الجبن المغشوش بالصودا الكاوية تغزو الاسواق

فجرت تحقيقات من قبل قضية الالبان المجنسة التي بدأت تغزو الاسواق وفيها يتم تصنيع الالبان بطريقة ضارة بالصحة‏..‏ تفجر قضية جديدة من توابع الالبان المجنسة وهي قضية الجبن المغشوش بزهرة الغسيل والصودا الكاوية‏.‏

نوع جديد من الجبن‏,‏ ولمن لا يصدق فإن اسمه جبن الغسالات وبرغم أنه يهدد صحة المواطنين‏,‏ إلا أنه يجد سوقا رائجة في أكبر الاسواق المشهورة بأنها المصدر الأساسي له‏,‏ مما يلحق أبلغ الأذي بصحة المواطنين من جهة‏,‏ وبصناعة الألبان من جهة أخري‏,‏ وذلك في غفلة من المسئولين‏,‏ الذين يطالبهم المواطنون والتجار الشرفاء بإحكام الرقابة‏,‏ وتجريم هذا الجبن‏.‏

صناعة منتجات الألبان من الصناعات القديمة والعريقة في محافظة دمياط حيث يعمل بها أكثر من‏10‏ آلاف فرد موزعين علي أكثر من‏300‏ مصنع‏..‏ غير ان هذه الصناعة أصبحت مهددة بسلاح ذي حدين فمن جهة هناك منتجات الألبان الفاسدة والمضرة بالصحة‏,‏ وتهددها بشكل غير عادي لانها أرخص وإن كانت أسوأ‏.‏

فبرغم أنها مجهولة المصدر إلا أنها تباع في كبري المحلات والأسواق التجارية وتقدم في عروض مخفضة للغاية خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يقاسيها كل منزل مصري‏.‏ والجانب الآخر أنها غائبة تماما عن الرقابة فلا تجد فيها أدني معايير السلامة ولا تنتمي بأي شكل من الأشكال الي صناعة الألبان إلا باللون الأبيض فقط‏,‏ وياليتها لا تنتمي إليه فهذا اللون ناتج عن مبيضات كيميائية هي الأخطر من نوعها علي جسم الإنسان مثل زهرة الغسيل‏,‏ يقول ـ صاحب أحد مصانع منتجات الألبان ـ إن الدهن الحيواني والدسم وجهان لعملة واحدة حيث يضاف للمنتج كامل الدسم بنسبة‏40%‏ أما الدهن النباتي فزيادة نسبته عن حد معين يصبح ضررا بالغا علي صحة الإنسان وهذا هو نوع الدهن الذي يصنع منه جبن
الغسالات بالاضافه لانواع من الدهن النباتى

ويشير إلي أن هذه النسب الضارة من الدهن النباتي هي التي يعتمد عليها جبن الغسالات بتلك المواد الضارة التي تدخل في تكوينه حيث يتم تصنيعها بمصانع بئر السلم حيث توضع الدهون النباتية مع خلطة غريبة في آلة تشبه الغسالة لخلط هذه المكونات مع بعضها وتقدم للزبون مجهولة المصدر دون رقابة ومع ذلك تباع في كبري المحلات المعروفة باسعار زهيدة إذ يصل سعر كيلو الجبن الي‏6‏ جينهات فكيف هذا ؟ وكيلو الجبن يحتاج في عمله إلي‏4‏ كيلو جرامات من اللبن الصافي فيما يعني ان كيلو الجبن يتكلف‏12‏ جنيها بعد تكاليف المادة الخام والصناعة وهامش الربح البسيط جدا‏..‏[

خامات‏..‏ وأسعار
ويشير صاحب المصنع إلي أن هناك‏21‏ جهة رقابية تشرف علي صناعة منتجات الألبان سواء كانت وزارة الصحة أو التجارة والصناعة خاصة التوحيد القياسي ووزاتي التموين والبيئة وغيرها حيث يحصلون علي عينات من المنتج النهائي‏,‏ ويتم تحليلها عدة مرات لضمان كفاءتها وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي‏.‏

ويؤكد أن جبن الغسالات يضاف له مكسبات لون وطعم ومبيضات من مواد كيميائية ضارة مثل زهرة الغسيل والكلوروفيل والمواد الرابطة التي تساعد علي التئام هذه الجزيئات مثل الصودا الكاوية التي تستخدم مثلا في تحويل الزيت لصابون لتعطي الشكل الصلب‏!‏

أما عدم توافر المادة الخام بالشكل الذي يكفي حاجة الصناعة فتعد مشكلة أخري تواجه مصنعي الألبان في دمياط‏..‏

