراع العقائد الدينية تماما كما عاني من صراع
الأحزاب السياسية, بل لا أخرج عن الواقع كثيرا حينما أقول ان منشأ الصراع
العقائدي الديني هو منشأ سياسي دولي ولكن مصر بنوع ممتاز عانت من كلا
الصراعين ولاتزال تعاني.
انها عتمة العقول وضيقها وانحصارها في أفق شخصي ورؤية ضيقة.
التي تسيل في لبنان والعراق وفلسطين صدرت هذا الاسبوع مذكرات الأب متي
المسكين الراهب والعالم الكنسي الذي عاش بيننا سبعة وثمانين عاما, وعندما
تصفحت مذكراته وجدتني أقف أمام الكثير منها لبساطتها الشديدة ولرسالتها
العميقة التي نحن في أشد الحاجة اليها في هذه الآونة وهي العلاقة مع الله
والتحرر من سطوة المال. الذي وصفه الأب متي المسكين بأنه( الجبار)
الذي يستعبد كل قوي الانسان الفكرية والعاطفية والجسدية,
ورغم ان( متي المسكين) أثير حوله جدل كبير طوال سنوات حياته وبخاصة
عندما جلس مع الرئيس السادات في سبتمبر1981 وقت خلافه مع البابا شنودة
إلا ان الرجل ظل صامتا لم يدافع عن نفسه ولم يتحدث عن هذه الواقعة أو
غيرها, ولكنه ترك لتلاميذه سيرته التي كتبها بقلمه سنة1978 وطلب عدم
نشرها في حياته, وعندما رحل عن عالمنا في8 يونيو2006 عكف رهبان دير
القديس أنبا مقار ـ حيث كان يقيم الأب متي المسكين وحيث يوجد جثمانه الطاهر
ـ علي تسجيل مذكراته وطباعتها والتي تضمنت سيرة حياته( الطفولة,
الصبوة, الحياة المدرسية) ثم الدخول الي الرهبنة وبعدها, تم تخصيص
باب لما جري مع الرئيس السادات, وتم تخصيص باب لشهادات عن الأب متي
المسكين,
بدأت بما نشرته الأهرام عندما رحل الرجل عن عالمنا, وما نشر في عدد من
كبريات الصحف عنه, ومنها الاندبندنت البريطانية وتايم الأمريكية التي
اختارته كأحد القديسين الذين يعيشون بيننا وقالت عنه:
في الدير القديم, دير مقاريوس, الذي يبعد50 ميلا شمال غرب القاهرة في
الصحراء, هناك راهب قبطي يصنع تأثيرا معتدلا فيجتذب نحو500 زائر كل
يوم واسمه متي المسكين, أي متي الفقير, ومثل المتوحد العظيم القديس
انطونيوس, كان متي المسكين شابا ثريا, صيدليا غنيا عمره29 عاما أنصت
الي قول يسوع بع كل مالك فباع كل ماله من بيتين وعربتين وصيدلية وأعطي
الحصيلة للفقراء ومبقيا فقط علي ثوب له, كرس نفسه للصلاة والنسك, انه
خارج العالم ولكنه لايزال فيه ومن قلايته, حيث يعيش أساسا علي الخبز
والماء كتب أكثر من40 كتابا ونبذة, أكثرها كتب بحثية في أمور
الكنيسة, ويدير حركة الإصلاح الكاملة للدير الذي كان قد قارب علي
الاضمحلال وبالتالي بدأ في إعادة تشكيل الحياة الرهبانية القبطية بشكل عميق
الي درجة انه كان أحد الثلاثة المرشحين ليكون بطريركا قبطيا في الانتخابات
البطريركية عام1971.
مذكرات الأب متي المسكين بكل مافيها من تفاصيل والتي تنشر الأهرام لمحات
منها تعد بمثابة واحة خضراء وسط صحراء عالمنا الساخنة بالمعارك والحروب.
وإلي التفاصيل.
الحياة العائلية
الطفولة(1919 ـ1929):
هذه أول مرة أكتب فيها شيئا عن حياتي:
مواليد20 سبتمبر عام1919, أسرة كبيرة عددا, فقيرة معيشة, محبة
للعلم, خمسة أخوة تخرجوا في الجامعة, الأكبر تخرج عام1933 والأصغر
عام1955.
كنت ابن عشر سنوات, كنت أصل إلي حلول لمشاكل الحياة ترضيني وتقنعني.
كنت أستصغر أعمال من هم أكبر مني حينما تأتي خارجة عن أصول اللياقة ولكن
دون أن أتكلم أو أظهر نقدي.
انتقلت إلي الاسكندرية لأعيش مع أخي الأكبر نجيب, وكانت والدتي قد توفيت سنة1934 بعد مرض طويل مضن.
قدوة الأم المنحنية الساجدة بالصلاة!
كانت والدتي متدينة جدا بصورة لا يصدقها عقل, فكانت وقبل أن تمرض تدخل
غرفة خاصة, وكنت أتمسك بملابسها بإصرار حتي تسمح لي بالدخول معها,
وكانت تظل واقفة لعدة ساعات تصلي وتسجد, ولاتكف عن السجود مئات المرات,
وكنت أحاول أن أسجد معها تقليدا, بل العجيب اني كنت أحس ان هذا ضروري
طالما أمي تسجد فيلزم أن أسجد معها, ولكن قواي كانت تخونني فأقف صامتا
أتأملها وهي تقوم وتسجد كالساقية دون أن تكل, لعدة ساعات, وفي يدها
سبحة وصليب. وما هي الصلاة؟ كان أمرا يحير عقلي, ولكن كان يملؤني شعور
عجيب بالرغبة الملحة كل مرة لأصلي معها, فكنت أترقبها بانتباه شديد حتي
تدخل الغرفة, فيطير قلبي من الفرح حينما تسمح لي بالدخول معها, وأبدأ
أسجد!!
ماتت والدتي سنة1934 بعد سفري إلي الاسكندرية بعد مرض عضال فالج ـ شلل
نصفي ـ دام معها7 سنوات طوال وصرنا نخدمها أثناءها. ولم تتوقف في هذه
السنوات عن الصلاة, وهي جالسة, لأنها كانت لاتستطيع ان تقف أو تتحرك
ولا حتي تنطق بأية كلمة إلا كلمة واحدة هي أقدس كلمة عرفها لسان بشري وهي
كلمة كيرياليصون( يارب أرحم) فكانت ترددها مئات المرات, لم تشك ولم
تتذمر, وكنا نحترمها أشد الاحترام ونثق في صلواتها التي نطلبها جدا أيام
الامتحانات, كما أضفت علي الأسرة كلها التقوي وروح الصلاة.
كنت طفلا محروما من كماليات الحياة, أو قل من جوهريات الطفولة, فلا
أملك مصروفا أبدا, ولا أملك أي شيء مما يملك جميع الأطفال من لعب أو
ملابس خاصة أو أطعمة حلوة, ولكن لم أكن أشعر بالحرمان أبدا, بل كنت
راضيا تمام الرضا.
بدء الاتصال بمدارس الأحد (1940 ـ1943)
ساقتني قدماي مرة ـ وكنت أقطن وقتها بمنيل الروضة عندما ذهبت لمقابلة زميل
بمنزله قالوا لي انه موجود الآن في الكنيسة بالجيزة. وهناك في الكنيسة
كان يحضر اجتماعا للصلاة, فحضرته, وفي نهاية الاجتماع طلبوا مني أن
أصلي, وكانت أول مرة في حياتي وأنا في القاهرة أن أدعي للصلاة في وسط
الكنيسة, فصليت بدون تردد, وكنت متحمسا جدا في صلاتي لأني عندما أصلي
أكون صادقا مع نفسي وأحس بوجودي في حضرة الله.
ولكن كانت الصدمة الكبري في مساء يوم كنا مجتمعين فيه في منزل الاستاذ سعد
عزيز بالجيزة( فيما بعد المتنيح الانبا صموئيل أسقف الخدمات) في اجتماع
محبة. وطرح أحد الاخوة سؤالا عن علاقتنا بالبروتستانت. فتبرع أحد
المسئولين بالرد الذي يفهم منه ألانتعامل معهم, بدأت أنا أتساءل لماذا؟
فتطور الرد الي الأمر( وكان المتكلم هنا هو المرحوم المهندس يسي حنا مدير
شركة ماركوني اللاسلكية سابقا) ألانضع يدنا إلا في يد من يؤمن
بمبادئنا! فاعترضت وقلت ان هذه عزلة وليست بحسب الانجيل, وهنا طرحت أنا
سؤالا محرجا ـ ولكن يقطع في الأمر ـ هل لن يدخل الملكوت البروتستانت
والكاثوليك؟ وكان رئيس الجماعة جالسا يسمع واسمه ظريف عبد الله( فيما بعد
المتنيح القمص بولس بولس راعي كنيسة دمنهور) فأخذ السؤال من فمي وطرحه
للاستفتاء العام للجماعة الجالسة وكانوا نحو20 شابا, فكان الرد
بالاجماع إن لابروتستانتي ولا كاثوليكي سيدخل الملكوت طبعا! وإلا فما
قيمة الارثوذكسية؟ وهنا فهمت أني أمام كارثة إيمانية بل كارثة وطنية وشعبية
معا, ولكن علي ضوء هذا الاستفتاء بدأت أفهم الأمور من حولي.
لقد عاني العالم كله من صراع العقائد الدينية تماما كما عاني من صراع
الأحزاب السياسية, بل لا أخرج عن الواقع كثيرا حينما أقول ان منشأ الصراع
العقائدي الديني هو منشأ سياسي دولي ولكن مصر بنوع ممتاز عانت من كلا
الصراعين ولاتزال تعاني.
انها عتمة العقول وضيقها وانحصارها في أفق شخصي ورؤية ضيقة.
اسطفانوسخـادم الرب
-
تاريخ التسجيل : 06/12/2010
عدد المساهمات : 410
شفيعى : الرب يسوع
نقاط : 772
الديانة : مسيحى
رد: الاب متى المسكين
وأدركت انه لافرق بين العلم
والسياسية والدين, فالكل يحتاج الي قائد أمين جدا ومتفتح جدا وحر جدا,
كما يحتاج الي تلميذ لايبيع عقله لكل مناد أو يجري وراء القطيع ليدخل أية
حظيرة. وكان ألعن ما واجهت في اختباراتي ومشاهداتي في أيام شبابي هو
رؤيتي كيف يعرض الزعيم رأيه( مدرسا كان أو زعيما دينيا أو أمين مدارس
أحد) علي من يتبعه فيستعبده, وكيف يبيع الشباب عقولهم ونفوسهم بسذاجة
عن حماس وإخلاص وثقة لمن هم ليسوا أبدا أهلا لهذه الثقة, وبمضي الأيام
تكتشف الأجيال انه قد غرر بها وأنها سارت وراء شخصيات تافهة أضلتهم الطريق
وأفقدتهم الرؤية الصحيحة.
هذه هي مصيبة هذا الجيل.
القدوة المسيحية أمام غير المسيحيين
كانت سمعتي في الحي الذي أسكن فيه في منيل الروضة سمعة طيبة, فكانت صاحبة
المنزل( التي تسكن في الدور الرابع وأنا أسكن في الدور الثالث) تتبرع
لتحكي للجيران عن سلوكي وأخلاقي, فكانوا يزدادون احتراما لي, وكنت في
الحقيقة أحرص علي هذه السمعة لان الطلبة في هذا الحي كانت لهم سمعة في غاية
الرداءة.
وذات يوم لم أخرج, وكان باب الفرندة مغلقا بالشيش فقط فكنت أسمع وأنا
نائم علي سريري ما يدور بين صاحبة المنزل( مسلمة) فوقي وبين الجيران
أمامي, وبدأوا يتكلون عن سلوكي وكيف اني لم أجرح شعور أحد من الجيران
قط( كانوا مسلمين اتراكا وابنهم معيدا في كلية الزراعة), فردت صاحبة
المنزل علي استفسارهم منها عن سبب اختلافي عن باقي الطلبة( القاطنين في
نفس المنزل) فقالت لهم لأنه مسيحي!!
أثرت في هذه الكلمة وادركت قيمة الشهادة للمسيح بالسلوك.
والعجيب ان صداقتي وحبي للمسلمين كان موضع تساؤل مستمر من المسيحيين وكأنه
أمر يؤذيهم, فكنت أزداد عجبا وغيرة فأحدثهم عن أصالة الوعي المسيحي انه
وعي انساني قبل كل شيء.
ولكني كنت أبذل جهدا في إزاحة الحواجز التي تحجزني عن المسلمين لانها حواجز
موروثة ومتبادلة, غير اني كنت أكتشف يوما بعد يوم انها حواجز مصطنعة
وليست أصيلة, فليس لها أصل عرقي عنصري قط.
في الجامعة
لم أدرس سوي علوم الكيمياء والصيدلة والفارماكولوجي, ولم يسعدني الحظ قط
أن وقعت عيني أو يدي علي أي كتاب في الأدب والفلسفة, وهذا أمر يذهلني
ويذهل كل من يعرف هذه الحقيقة! فمنزلنا كان فقيرا للغاية واخوتي درسوا
جميعا في كليات عملية, فلم أسمع حتي عن اسم أديب حديث أو فيلسوف مع اني
كنت في غاية التعطش للأدب والفلسفة, ولكن مصاريفي التي كنت أحصل عليها من
والدي لكي أعيش في القاهرة وأدرس وأسكن واشتري الكتب وأكل طوال الشهر
كانت5 جنيهات من عام1938 الي عام1943( طبعا غير مصاريف الكلية) فلم
يكن يتوافر لدي مليم واحد.
في وسط العمل الناجح (1944 ـ1948) مع البابا شنودة فى زيارة قداسته لدير الأنبا مقار فى 3 نوفمبر 1996م ولما
عملت بعد تخرجي في قسم المستشفيات كانت ماهيتي( أثناء الحرب بالأمر
العسكري)12 جنيها فلم تكن تكفي أكلي وسكني. ولما انشغلت بشراء وإدارة
اجزخانة بدمنهور لم يكن لدي دقيقة واحدة أقرأ فيها. ولما تركت العالم
ودخلت دير الأنبا صموئيل لم يكن في هذا الدير مكتبة ولاكتاب واحد ولا حتي
مجلة قديمة أو حديثة.
ولكن ازداد حنيني جدا للحرية في الله التي سبق وان حاولت ان أجدها في العلم
والسياسة والدين, واني لي ان اجد هذه الحرية في عالم مستعبد, خصوصا في
مصر التي كانت قد قيدت العلم بسلاسل التعصب والاضطهاد والفكر الضيق,
وقيدت السياسة بأصنام الزعامة التي فرضت نفسها علي الشعب حتي اعتاد عليها
الشعب ثم عبدها عن طواعية منهزمة, وقيدت الدين حتي جعلته تحت الوصاية,
وسلسلت الانجيل بسلسلة ربطته في ركن الكنيسة, تحله عندما تشاء وتربطه
عندما تشاء, وتلبسه الثوب الذي تريد: ثوبا ارثوذكسيا أو كاثوليكيا أو
بروتستانتيا.