وبرغم أن دمياط مدينة منتجة للجبن ومنتجة للبن ومنتجاته إلا أن إنتاج اللبن بدأ يقل ويتم استقطابه من المحافظات المجاورة‏..‏ ناهيك عن السعر المرتفع للبن البودرة المستوردة الذي زاد بنسبة‏30%‏ ونتوقع أن يصل إلي‏50%‏ في كافة التعاقدات الجديدة‏,‏ وهذا أثر علي البديل الأصلي وهو اللبن الخام مما أدي إلي ارتفاعه وذلك وفقا لآليات العرض والطلب‏.‏

كما أن شهري أكتوبر ونوفمبر من أشهر‏'‏نوة اللبن‏'‏ وهي أقل نسبة لبن خام طبيعي علي مدار العام مما أدي إلي رفع سعر اللبن الخام لزيادة الطلب عليه بنسبة‏20%‏ ونتوقع ارتفاعا آخر للأسعار خلال هذه الفترة‏..‏ وارتفاع الأسعار للجبن النظيف يقابله ثبات في سعر الجبن المميت مما يجعل أصحاب المحال والمستهلكين علي السواء يقبلون عليه حيث ان هناك بعض أنواع من الجبن لا يمكن تصنيعها إلا من اللبن الخام الطبيعي فقط مثل الجبن الرومي أما الجبن الأبيض فيمكن خلطه بالباودر بنسب معينة‏.‏

العمالة‏..‏ والجودة‏

العمالة المدربة أصبحت عملة نادرة‏..‏ هذا مايؤكده شخص اخر صاحب أحد أكبر مصانع منتجات الألبان بدمياط ويوضح أن عدم وجود عمالة أمر مرهق فكثيرا مالا نجد عمالا‏,‏ أما الأمر الثاني فهو أن معظم العمال في خارج دمياط لأن الدمايطة لا يحبون العمل عند أحد حيث إنهم يتعلمون في ورشتهم ثم يعمل الواحد لنفسه ورشة خاصة به مما يجعلنا نستقطب العمالة من الخارج ولهذا نوفر لهم الإقامة الكاملة لدينا ويمكن ان تتخيل حجم المشكلات التي قد تحدث نتيجة تجمع عدد كبير من الأفراد في مكان واحد فلابد لهم من رقابة صارمة‏.‏ وصعوبة الحصول علي اللبن الخام ذي الجودة العالية ـ يضيف ـ يعتبر مشكلة أخري كبيرة لأن اكثر من‏70%‏ من اللبن المتاح في مصر هو من إنتاج مزارع بها عدد محدود جدا من البقرات أي أن معظمها به‏10‏ بقرات فيما أقل وبالتالي لايمكن لهذه المزارع استخدام الحلب الآلي الآمن ولاتوفير الأماكن لإعاشة نظيفة وكذلك جهل العاملين في الألبان بحدود النظافة التي يجب اتباعها بدلا من أسلوب الحلب في أوعيتهم المتداولة والنقل الخاطيء وحتي وصوله إلي المصنع

ويضيف صاحب المصنع انه يعمل لديه أكثر من‏150‏ شخص ومعظم عمل مصانعهم للتوريدات الحكومية كالمدارس والجامعات وغيرهما مما يجعلهم يضعون هامش ربح معدوما في بعض المنتجات لتسويق منتجات أخري وحتي يستمر وجودهم في السوق برغم أي عوائق أو ظروف تحدث ولمواجهة مصانع بير السلم التي تستطيع أن تقدم خامات بأسعار زهيدة للغاية لأنها لا تنفق شيئا علي جودة المنتج مثل جبن الغسالات التي تعتمد علي فكرة حركة يمينا ويسارا لخلخلة الجزيئات‏,‏ وهي ذات الفكرة التي تستخدم لذوبان البروتين والدهن مع الماء في وجود حرارة وبعض المثبتات والمواد المستحلبة الضارة بالصحة وكذلك بعض الأملاح غير الغذائية بالغة السوء‏.‏

[size=20]ويشير إلي أنه في إدارة الجودة بالمصانع الكبري لابد من تحليل عينة أي مادة في المعمل للحكم علي مدي جودتها أو صلاحيتها للاستهلاك الآدمي بخلاف مصانع بير السلم التي تستخدم مواد حافظة شديدة الخطورة‏.‏

ويتابع أن إلغاء الدعم من معظم الخامات المستوردة يعد عبئا جديدا علي صناعة الألبان مما يجعل المجال فسيحا لغسالات بير السليم التي لا تحتاج إلي اللبن في شيء لتكون بضاعتها أكثر رواجا ولا تحتاج للتغليف سوي إلي كيس بلاستيك دون طباعة‏.‏[/size]

كفاءة‏..‏ وبسترة

يوضح مهندسا ‏(‏ مدير أحد المصانع‏)‏ أن اللبن لابد أن يأتي له في سيارات مبردة من المورد حيث يأتي المهندس المستلم ليأخذ عينة من اللبن ويتم تحليلها كيميائيا لمعرفة ما إذا كان هناك مادة حافظة أو كيماوية من عدمه ولو وجدنا أي مشكلة في اللبن نرفض تسلمه حيث إن مدي جودة اللبن تحدد المنتج الذي يستخدم فيه فاللين الأعلي جودة يستخدم في صناعة الزبادي واللبن المعقم أما اللبن الأقل درجة في الجودة فيدخل في صناعة الجبن بأنواعها‏.‏