ازداد حنيني لله جدا, وازداد حبي له. وبدأت أسال. أين أجدك يا الله؟
لقد بحثت عنك في كل مكان فما وجدتك: لا في العلم, ولا في السياسة,
ولا في تعصبات رجال الدين, ولا في المال الذي بدأ يملأ خزانتي. فأين
أجدك؟ سؤال ظل هو موضوع صلاتي ودموعي بالنهار وأثناء العمل وبالليل أثناء
هذه الصلاة. طلبت من الله بلجاجة ان يسهل خروجي من العالم لكي أعيش حرا
من بني الانسان, أو بالأحري لأعيش منتهي حريتي في الله, أو علي الاطلاق
أعيش في الله, كان هذا أمر غير مصدق لي ولجميع أقاربي وأصدقائي, وفي
ذهني أنا أيضا. فقد بلغت درجة من النجاح في المدينة جعلت جميع الاجزخانات
تعمل لي ألف حساب.
هذا بالاضافة الي أن الاجزخانة اشتهرت بالامانة والدقة, وبأني رجل اجتماعي أحب الناس والناس يحبونني.
كذلك فان علاقاتي بأسرتي وأصدقائي كانت تتسم بالمرح وليس فيها ماكان يشير
الي أني أعتزم ترك العالم. كل هذا جعل خروجي وبيعي للأجزخانة أمرا شاقا
جدا علي الناس وعلي, لأنه كان يتحتم ان أقابل يوميا مئات من الشخصيات
تأتي خصيصا لتقنعني بالعدول عن رأيي, وبالأخص موظفو المديرية لأني كنت
أعطيهم سلفا مالية تتراوح ما بين10 ـ20 جنيها يسددونها علي أقساط شهرية
بدون فوائد, حتي يصرفوا منها في وقت ضيقهم خصوصا أيام أقساط المدارس,
وكان معظمهم من المسلمين, هؤلاء كانوا أكثر الفئات تأثرا, وحاولوا بكل
الطرق ان يثنوني عن مسيرتي.
حتي حدثت المفاضلة الفاصلة: بين أن أبقي في العالم أبيع وأشتري وأغتني
وأعول أسرة, وبين أن أنطلق في رحاب الله أحب وأفرح وأعرف وأنمو بلا
قيود, فلم تستطع جميع المعوقات وكانت هائلة ومخيفة ان تمنعني عن
الانطلاق, فانطلقت الي الدير وكنت أول شاب متعلم ولج طريق الرهبنة في
جيلي, وكان خروجي للرهبنة في عام1948.
الطريق الي الرهبنة( عام1948)
وخرجت من دمنهور الساعة العاشرة مساء, ومعي جنيهان أجرة المواصلات حتي الدير.
كان خروجا بكل معني الكلمة, كنت كطائر ينطلق في الأجواء العليا بفرح
لاتعيقه الجاذبية الأرضية, لأنه قد فرد جناحيه لتحمله قوة أخري, ومن
فوق كان ينظر الي كل شيء فيراه صغيرا وصغيرا جدا أصغر من جناحيه الطويلين
حينما يلمحهما بعينيه فيمتلئ زهوا بأنه قد صار حرا والدنيا كلها تفر من تحت
بصره.
ذهبت الي الدير مفعما بمشاعر وقوة لا أستطيع قط أن أعبر عنها. لم تكن
الرهبنة هدفا لي, ولكن التحرر من الناس, وما يربط الناس بتراب الأرض
حتي يطويهم تحت هذا التراب عينه. هذا كان هدفي. كنت أحب الناس جدا,
كما سبق ان قلت, وكان الناس حتي هذه اللحظة يحبونني ويلاحقونني أينما
كنت, وهذه هي احدي معطلات حياتي في تكميل مسيرتي نحو الحرية والتحرر من
ذاتي, ولكني طلبت الرهبنة كأفضل حياة استطيع فيها ان أعيش حريتي مع
الله, وأتحرر من ذاتي وكل ما يربطني بالأرض عبر الناس.
الاختبار الرهباني
ومنذ أول يوم دخلت فيه الدير دخلت الحياة مع الله بقوة وبساطة وعمق وهدوء, كنت أمضي الليل كله في الصلاة.
لم تكن الحياة الرهبانية بالنسبة لي حتي هذه اللحظة التي أعيشها الآن الا
فحصا وتمحيصا لما كنت قد بلغته تماما قبل دخولي الي هذه الحياة.
قضيت في ديري الأول ـ دير الأنبا صموئيل بجبل القلمون, مديرية بني سويف ـ
ثلاث سنين تقريبا كانت ملء الشبع, وألفت فيها كتابي الأول حياة الصلاة
الأرثوذكسية.
نزلت من الدير اثر مرض أصاب عيني( بمبادرة من المتنيح الارشيدياكون راغب
مفتاح) واتصل بي أبي الروحي القمص مينا المتوحد في كنيسته بمصر
القديمة( قبل ان يصير بطريركا البابا كيرلس السادس) وطلب مقابلتي
للمصالحة, لانه كان قد طلب مني ان أنزل من الدير واتركه لألتحق بدير اخر ـ
السريان ـ فلم أوافق.
قابلته وتصافحنا. ذهبت لزيارة أديرة وادي النطرون بنصيحة من الاب الروحي
نفسه, ولكن اسقف دير السريان أمسكني عند دخولي الدير ورسمني كاهنا(19
مارس1951 ـ عيد الصليب) باسم متي المسكين علي اسم القديس متي المسكين
مؤسس دير بأسوان في أوائل القرن الثامن, وذلك بسبب وجود راهب اخر في
الدير بنفس اسم الراهب متي متاؤس
دعيت بعد مضي ثلاث سنوات في الوحدة في المغارة للذهاب الي الاسكندرية
سنة1954 لأعمل وكيلا للبطريرك أبنا يوساب الثاني, فرفضت وأعيدت الي
الدعوة برجاء من البطريرك. بإلحاح, وعاد الاسقف يترجي, وبإلحاج فلم
استطع الرفض لشعوري بالخجل, ولإحساسي بأن الله معي, ولأنه لن يضيرني
شيئا أن أكون في المغارة أو في الاسكندرية.
عملت منذ أول لحظة بعقلية منظمة وتخطيط لإعادة أوضاع البطريركية
المنهارة, فديون البطريركية كانت تزيد علي5 آلاف جنيه, وماهيات
الموظفين غير مدفوعة منذ ثلاثة أشهر.
كان لابد من حصر الموارد وتدبير الدخول, فأنشأت دفاتر تسجيل لأول مرة
وسجلتها بوزارة الداخلية وختمت صفحاتها, دفاتر لكل شيء, ورتبت ماهيات
ثابتة للكهنة لأول مرة في القطر المصري, وكانت الماهيات عالية جدا
وقتها: يبدأ الكاهن بـ25 جنيها مرتبا( علما بأن خريج الجامعة كان
يتقاضي12 جنيها) ـ مع علاوات سنوية بدون توقف, مع أثر رجعي جعل أكبر
كاهن يتقاضي55 جنيها.
وبدأت أعين المسئولين في كل كنيسة لحصر الدخول في الخدمات فارتفع الدخل
سريعا, مما غطي الديون في ثلاثة أشهر, ولكن يظهر من هذا ان الكهنة
كانوا يتقاضون من هذه الدخول لأنفسهم ما يزيد علي ثلاثمائة جنيه شهريا
للواحد!
وهنا بدأ تكتل الكهنة للتخلص مني بأية وسيلة, حاولوا كثيرا وكثيرا لدي البطريرك, واستخدموا وكيل المجلس الملي.
وبعد أن كنت قد بدأت بترتيب الخدمة ورسامة أول كاهنين جامعيين( مينا
اسكندر, ويوحنا حنين) في الاسكندرية, وهذا أيضا بدوره أثار حفيظة
الكهنة, وجعلهم يستميتون في السعي للتخلص مني.
ففرحت للغاية ـ انه خروج جديد وأخذت الرهبان واتجهنا الي وادي الريان,(
كنت قد اكتشفته في رحلاتي المتعددة وأنا بدير الانبا صموئيل.
مع الرئيس السادات
مع الرئيس الراحل السادات حدثت
الازمة فجأة باعلان الكنيسة القبطية يوم26 مارس1980 الغاء الاحتفالات
بعيد القيامة الموافق6 أبريل1980, وبرفضها لاول مرة في التاريخ
بروتوكول الحكومة الخاص بالمندوبين المرسلين من قبل رئيس الدولة للتعييد
علي الاقباط داخل الكنائس سواء في القاهرة أو الاسكندرية أو سائر
المحافظات, وتطبيق ذلك ايضا علي كل الكنائس القبطية في كل بلاد العالم
بمنع السفراء والقناصل من دخول الكنائس القبطية لتقديم تحية العيد
للأقباط,
كان هذا في نظر بعض السياسيين بمثابة تحد شخصي للرئيس أنور السادات خاصة أن
توقيته جاء متزامنا تماما مع استعداده للسفر إلي أمريكا للتفاوض في
مشروع, الحكم الذاتي للفلسطينيين.
وقد اجبرني بعض اراخنة الاقباط علي التدخل لحل الازمة, ولكن بعد فوات
الوقت, فقابلت الرئيس السادات مساء السبت5 ابريل1980 قبل سفره بيوم
واحد إلي الولايات المتحدة, وذلك بعلم ورأي قداسة البابا شنودة والمجمع
الموسع الذي انعقد في دير الانبا بيشوي كمحاولة لحل الازمة في آخر لحظة.
فأخبرني الرئيس في هذه المقابلة بانه مستاء من تصرف الكنيسة. ثم اقنعني
بعض الاساقفة بضرورة مقابلة الرئيس بعد عودته لتقديم مذكرة توضيحية من
اللجنة البرلمانية المقترحة لمتابعة شئون الاقباط لتكون بمثابة قناة شرعية
بين الكنيسة والدولة. وقابلته بالفعل بعد أخذ البابا علما بالمقابلة.
وقدمت له المذكرة فقبلها ووعد بدراستها.
ولكنني ادركت خطورة المظاهرات التي رتبها بعض الاقباط في الولايات المتحدة
للقيام بها ضد الرئيس في أمريكا امام البيت الابيض وامام الفندق الذي سينزل
فيه الرئيس بلير هاوس. كل هذا علم به الرئيس السادات قبل سفره مسبقا!
وقد تم هذا كله بالفعل وبكل تفصيلاته كما نشرته الصحف. وقد علمت به وانا
عند الرئيس عندما قابلته بعد عودته, مما كان له أسوأ الاثر في نفسه, اذ
اعتبر أن الكنيسة قد ادخلت نفسها كطرف صراع ضد الدولة.
ويكتب الاب متي المسكين في وثيقة مخطوطة لدينا في سبتمبر1981:
دعيت لمقابلة السيد الرئيس أنور السادات وطلب مني ابداء الرأي فيما وصلت
اليه العلاقة بين الكنيسة والدولة. واقترحت اولا مصالحة البابا, فرفض
الرئيس رفضا باتا. فاقترحت حلا وسطا بتعيين لجنة وساطة من بعض الاساقفة
مع بقاء البطريرك كما هو,فرفض رفضا باتا.
ثم اقترحت تعيين هيئة علمانية من المسئولين الاقباط للتعامل مع الدولة وبقاء الكنيسة بعيدة, فرفض ايضا.
ولما علمت بالنية القاطعة لتوقيف البابا البطريرك وابعاده, جاهدت ألا يمس
هذا الاجراء الوضع الديني وهو الشق الاول من تنصيبه وهو وضع اليد والصلاة
واستدعاء الروح القدس للتقديس, فهذا ليس من اختصاص الدولة.
وفي الحال نشأت الحاجة إلي لجنة اساقفة مؤقتة للقيام بمهام البابوية.
وطلب مني الرئيس اقتراح اسمائها لانه كانت قد اعدت اسماء أخري غير لائقة قد
اقترحت, فقدمت اسماء آباء أساقفة ـ تحت ضمانتي ـ إذ اكدت حكمتهم
واعتدالهم.
وان كان يحسب هذا اليوم هو اليوم الاسود في حياتي.
ملاحظة: طلب مني الرئيس في البداية, وبإلحاح شديد ان أكون مسئولا
فرفضت( ذكر لنا الاب متي المسكين انه حينما الح عليه الرئيس السادات في
هذا رد عليه قائلا: إذ ألححت علي فسوف تفقدني نهائيا, ولن تعثر لي علي
اثر في أي مكان فيما بعد.
شهادات
في أحداث الكنيسة المؤلمة في ابريل1980 وسبتمبر1981 كان أبونا متي
المسكين يخبرنا بمقابلاته سواء مع قداسة البابا أو مع الرئيس أنور
السادات, ويسرد لنا ما تم في هذه المقابلات من أحاديث, لذلك فهناك ما
لم يرد في المذكرات المكتوبة وها هي:
1ـ اعترض الاب متي المسكين أولا علي قرارات سبتمبر باعتقال المعارضين من
السياسيين وبعض رجال الدين مسلمين ومسيحيين كما أخبره بها في هذا اللقاء
الرئيس السادات قبل تنفيذها, فرجاه الأب متي المسكين ان يتراجع عنها لان
العنف يولد العنف فرد عليه الرئيس بأن كل شيء قد أعد ولا يمكن التراجع
عنه.
2ـ ولما تطرق الحديث الي ما ينوي اتخاذه مع قداسة البابا من: اعتقال,
ومحاكمة, وتوجيه اتهامات, قال له أبونا متي المسكين:
ـ يا سيادة الرئيس, أي انسان قبطي يتعلم من صغره ان يؤدي مطانية( أي
سجود للأرض) أمام رئيس الكنيسة, لذلك فأي مساس برئيس الكنيسة يحدث جرحا
عميقا في مشاعر الأقباط.
وبالمناسبة يا سيادة الرئيس أتوسل اليك ألا تدعوه في خطبك شنودة بل الانبا
شنودة أو البابا شنودة لئلا تجرح مشاعر الشعب القبطي في الصميم.
3ـ ثم قال له: ليس من حقك عزل البابا لانه يظل بابا في الكنيسة طيلة حياته.
وفعلا لم يستخدم الرئيس كلمة عزل بل استخدم القرار الجمهوري الذي في سلطته
فقط, فألغاه, ثم أعاده الرئيس حسني مبارك بعد ذلك عام1984.
الرحيل
ولما كملت أيام خدمته مضي الي بيته( لوقا1:23)
وفي فجر اليوم الثامن من يونيه2006 م. أول بؤونة1722 ش. انتقل إلي
الامجاد السماوية قدس الأب الروحي لدير القديس أنبا مقار القمص متي المسكين
الراهب الناسك والعالم القبطي الكنسي الفاضل عن عمر يناهز السابعة
والثمانين بعد مرض قصير الأجل, بعد ان حمل مسئولية تجديد الحياة النسكية
مع الاحتفاظ بالاصالة الابائية القديمة في اربعة أديرة.
وبالإضافة الي ذلك حمل مشعل العلم والتنوير اللاهوتي والروحي في الكنيسة مع الالتزام بالأصالة.
فلتكن صلواته وشفاعته معنا ومع الكنيسة كلها.
ولتهنأ الأجيال كلها بالتراث الطويل العريض الذي تركه الأب متي المسكين
للكنيسة من سيرة حياة عطرة فاضلة وكنز من التعليم المسموع والمقروء وما
سيسعد به كل من اراد ان ينهل منه ويعطي الاخرين طلبا للحياة الابدية,
ولمجد اسم الله القدوس آمين.