وبعد تحديد درجة كفاءة اللبن يتم عمل الإعدادات والتجهيزات الخاصة بكل منتج لإضافة أو نزع نسب معينة من الدسم وإضافة المادة الصلبة من دهن وبروتين‏,‏ وبعد عملية الإعداد والتجهيز تبدأ عمليات البسطرة والتجنيس وهي عملية توزيع كل مكونات اللبن في الوسط بنسب متساوية حتي يكون الدســم في أول ملعقة زبادي كآخر ملعقة حتي لا يكون هناك وش فيتم التقلـــيب حتي تذوب حبيبات الدهن في الوسط وهي عملية انتشار للجزيئات‏..‏

ويشرح مهندس‏ اخر مدير أحد مصانع منتجات الألبان في دمياط‏ أن عملية البسترة تتم برفع درجة الحرارة للقضاء علي البكتيريا الضارة خاصة للبسترة السريعة التي تتـــم في درجة حرارة عالية تصل الي‏75‏ درجة في خــلال ثلاثين ثانية لم يبــرد فجأة إلي‏4‏ درجات‏.‏

ويشير إلي أن الماكينات تسحب الرول الخاص بالورق ويدخل غرفة التعقيم من خلال محلول هيدروجين بروكسيد مخفف ليقضي علي أي بكتيريا بالورق ثم يدخل علي غرفة التخفيق والعصر ويعقم الورق بالهواء الساخن ليخرج خاليا تماما من الميكروبات الضارة وكامل التعقيم‏.‏

ويؤكد ‏ مدير المشتريات بأحد مصانع الألبان‏‏ أن أسعار استهلاك المياه والكهرباء غالية جدا علي المستثمرين فسعر المتر المكعب كان‏139‏ قرشا أصبح الآن‏3‏ جنيهات بالإضافة إلي إلغاء الدعم علي خامات التصدير مما وضعنا في مشكلة جديدة‏..‏

ويضيف أن الصناعات الرخيصة أو صناعات بير السلم لا تضر بالمواطن بشكل مباشر فحسب بل تضر بنا كمنتجين لخامات أفضل لأن جودة المنتج تستلزم الإنفاق بالإضافة إلي هروب العمالة والعجز الشديد فيها ولا ندري ما سبب ذلك؟‏!‏

المجهول‏..‏ والرقابة

أما رئيس الغرفة التجارية بمحافظة دمياط فيؤكد أن صناعة منتجات الألبان من أقدم الصناعات الموجودة بمحافظة دمياط حيث إن تربية الماشية وإقامة المزارع كانت سببا رئيسيا لنمو ووجود هذه الصناعة بنجاح فدمياط محافظة زراعية قبل أن تكون صناعية وقد بدأت صناعة الألبان في كل منزل كصناعة بدائية إلي أن أصبحت مصانع كبيرة جدا تغطي احتياجات مختلف أرجاء الجمهورية وتصدر منتجاتها للخارج أيضا من خلال‏300‏ مصنع يعمل فيها‏10‏ آلاف عامل علي الأقل‏.‏

ويضيف أن هذه الصناعة أصبحت أكثر تطورا من ذي قبل خاصة بعد تنفيذ المواصفات القياسية المصرية التي تعد أقوي وأكثر حزما من مثيلتها الأوروبية التي تضمن لنا النظافة والصحة والكفاءة‏.‏

ويؤكد أن جبن الغسالات يؤثر علي الصناعة الوطنية بشكل كبير لذلك لابد من الاعتماد علي أي علامة تجارية نثق بها ونبتعد تماما عن المنتجات مجهولة المصدر لأنه ليس عليها رقابة مطلقا بعكس غيرها من الجهات المعلومة التي تشرف عليها وزارات الصحة والتموين والبيئة والتجارة والصناعة والعديد من الهيئات والقطاعات سواء كان قطاع التجارة الداخلية أو الهيئة البيطرية أو غيرها من الهيئات‏.‏

المصدر احدى التحقيقات التى تناولتها جريدة الاهرام

الجبن المغشوش بالصودا الكاوية تغزو الاسواق

الجبن المغشوش بالصودا الكاوية تغزو الاسواق

رد: الجبن المغشوش بالصودا الكاوية تغزو الاسواق

رد: الجبن المغشوش بالصودا الكاوية تغزو الاسواق

رد: الجبن المغشوش بالصودا الكاوية تغزو الاسواق

رد: الجبن المغشوش بالصودا الكاوية تغزو الاسواق

رد: الجبن المغشوش بالصودا الكاوية تغزو الاسواق