والسياسية والدين, فالكل يحتاج الي قائد أمين جدا ومتفتح جدا وحر جدا,
كما يحتاج الي تلميذ لايبيع عقله لكل مناد أو يجري وراء القطيع ليدخل أية
حظيرة. وكان ألعن ما واجهت في اختباراتي ومشاهداتي في أيام شبابي هو
رؤيتي كيف يعرض الزعيم رأيه( مدرسا كان أو زعيما دينيا أو أمين مدارس
أحد) علي من يتبعه فيستعبده, وكيف يبيع الشباب عقولهم ونفوسهم بسذاجة
عن حماس وإخلاص وثقة لمن هم ليسوا أبدا أهلا لهذه الثقة, وبمضي الأيام
تكتشف الأجيال انه قد غرر بها وأنها سارت وراء شخصيات تافهة أضلتهم الطريق
وأفقدتهم الرؤية الصحيحة.
هذه هي مصيبة هذا الجيل.
القدوة المسيحية أمام غير المسيحيين
كانت سمعتي في الحي الذي أسكن فيه في منيل الروضة سمعة طيبة, فكانت صاحبة
المنزل( التي تسكن في الدور الرابع وأنا أسكن في الدور الثالث) تتبرع
لتحكي للجيران عن سلوكي وأخلاقي, فكانوا يزدادون احتراما لي, وكنت في
الحقيقة أحرص علي هذه السمعة لان الطلبة في هذا الحي كانت لهم سمعة في غاية
الرداءة.
وذات يوم لم أخرج, وكان باب الفرندة مغلقا بالشيش فقط فكنت أسمع وأنا
نائم علي سريري ما يدور بين صاحبة المنزل( مسلمة) فوقي وبين الجيران
أمامي, وبدأوا يتكلون عن سلوكي وكيف اني لم أجرح شعور أحد من الجيران
قط( كانوا مسلمين اتراكا وابنهم معيدا في كلية الزراعة), فردت صاحبة
المنزل علي استفسارهم منها عن سبب اختلافي عن باقي الطلبة( القاطنين في
نفس المنزل) فقالت لهم لأنه مسيحي!!
أثرت في هذه الكلمة وادركت قيمة الشهادة للمسيح بالسلوك.
والعجيب ان صداقتي وحبي للمسلمين كان موضع تساؤل مستمر من المسيحيين وكأنه
أمر يؤذيهم, فكنت أزداد عجبا وغيرة فأحدثهم عن أصالة الوعي المسيحي انه
وعي انساني قبل كل شيء.
ولكني كنت أبذل جهدا في إزاحة الحواجز التي تحجزني عن المسلمين لانها حواجز
موروثة ومتبادلة, غير اني كنت أكتشف يوما بعد يوم انها حواجز مصطنعة
وليست أصيلة, فليس لها أصل عرقي عنصري قط.
في الجامعة
لم أدرس سوي علوم الكيمياء والصيدلة والفارماكولوجي, ولم يسعدني الحظ قط
أن وقعت عيني أو يدي علي أي كتاب في الأدب والفلسفة, وهذا أمر يذهلني
ويذهل كل من يعرف هذه الحقيقة! فمنزلنا كان فقيرا للغاية واخوتي درسوا
جميعا في كليات عملية, فلم أسمع حتي عن اسم أديب حديث أو فيلسوف مع اني
كنت في غاية التعطش للأدب والفلسفة, ولكن مصاريفي التي كنت أحصل عليها من
والدي لكي أعيش في القاهرة وأدرس وأسكن واشتري الكتب وأكل طوال الشهر
كانت5 جنيهات من عام1938 الي عام1943( طبعا غير مصاريف الكلية) فلم
يكن يتوافر لدي مليم واحد.
في وسط العمل الناجح (1944 ـ1948) مع البابا شنودة فى زيارة قداسته لدير الأنبا مقار فى 3 نوفمبر 1996م ولما
عملت بعد تخرجي في قسم المستشفيات كانت ماهيتي( أثناء الحرب بالأمر
العسكري)12 جنيها فلم تكن تكفي أكلي وسكني. ولما انشغلت بشراء وإدارة
اجزخانة بدمنهور لم يكن لدي دقيقة واحدة أقرأ فيها. ولما تركت العالم
ودخلت دير الأنبا صموئيل لم يكن في هذا الدير مكتبة ولاكتاب واحد ولا حتي
مجلة قديمة أو حديثة.
ولكن ازداد حنيني جدا للحرية في الله التي سبق وان حاولت ان أجدها في العلم
والسياسة والدين, واني لي ان اجد هذه الحرية في عالم مستعبد, خصوصا في
مصر التي كانت قد قيدت العلم بسلاسل التعصب والاضطهاد والفكر الضيق,
وقيدت السياسة بأصنام الزعامة التي فرضت نفسها علي الشعب حتي اعتاد عليها
الشعب ثم عبدها عن طواعية منهزمة, وقيدت الدين حتي جعلته تحت الوصاية,
وسلسلت الانجيل بسلسلة ربطته في ركن الكنيسة, تحله عندما تشاء وتربطه
عندما تشاء, وتلبسه الثوب الذي تريد: ثوبا ارثوذكسيا أو كاثوليكيا أو
بروتستانتيا.
ازداد حنيني لله جدا, وازداد حبي له. وبدأت أسال. أين أجدك يا الله؟
لقد بحثت عنك في كل مكان فما وجدتك: لا في العلم, ولا في السياسة,
ولا في تعصبات رجال الدين, ولا في المال الذي بدأ يملأ خزانتي. فأين
أجدك؟ سؤال ظل هو موضوع صلاتي ودموعي بالنهار وأثناء العمل وبالليل أثناء
هذه الصلاة. طلبت من الله بلجاجة ان يسهل خروجي من العالم لكي أعيش حرا
من بني الانسان, أو بالأحري لأعيش منتهي حريتي في الله, أو علي الاطلاق
أعيش في الله, كان هذا أمر غير مصدق لي ولجميع أقاربي وأصدقائي, وفي
ذهني أنا أيضا. فقد بلغت درجة من النجاح في المدينة جعلت جميع الاجزخانات
تعمل لي ألف حساب.
هذا بالاضافة الي أن الاجزخانة اشتهرت بالامانة والدقة, وبأني رجل اجتماعي أحب الناس والناس يحبونني.
كذلك فان علاقاتي بأسرتي وأصدقائي كانت تتسم بالمرح وليس فيها ماكان يشير
الي أني أعتزم ترك العالم. كل هذا جعل خروجي وبيعي للأجزخانة أمرا شاقا
جدا علي الناس وعلي, لأنه كان يتحتم ان أقابل يوميا مئات من الشخصيات
تأتي خصيصا لتقنعني بالعدول عن رأيي, وبالأخص موظفو المديرية لأني كنت
أعطيهم سلفا مالية تتراوح ما بين10 ـ20 جنيها يسددونها علي أقساط شهرية
بدون فوائد, حتي يصرفوا منها في وقت ضيقهم خصوصا أيام أقساط المدارس,
وكان معظمهم من المسلمين, هؤلاء كانوا أكثر الفئات تأثرا, وحاولوا بكل
الطرق ان يثنوني عن مسيرتي.
حتي حدثت المفاضلة الفاصلة: بين أن أبقي في العالم أبيع وأشتري وأغتني
وأعول أسرة, وبين أن أنطلق في رحاب الله أحب وأفرح وأعرف وأنمو بلا
قيود, فلم تستطع جميع المعوقات وكانت هائلة ومخيفة ان تمنعني عن
الانطلاق, فانطلقت الي الدير وكنت أول شاب متعلم ولج طريق الرهبنة في
جيلي, وكان خروجي للرهبنة في عام1948.
الطريق الي الرهبنة( عام1948)
وخرجت من دمنهور الساعة العاشرة مساء, ومعي جنيهان أجرة المواصلات حتي الدير.
كان خروجا بكل معني الكلمة, كنت كطائر ينطلق في الأجواء العليا بفرح
لاتعيقه الجاذبية الأرضية, لأنه قد فرد جناحيه لتحمله قوة أخري, ومن
فوق كان ينظر الي كل شيء فيراه صغيرا وصغيرا جدا أصغر من جناحيه الطويلين
حينما يلمحهما بعينيه فيمتلئ زهوا بأنه قد صار حرا والدنيا كلها تفر من تحت
بصره.
ذهبت الي الدير مفعما بمشاعر وقوة لا أستطيع قط أن أعبر عنها. لم تكن
الرهبنة هدفا لي, ولكن التحرر من الناس, وما يربط الناس بتراب الأرض
حتي يطويهم تحت هذا التراب عينه. هذا كان هدفي. كنت أحب الناس جدا,
كما سبق ان قلت, وكان الناس حتي هذه اللحظة يحبونني ويلاحقونني أينما
كنت, وهذه هي احدي معطلات حياتي في تكميل مسيرتي نحو الحرية والتحرر من
ذاتي, ولكني طلبت الرهبنة كأفضل حياة استطيع فيها ان أعيش حريتي مع
الله, وأتحرر من ذاتي وكل ما يربطني بالأرض عبر الناس.
الاختبار الرهباني
ومنذ أول يوم دخلت فيه الدير دخلت الحياة مع الله بقوة وبساطة وعمق وهدوء, كنت أمضي الليل كله في الصلاة.
لم تكن الحياة الرهبانية بالنسبة لي حتي هذه اللحظة التي أعيشها الآن الا
فحصا وتمحيصا لما كنت قد بلغته تماما قبل دخولي الي هذه الحياة.
قضيت في ديري الأول ـ دير الأنبا صموئيل بجبل القلمون, مديرية بني سويف ـ
ثلاث سنين تقريبا كانت ملء الشبع, وألفت فيها كتابي الأول حياة الصلاة
الأرثوذكسية.
نزلت من الدير اثر مرض أصاب عيني( بمبادرة من المتنيح الارشيدياكون راغب
مفتاح) واتصل بي أبي الروحي القمص مينا المتوحد في كنيسته بمصر
القديمة( قبل ان يصير بطريركا البابا كيرلس السادس) وطلب مقابلتي
للمصالحة, لانه كان قد طلب مني ان أنزل من الدير واتركه لألتحق بدير اخر ـ
السريان ـ فلم أوافق.
قابلته وتصافحنا. ذهبت لزيارة أديرة وادي النطرون بنصيحة من الاب الروحي
نفسه, ولكن اسقف دير السريان أمسكني عند دخولي الدير ورسمني كاهنا(19
مارس1951 ـ عيد الصليب) باسم متي المسكين علي اسم القديس متي المسكين
مؤسس دير بأسوان في أوائل القرن الثامن, وذلك بسبب وجود راهب اخر في
الدير بنفس اسم الراهب متي متاؤس
دعيت بعد مضي ثلاث سنوات في الوحدة في المغارة للذهاب الي الاسكندرية
سنة1954 لأعمل وكيلا للبطريرك أبنا يوساب الثاني, فرفضت وأعيدت الي
الدعوة برجاء من البطريرك. بإلحاح, وعاد الاسقف يترجي, وبإلحاج فلم
استطع الرفض لشعوري بالخجل, ولإحساسي بأن الله معي, ولأنه لن يضيرني
شيئا أن أكون في المغارة أو في الاسكندرية.
عملت منذ أول لحظة بعقلية منظمة وتخطيط لإعادة أوضاع البطريركية
المنهارة, فديون البطريركية كانت تزيد علي5 آلاف جنيه, وماهيات
الموظفين غير مدفوعة منذ ثلاثة أشهر.
كان لابد من حصر الموارد وتدبير الدخول, فأنشأت دفاتر تسجيل لأول مرة
وسجلتها بوزارة الداخلية وختمت صفحاتها, دفاتر لكل شيء, ورتبت ماهيات
ثابتة للكهنة لأول مرة في القطر المصري, وكانت الماهيات عالية جدا
وقتها: يبدأ الكاهن بـ25 جنيها مرتبا( علما بأن خريج الجامعة كان
يتقاضي12 جنيها) ـ مع علاوات سنوية بدون توقف, مع أثر رجعي جعل أكبر
كاهن يتقاضي55 جنيها.
وبدأت أعين المسئولين في كل كنيسة لحصر الدخول في الخدمات فارتفع الدخل
سريعا, مما غطي الديون في ثلاثة أشهر, ولكن يظهر من هذا ان الكهنة
كانوا يتقاضون من هذه الدخول لأنفسهم ما يزيد علي ثلاثمائة جنيه شهريا
للواحد!
وهنا بدأ تكتل الكهنة للتخلص مني بأية وسيلة, حاولوا كثيرا وكثيرا لدي البطريرك, واستخدموا وكيل المجلس الملي.
وبعد أن كنت قد بدأت بترتيب الخدمة ورسامة أول كاهنين جامعيين( مينا
اسكندر, ويوحنا حنين) في الاسكندرية, وهذا أيضا بدوره أثار حفيظة
الكهنة, وجعلهم يستميتون في السعي للتخلص مني.
ففرحت للغاية ـ انه خروج جديد وأخذت الرهبان واتجهنا الي وادي الريان,(
كنت قد اكتشفته في رحلاتي المتعددة وأنا بدير الانبا صموئيل.
مع الرئيس السادات
مع الرئيس الراحل السادات حدثت
الازمة فجأة باعلان الكنيسة القبطية يوم26 مارس1980 الغاء الاحتفالات
بعيد القيامة الموافق6 أبريل1980, وبرفضها لاول مرة في التاريخ
بروتوكول الحكومة الخاص بالمندوبين المرسلين من قبل رئيس الدولة للتعييد
علي الاقباط داخل الكنائس سواء في القاهرة أو الاسكندرية أو سائر
المحافظات, وتطبيق ذلك ايضا علي كل الكنائس القبطية في كل بلاد العالم
بمنع السفراء والقناصل من دخول الكنائس القبطية لتقديم تحية العيد
للأقباط,
كان هذا في نظر بعض السياسيين بمثابة تحد شخصي للرئيس أنور السادات خاصة أن
توقيته جاء متزامنا تماما مع استعداده للسفر إلي أمريكا للتفاوض في
مشروع, الحكم الذاتي للفلسطينيين.
وقد اجبرني بعض اراخنة الاقباط علي التدخل لحل الازمة, ولكن بعد فوات
الوقت, فقابلت الرئيس السادات مساء السبت5 ابريل1980 قبل سفره بيوم
واحد إلي الولايات المتحدة, وذلك بعلم ورأي قداسة البابا شنودة والمجمع
الموسع الذي انعقد في دير الانبا بيشوي كمحاولة لحل الازمة في آخر لحظة.
فأخبرني الرئيس في هذه المقابلة بانه مستاء من تصرف الكنيسة. ثم اقنعني
بعض الاساقفة بضرورة مقابلة الرئيس بعد عودته لتقديم مذكرة توضيحية من
اللجنة البرلمانية المقترحة لمتابعة شئون الاقباط لتكون بمثابة قناة شرعية
بين الكنيسة والدولة. وقابلته بالفعل بعد أخذ البابا علما بالمقابلة.
وقدمت له المذكرة فقبلها ووعد بدراستها.
ولكنني ادركت خطورة المظاهرات التي رتبها بعض الاقباط في الولايات المتحدة
للقيام بها ضد الرئيس في أمريكا امام البيت الابيض وامام الفندق الذي سينزل
فيه الرئيس بلير هاوس. كل هذا علم به الرئيس السادات قبل سفره مسبقا!
وقد تم هذا كله بالفعل وبكل تفصيلاته كما نشرته الصحف. وقد علمت به وانا
عند الرئيس عندما قابلته بعد عودته, مما كان له أسوأ الاثر في نفسه, اذ
اعتبر أن الكنيسة قد ادخلت نفسها كطرف صراع ضد الدولة.
ويكتب الاب متي المسكين في وثيقة مخطوطة لدينا في سبتمبر1981:
دعيت لمقابلة السيد الرئيس أنور السادات وطلب مني ابداء الرأي فيما وصلت
اليه العلاقة بين الكنيسة والدولة. واقترحت اولا مصالحة البابا, فرفض
الرئيس رفضا باتا. فاقترحت حلا وسطا بتعيين لجنة وساطة من بعض الاساقفة
مع بقاء البطريرك كما هو,فرفض رفضا باتا.
ثم اقترحت تعيين هيئة علمانية من المسئولين الاقباط للتعامل مع الدولة وبقاء الكنيسة بعيدة, فرفض ايضا.
ولما علمت بالنية القاطعة لتوقيف البابا البطريرك وابعاده, جاهدت ألا يمس
هذا الاجراء الوضع الديني وهو الشق الاول من تنصيبه وهو وضع اليد والصلاة
واستدعاء الروح القدس للتقديس, فهذا ليس من اختصاص الدولة.
وفي الحال نشأت الحاجة إلي لجنة اساقفة مؤقتة للقيام بمهام البابوية.
وطلب مني الرئيس اقتراح اسمائها لانه كانت قد اعدت اسماء أخري غير لائقة قد
اقترحت, فقدمت اسماء آباء أساقفة ـ تحت ضمانتي ـ إذ اكدت حكمتهم
واعتدالهم.
وان كان يحسب هذا اليوم هو اليوم الاسود في حياتي.
ملاحظة: طلب مني الرئيس في البداية, وبإلحاح شديد ان أكون مسئولا
فرفضت( ذكر لنا الاب متي المسكين انه حينما الح عليه الرئيس السادات في
هذا رد عليه قائلا: إذ ألححت علي فسوف تفقدني نهائيا, ولن تعثر لي علي
اثر في أي مكان فيما بعد.
شهادات
في أحداث الكنيسة المؤلمة في ابريل1980 وسبتمبر1981 كان أبونا متي
المسكين يخبرنا بمقابلاته سواء مع قداسة البابا أو مع الرئيس أنور
السادات, ويسرد لنا ما تم في هذه المقابلات من أحاديث, لذلك فهناك ما
لم يرد في المذكرات المكتوبة وها هي:
1ـ اعترض الاب متي المسكين أولا علي قرارات سبتمبر باعتقال المعارضين من
السياسيين وبعض رجال الدين مسلمين ومسيحيين كما أخبره بها في هذا اللقاء
الرئيس السادات قبل تنفيذها, فرجاه الأب متي المسكين ان يتراجع عنها لان
العنف يولد العنف فرد عليه الرئيس بأن كل شيء قد أعد ولا يمكن التراجع
عنه.
2ـ ولما تطرق الحديث الي ما ينوي اتخاذه مع قداسة البابا من: اعتقال,
ومحاكمة, وتوجيه اتهامات, قال له أبونا متي المسكين:
ـ يا سيادة الرئيس, أي انسان قبطي يتعلم من صغره ان يؤدي مطانية( أي
سجود للأرض) أمام رئيس الكنيسة, لذلك فأي مساس برئيس الكنيسة يحدث جرحا
عميقا في مشاعر الأقباط.
وبالمناسبة يا سيادة الرئيس أتوسل اليك ألا تدعوه في خطبك شنودة بل الانبا
شنودة أو البابا شنودة لئلا تجرح مشاعر الشعب القبطي في الصميم.
3ـ ثم قال له: ليس من حقك عزل البابا لانه يظل بابا في الكنيسة طيلة حياته.
وفعلا لم يستخدم الرئيس كلمة عزل بل استخدم القرار الجمهوري الذي في سلطته
فقط, فألغاه, ثم أعاده الرئيس حسني مبارك بعد ذلك عام1984.
الرحيل
ولما كملت أيام خدمته مضي الي بيته( لوقا1:23)
وفي فجر اليوم الثامن من يونيه2006 م. أول بؤونة1722 ش. انتقل إلي
الامجاد السماوية قدس الأب الروحي لدير القديس أنبا مقار القمص متي المسكين
الراهب الناسك والعالم القبطي الكنسي الفاضل عن عمر يناهز السابعة
والثمانين بعد مرض قصير الأجل, بعد ان حمل مسئولية تجديد الحياة النسكية
مع الاحتفاظ بالاصالة الابائية القديمة في اربعة أديرة.
وبالإضافة الي ذلك حمل مشعل العلم والتنوير اللاهوتي والروحي في الكنيسة مع الالتزام بالأصالة.
فلتكن صلواته وشفاعته معنا ومع الكنيسة كلها.
ولتهنأ الأجيال كلها بالتراث الطويل العريض الذي تركه الأب متي المسكين
للكنيسة من سيرة حياة عطرة فاضلة وكنز من التعليم المسموع والمقروء وما
سيسعد به كل من اراد ان ينهل منه ويعطي الاخرين طلبا للحياة الابدية,
ولمجد اسم الله القدوس آمين.
اسطفانوسخـادم الرب
-
تاريخ التسجيل : 06/12/2010
عدد المساهمات : 410
شفيعى : الرب يسوع
نقاط : 772
الديانة : مسيحى
رد: الاب متى المسكين
من كلماته
ربى أنا هو لعازر الجديد، أنا الميت .
يامن دمعت عيناك على حبيب ميت، أنا
ليس لى مرثا ولا مريم، أنا اليوم ميتك فابكينى!! أتوسل إليك بحبك وحنانك
أوعز الى ملائكتك أن "حلوه ودعوه يذهب
عدل سابقا من قبل اسطفانوس في الإثنين مارس 19, 2012 6:08 pm عدل 2 مرات
اسطفانوسخـادم الرب
-
تاريخ التسجيل : 06/12/2010
عدد المساهمات : 410
شفيعى : الرب يسوع
نقاط : 772
الديانة : مسيحى
رد: الاب متى المسكين
» لأعرفه، وقوة قيامته، وشركة آلامه، متشبهاً بموته »
«لعلِّي
أبلغ إلى قيامة الأموات، ليس أني قد نلتُ أو صرتُ كاملاً، ولكني أسعى
لعلِّي أُدرك الذي لأجله أدركني أيضاً المسيح يسوع... أنسى ما هو وراء
وأمتد إلى ما هو قدَّام، أسعى نحو الغرض لأجل جعالة (مكافأة) دعوة الله
العُليا في المسيح يسوع»
(رسالة فيلبي 3: 10-14)
أهم ما في الإيمان المسيحي هو قوة قيامة المسيح، لماذا؟
لأن قوة قيامته هي التي خلقت المسيحية كلها
كقوة حياة من بعد الموت. لأن بنظرة واحدة إلى الموت وماهية الموت، نرى أنه
أمرٌ مرعب، هو ظلمة أبدية وسكون أبدي، وانهزام واضح فاضح لسلطان الشيطان
الذي يملك في الموت. فالموت هو عار الخليقة، وأصلاً هـو تخلِّي الله وغضبه
على بني آدم أجمعين، بل هو نصرة الخطية وغلبتها على بني آدم.
فالموت هو عدم الوجود، هو الإعدام، هو
إلغاء شخصية الإنسان إلى ما دون الصفر. لذلك فقيامة المسيح من بين الأموات
هي معجزة المعجزات، هي نصرة لقضية الإنسان ضد العدو، هي دوس بالأقدام على
الخطية والموت. فالقيامة رفعت رأس الإنسان قبالة استعباد الشيطان وظلمه
وقساوته التي أذلَّت الإنسان.
أما آلام الرب، سواء قبل الصليب أو عليه، فلا شيء في الوجود يعادلها،
لأنها أصبحت لكل من يشترك فيها ويحملها، كأنها تقبُّلٌ من يد الآب هبةً
ونيشانَ الاستحقاق من الدرجة الأولى. هي تساوي الإيمان تماماً، وتُحسَب
شهادة عُليا مجازاتها عند الآب، لأن الآب يحب الابن ويحب كل مَن تحمَّل
ألماً من أجل صليب ابنه. والإنسان إذا ثقلت عليه آلام الصليب جداً فهو يكون
كمَن جاز الموت من أجل المسيح، فأجره تحتَّم أن يكون القيامة أو شركة في
قيامة المسيح، أو تسجيل اسمه في عداد مَن سيقومون في القيامة الأخيرة
المدعوَّة بقيامة الأموات.
وبولس الرسول يتمهَّل القارئ لئلا يصبح
قوله هذا مأخوذاً عليه، كمَن أكمل السعي وبلغ المنتهى في الإيمان بالرب.
فهو يحسب نفسه أنه لم ينل ما تمناه بعد، وينفي ما قد يكون القارئ قد فهمه
أنه أصبح كاملاً. وفي الحقيقة ليس هذا تواضعاً من بولس، ولكن هذه حقيقة كل
مَن آمن. هذا هو سَعْي كل مَن يؤمن بالمسيح، أنه لا يحتسب نفسه شيئاً مهما
كان سعيه. ولكن المؤمن الحقيقي يتألم بسبب إيمانه، وإن بدا سعيُه شاقاً
ومُجهِداً وكأنه لا يُحتسب أنه كامل، ولكن هذا هو ما وُضِع عليه لكي يبلغ
الغاية والنهاية التي كان المسيح يريد أن يُدركها، وقد أدركها. وهذا هو،
بأوضح صورة، عمل الفداء وما ينتهي إليه من قوة الخلاص التي تعلو فوق كل
جهاد أو سعي.
فالآن والأمر هكذا، واضحٌ أن المؤمن يجب أن يسعى لخلاص نفسه،
ولاستحقاقِ الفداء الذي قام به المسيح على الصليب من أجله. لذلك يقول بولس
الرسول إن الذي يسعى في طريق الخلاص ونوال استحقاق الفداء، عليه أن يسير
على الطريق فرسخاً فرسخاً(2)، ينسى كل فرسخ ساره وأكمله لكي يستعدَّ جديداً
دائماً أن يمتد إلى قدام، ليقطع كل فراسخ الطريق واضعاً الصبر أمام عينيه.
وبذلك لا تُعطَى جعالة الله العليا (أي مجازاة الله) إلاَّ للذين أكملوا السعي،
ولبسوا إكليل الخلاص وعبروا إلى شاطئ النجاة. وقد سبق المسيح وأوصى أن
الباب ضيِّق لكل مَن يقصد الدخول إلى الإيمان، والطريق ضيِّق وكَرِب لكل
مَن يقصد السعي في طريق الخلاص، ولكن الإكليل مُعَدٌّ لكل الذين يعبرون
الطريق ويكمِّلون السعي ماسكين بالحياة الأبدية.
(31 أكتوبر 2005)
الأب متى المسكين
الموضوع منقول من
«لعلِّي
أبلغ إلى قيامة الأموات، ليس أني قد نلتُ أو صرتُ كاملاً، ولكني أسعى
لعلِّي أُدرك الذي لأجله أدركني أيضاً المسيح يسوع... أنسى ما هو وراء
وأمتد إلى ما هو قدَّام، أسعى نحو الغرض لأجل جعالة (مكافأة) دعوة الله
العُليا في المسيح يسوع»
(رسالة فيلبي 3: 10-14)
أهم ما في الإيمان المسيحي هو قوة قيامة المسيح، لماذا؟
لأن قوة قيامته هي التي خلقت المسيحية كلها
كقوة حياة من بعد الموت. لأن بنظرة واحدة إلى الموت وماهية الموت، نرى أنه
أمرٌ مرعب، هو ظلمة أبدية وسكون أبدي، وانهزام واضح فاضح لسلطان الشيطان
الذي يملك في الموت. فالموت هو عار الخليقة، وأصلاً هـو تخلِّي الله وغضبه
على بني آدم أجمعين، بل هو نصرة الخطية وغلبتها على بني آدم.
فالموت هو عدم الوجود، هو الإعدام، هو
إلغاء شخصية الإنسان إلى ما دون الصفر. لذلك فقيامة المسيح من بين الأموات
هي معجزة المعجزات، هي نصرة لقضية الإنسان ضد العدو، هي دوس بالأقدام على
الخطية والموت. فالقيامة رفعت رأس الإنسان قبالة استعباد الشيطان وظلمه
وقساوته التي أذلَّت الإنسان.
أما آلام الرب، سواء قبل الصليب أو عليه، فلا شيء في الوجود يعادلها،
لأنها أصبحت لكل من يشترك فيها ويحملها، كأنها تقبُّلٌ من يد الآب هبةً
ونيشانَ الاستحقاق من الدرجة الأولى. هي تساوي الإيمان تماماً، وتُحسَب
شهادة عُليا مجازاتها عند الآب، لأن الآب يحب الابن ويحب كل مَن تحمَّل
ألماً من أجل صليب ابنه. والإنسان إذا ثقلت عليه آلام الصليب جداً فهو يكون
كمَن جاز الموت من أجل المسيح، فأجره تحتَّم أن يكون القيامة أو شركة في
قيامة المسيح، أو تسجيل اسمه في عداد مَن سيقومون في القيامة الأخيرة
المدعوَّة بقيامة الأموات.
وبولس الرسول يتمهَّل القارئ لئلا يصبح
قوله هذا مأخوذاً عليه، كمَن أكمل السعي وبلغ المنتهى في الإيمان بالرب.
فهو يحسب نفسه أنه لم ينل ما تمناه بعد، وينفي ما قد يكون القارئ قد فهمه
أنه أصبح كاملاً. وفي الحقيقة ليس هذا تواضعاً من بولس، ولكن هذه حقيقة كل
مَن آمن. هذا هو سَعْي كل مَن يؤمن بالمسيح، أنه لا يحتسب نفسه شيئاً مهما
كان سعيه. ولكن المؤمن الحقيقي يتألم بسبب إيمانه، وإن بدا سعيُه شاقاً
ومُجهِداً وكأنه لا يُحتسب أنه كامل، ولكن هذا هو ما وُضِع عليه لكي يبلغ
الغاية والنهاية التي كان المسيح يريد أن يُدركها، وقد أدركها. وهذا هو،
بأوضح صورة، عمل الفداء وما ينتهي إليه من قوة الخلاص التي تعلو فوق كل
جهاد أو سعي.
فالآن والأمر هكذا، واضحٌ أن المؤمن يجب أن يسعى لخلاص نفسه،
ولاستحقاقِ الفداء الذي قام به المسيح على الصليب من أجله. لذلك يقول بولس
الرسول إن الذي يسعى في طريق الخلاص ونوال استحقاق الفداء، عليه أن يسير
على الطريق فرسخاً فرسخاً(2)، ينسى كل فرسخ ساره وأكمله لكي يستعدَّ جديداً
دائماً أن يمتد إلى قدام، ليقطع كل فراسخ الطريق واضعاً الصبر أمام عينيه.
وبذلك لا تُعطَى جعالة الله العليا (أي مجازاة الله) إلاَّ للذين أكملوا السعي،
ولبسوا إكليل الخلاص وعبروا إلى شاطئ النجاة. وقد سبق المسيح وأوصى أن
الباب ضيِّق لكل مَن يقصد الدخول إلى الإيمان، والطريق ضيِّق وكَرِب لكل
مَن يقصد السعي في طريق الخلاص، ولكن الإكليل مُعَدٌّ لكل الذين يعبرون
الطريق ويكمِّلون السعي ماسكين بالحياة الأبدية.
(31 أكتوبر 2005)
الأب متى المسكين
الموضوع منقول من
اسطفانوسخـادم الرب
-
تاريخ التسجيل : 06/12/2010
عدد المساهمات : 410
شفيعى : الرب يسوع
نقاط : 772
الديانة : مسيحى
مـنـتـديـات الـمســيح هــو الله :: † المنتديات الحياة المسيحية † :: منتدى سير القديسين و الشهداء المسيحية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى