منطقية الثالوث في وحدانية الله.
4 مشترك
مـنـتـديـات الـمســيح هــو الله :: † المنتديات المسيحية العامة † :: منتدى الرد على الشبهات و الاضاليل
صفحة 1 من اصل 1
منطقية الثالوث في وحدانية الله.
سلام المسيح مع جميعكم
واسمحو لي ان اقدم نبذة بسيطة عن
مَنْطِقُية الثالوث في وحدانية الله
وحدانيّة الله: المسيحيّة ديانة التوحيد
مفهوم الوحدانية فى المسيحيّة وفي الكتاب المقدس.
تَعْتَرِف المسيحيّة بوحدانيّة ]الله قبل أنْ تَعْتَرِف بجوهر التثليث. جاء مفهوم الوحدانيّة أوّلاً وسبق كل اعتراف بالثالوث. وقد يعتقد البعض بأنّنا نعبد ثلاثة آلهة. ولكن، في ضوء الكتاب المقدّس، الذي هو مرجعنا الأساسيّ، سأعرض هنا نصوصًا واضحة ومريحة عن مفهوم الوحدانيّة في المسيحيّة وعن التأكيد أنّ عبارة لا إله إلاَّ الله عبارة مسيحية،
أوّلاً: من العهد القديم
* قال موسى النبي: فَاعْلمِ اليَوْمَ وَرَدِّدْ فِي قَلبِكَ أَنَّ اَلرَّبَّ هُوَ اَلإِلهُ فِي اَلسَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَعَلى اَلأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ. ليْسَ سِوَاهُ (تثنية 4/39).
* وقال أيضًا: إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: اَلرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ .(ثنية 6/4).
* اُنْظُرُوا الآنَ! أَنَا أَنَا هُوَ وَليْسَ إِلهٌ مَعِي. أَنَا أُمِيتُ وَأُحْيِي (تثنية 32/39).
* هَكَذَا يَقُولُ اَلرَّبُّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَفَادِيهِ رَبُّ اَلْجُنُودِ: أَنَا اَلأَوَّلُ وَأَنَا اَلآخِرُ وَلاَ إِلَهَ غَيْرِي (أشعيا 44/6).
فتعبير لا إله إلاَّ الله وارد فى الكتاب المقدّس، وهو تعبير يهوديّ ومسيحيّ.
* أَنَا اَلرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. لَيْسََ مِنْ دُونِي إِلَه (أشعيا 45/5).
* لِيَعْلَمُوا مِنْ مَشْرِقِ اَلشَّمْسِ وَمِنْ مَغْرِبِهَا أَنْ لَيْسَ غَيْرِي. أَنَا اَلرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ (أشعيا 45/6).
* … أَلَيْسَ أَنَا اَلرَّبُّ وَلاَ إِلَهَ آخَرَ غَيْرِي؟ إِلَهٌ بَارٌّ وَمُخَلِّصٌ. لَيْسَ سِوَايَ (أشعيا 45/21).
* لأَنِّي أَنَا اَللَّهُ وَلَيْسَ مِنْ إِلَه آخَرُ. أنا الله وَلَيْسَ مِنْ إِلَه مِثْلِي (أشعيا 46/9 ).
* أَلَيْسَ أَبٌ وَاحِدٌ لِكُلِّنَا؟ أَلَيْسَ إِلَهٌ وَاحِدٌ خَلَقَنَا؟ (ملاخي 2/10).
وهناك نصوص أخرى كثيرة في العهد القديم تؤكّد الفكرة نفسها.
فالثالوث لا يتناقض مع وحدانيّة العهد القديم.
ثانيًا: من العهد الجديد
قد يقول بعضهم إنّ مفهوم الوحدانيّة هذا ينطبق على العهد القديم فقط وأنّ المسيح ألغى كلّ ذلك، عندما أتى بمفهوم الثالوث. ولكنّ السيد المسيح كان في حاجة إلى هذه الخلفيّة، خلفيّة الوحدانيّة التي ترسّخت في عقول الشعب اليهوديّ طوال عشرين قرنًا، حتى تُفْهم. عقيدة الثالوث حقّ الفهم دون تحريف ولاعودة إلى الشرك والوثنيّة. فالثالوث إذًا لا يناقض وحدانيّة الله، بلّ يكمّلها: لم آتِ لأنقض بل لأكمّل . فإليكم بعض النصوص الواضحة في العهد الجديد عن الوحدانيّة:
* أجاب المسيح نفسه على الشاب الغني: لا صالِحَ إِلاَّ اللهُ وَحدَه (مرقس 10/18).
* فأَجابَ يسوع: الوَصِيَّةُ الأُولى هيَ: اِسمَعْ يا إِسرائيل: إِنَّ الرَّبَّ إِلهَنا هو الرَّبُّ الأَحَد. (مرقس12/29).
وهناك نصوص أخرى من الرسائل:
* … وإنَّ لا إله إلاَّ الله الوَاحِد ( 1 كورنتس 8/4).
* وأَمَّا عِندَنا نَحنُ، فلَيسَ إِلاَّ إِلهٌ واحِدٌ وهو الآب، مِنه كُلُّ شَيءٍ وإِلَيه نَحنُ أَيضًا نَصير، ورَبٌّ واحِدٌ وهو يسوعُ المسيح، بِه كُلُّ شيَءٍ وبِه نَحنُ أَيضًا ( 1 كورنتس 8/6).
* وإِنَّ الأَعمالَ على أَنواع وأَمَّا اللهُ الَّذي يَعمَلُ كُلَّ شَيءٍ في جَميعِ النَّاسِ فهوهو. ( 1 كورنتس 12/-6).
* ولا وَسيط لِواحِد، واللهُ واحِد (غل 3/20)
* وهناك مراجع أخرى (رومة 3/30 و1 طيموتاوس 1/17 و 1 طيم: 2: 5 ).
ثالثًا: من تاريخ الكنيسة
رابعًا العقل يثبت وحدانيّة الله
إنْ أخذنا الموضوع من ناحية أخرى وتساءلّنا: هل العقل السليم يستطيع أنْ يصل إلى إثبات هذه الحقيقة ( أنَّ لا إله إلاَّ واحد ) بالتفسير المنطقي؟ بالطبع نعم، لأنّنا، عندما نلفظ كلمة: الله
، ماذا نقصد بها؟الله ]هو الكائن الذي يشمل في ذاته كلّ الوجود وكلّ الممكن وكلّ المستحيل. هذا هو الله. فإنْ افترضنا وجود إله آخر بجواره، خارج دائرة الألوهيّة، نفينا كيانه كشامل الكلّ. فالله لا يكون إلاَّ إذا شمل ذلك الكائن الآخر الذي بجواره، لأنَّ الله يجب أنْ يشمل في ذاته كلّ الوجود. فتصبح دائرة الألوهيّة بلا حدود، ليس في خارجها شيء ولا شخص ولا كائن مادّي أو روحيّ أو أرضيّ أو سمائيّ، أيًّا كان. فحين نقول: هناك ثلاثة آلهة ، يكون كلامنا مناقضًا لذاته. فإذا افترضنا أنَّ الآلهة الثلاثة تقاسموا الوجود أو الألوهيّة، يعي قلنا إنّ تعريف الإله لا ينطبق على أحدهم، لأنَّ كلمة الله شاملة لكلّ الوجود
إذن فإنَّ معطيات المسيحية ومعطيات العقل والفلسفة تتقابل لإعلان وحدانيّة الله.
ضرورة المحبّة في الله ومقتضياتها
ما دامالله واحدًا، فكيف نفسّر عقيدة الثالوث؟ الثالوث الأقدس لا يُفسَّر إلاَّ من خلال إطار الوحدانيّة، ولكن كيف يمكن أنْ نجمع بين وحدانيّة
الله وتثليثه؟ هذه مشكلة ضخمة عانت منها الكنيسة كثيرًا في القرون الثلاثة الأولى من تاريخها، وتصدّت في أثنائها للكثير من البدع، إذ إنّ الموضوع ليس سهلاً. لا يجوز أنْ نعتقد بأنَّ أجدادنا المسيحيّين الأوائل قد تقبّلوا هذه الحقيقة بسهولة، كما نجترع رشفة ماء، بلّ إنّهم بالتفكير الجادّ المضني صاغوا هذه الحقيقة في قانون الإيمان الذي جاء نتيجة مجمع نيقية سنة 325، ثمّ مجمع القسطنطينية الأوّل سنة 381، وأصبح هذا النصّ هو المرجع الأساسيّ لإيماننا. ولكنْ لم يتمّ ذلك إلاَّ بعد اجتهادٍ شاقٍ ومعاناة طويلة لتحديد بعض المفاهيم الخاصّة بالثالوث. وعلى هذا، فإنّما لا نستغرب أن نجد صعوبة في هذه العقيدة. والآن فلنبدأ في التسلسل المنطقيّ الذي سيجعلنا نتعمّق في الموضوع شيئًا فشيئًا.
الله كامل
كلّنا نوافق على أنَّ الله كامل، وأنَّه، إنْ لم يكن كاملاً، فلا يكون الله. فكلمة كامل تعني أنَّ الله يجمع في ذاته كلّ الصفات الحسنة على الإطلاق. إنْ كنت أنا ذكيًا، فهو ذكيّ على الإطلاق، وإنْ كنتُ حكيمًا، فهو حكيمٌ على الإطلاق. وإنْ كنت رحيمًا فإنّه رحيمٌ على الإطلاق. فإنْ كان في العالم محبّة، ومصدر العالم هو الله، يجب إذًا أنْ يمتازالله بهذه المحبّة على الإطلاق. والخلاصة أنَّ كلّ الصفات الحسنة التي في العالم هي في الله، ولكن على وجه الإطلاق.
الله محبّة
في نظر الفكر المسيحيّ، يلخّص الاعتراف بأنّ الله محبّة كلّ صفات الله [/url]التي يُمْكن أنْ نصفه بها، لأنّ كوْن الله محبّة يفترض أن يكون رحيمًا ورزّاقًا وغفورًا… إلخ.
ولكن الاعتراف بأنّ الله محبّة لا ينفصل عن الاعتراف بأنّ الله ثالوث، والاثنان مرتبطان ارتباطًا حتميًا، كما سنراه في ما يلي. ونصل لهذه النتيجة بالاستعانة بالعقل البحت،واضعين طبعًا في الخلفيّة إيماننا وعقيدتنا.
ما هى المحبّة؟
المحبة هي بذل وعطاء. فعندما نقول: إنَّ الله محبّة ، نعني أنَّ تلك المحبّة تقضي لدى الله بذلاً وعطاءً. ولكن إنْ تساءلّنا: بذل وعطاء لِمَن، افترضنا أنَّ المحبَّة تقتضي ثنائية: حتى يكون هناك محبَّة، يجب أن يكون هناك طرفان: طرف يعطي وطرف يستقبل. يبدو لنا إذًا تناقض ظاهريّ بين كَوْن الله واحدًا وكَوْنه محبّة. ونعود للسؤال: بذل وعطاء لِمَن؟
تظهر هنا عدة اقتراحات أو احتمالات سنضعها ونناقش كلاَ منها:
* أوّلاً: أن يكون الطرف الثاني إلهًا آخر. إنَّ ذلك أمر مرفوض أصلاً، لأنَّ العقل لا يقبل تعدّد الألهة، كما سبق وأوضحنا.
* ثانيًا: إن قلنا: إنّ اللهيحبّ نفسه، نُلغي صفة المحبَّة منه، لأنَّ حبّ الذات عكس المحبّة ونقيضها، ولأنَّ المحبَّة تحتّم وجود علاقة عطاء وتبادل ومشاركة.
* ثالثًا: قد يقول قائل: إنَّ الله أفاض من محبّته على الخلق والبشر، فلا داعي إذًا أنْ نفترض داخل إطار الإلوهيّة مجالاً آخر للتعبير عن هذه المحبَّة. وعلى هذا الرأي، يمكننا أنْ نعترض للأسباب الآتية:
لماذا يعجز المخلوق عن أن يتيح لله مجالاً كافيًا للتعبير عن محبّته الغير متناهيّة؟
* 1- لأنّ المخلوق محدود في الاستيعاب والقـبول، إذ إنّ الله، مهما بذل من محبّة وأفاضها على مخلوقاته، لا يستطيع أنْ يفيض علينا كلّ ما لديه من محبّة، فإنَّ للمخلوق طاقة محدودة للأخذ والقبول والاستيعاب. فيكون العطاء محدودًا، لا من حيث المعطي، أي الله، بلّ من حيث القابل، أي الخليقة والإنسان. وبما أنَّ
الله بذلٌ وسخاء مطلقان، فمن الواضح أنّ الخليقة عاجزة عن أن تتيح لله مجالاً كافيًا لتحقيق محبّته اللامحدودة، إذ ليس في طاقة المحدود أن يستوعب اللامحدود. ومهما كثر عدد المخلوقات، تظلّ هذه الحقيقة ثابتة، إذ إنّ المحدود + المحدود لا يمكن أنْ يساوي اللامحدود. والمحبّة الإلهية اللامحدودة لا يمكن أن تعبّر عن ذاتها بطريقة مطلقة من خلال الكائنات المحدودة، أي المخلوقات.
لا يعني هذا أنَّالله لا يحبّنا، لكنّ كلّ شحص يأخذ من حبّ الله بقدر استيعابه. فلا يمكن لكوب أن يستوعب من الماء أكثر من سعته، مهما صُبّ فيه من ماء. فخلاصة القول هو أنّ المخلوق عاجز تمامًا عن أنْ يتيح لله مجالاً مناسبًا للتعبير عن محبّته اللامحدودة.
* 2- لأنّ الخلق محدود في الزمن أيضًا. الخلق له بداية ونهاية. لم يكن منذ الأزل، بل ظهر في زمن ما وفي مرحلة معيّنة من تاريخ الكون. فأطرح هنا سؤالاً: هل كان الله يتمتّع بصفة المحبّة من قبل وجود الإنسان والكون؟ الجواب طبعًا: نعم. ولكن مَنْ هذا الطرف الآخر الذي كان يحبّه قبل إنشاء العالم؟ فمن الضروري أن يعيش اللهمحبّته، سواء كان العالم موجودًا أو لم يكن. لذا يستحيل أنْ يمثّل العالم الطرف الآخر للمحبّة الإلهية، لأنَّه محدود في الزمن.
* 3- لأنَّ اللهلا يمكن أنْ يتقـيّد بالخلق تقـيّدًا ضروريًّا. لو كان تحقيق الذات الإلهيّة مرتبطًا بالمخلوق ارتباطًا حتميًا، لَمَا كان الله إلهًا. وإنْ كان الله مقيّدًا بالمخلوق حتّى إنّ المخلوق يصبح شرطًا أساسيًا لتحقيق ذاته الإلهيّة وللتعبير عن محبّته، لا يبقى -الله إلهًا. الله هو الغنيّ، أي في غنًى عن أي كائن آخر سواه، وهو المكتفى بذاته.
من الواضح ممّا سبق أنّ الله، حتّى يكون الله، يجب أنْ يتّصف بالمحبّة المطلقة، وأنَّ المحبّة تقتضي الثنائيّة، وأنّ الثنائيّة على شكل إله آخر مستحيلة، إذ لا إله إلاَّ الله، وأنّ الثنائيّة على الخليقة والإنسان مستحيلة، لأنّ الإنسان عاجز عن أن يمثّل الطرف الآخر للمحبّة الإلهيّة للأسباب التي عرضناها. إنّنا مضّطرّون إذًا، لعجزنا عن إيجاد الثنائيّة خارج إطار الألوهيّة، إلى البحث عنها داخل إطارالله ذاته، أي في داخل إطار وحدانيّة الجوهر الإلهيّ، لا في خارجه.
ولادة الابن
ولادة الابن ولادة روحيّة لا جسديّة
إن كلمة ولادة توحي عند بعض الناس بولادة بشريّة، أي بولادة جسديّة جنسيّة، بمعنى أنّ الله تزوّج حتّى يلد الابن.
مَنْ يُفكّر بهذه الطريقة فهو بعيد طبعًا كلّ البعد عمّا نسمّيه ولادة الابن. الولادة التي نتكلّم عنها هي ولادة روحيّة، لا تحتمل أيّ تفسير بشريّ، جسديّ، من أيّ نوع. لذا نرى يوحنّا الرسول، إلى جانب تعبيره عن الابن ، يستعمل تعبيرًا آخر وهو: الكلمـة ، باليونانية لوجوس . وقد استخدم كلمة لوجوس تحاشيًا لأيّ تفسير مشوّه.
عندما يتحدث الإنسان، فكلامه صادر من داخله ويُعبّر عن ذاته ونفسه، والكلمة المعبّرة عمّا في داخل الإنسان نطلق عليها في العربية الفصحى عبارة: بنت شفة . فماذا تقول لمَن يسألك عن لون شعر هذه البنت أو عن لون عينيها؟ هي بنت شفة مجازًا. فعندما نقول: ابن الله ، من الطبيعي أنْ يكون هذا الابن بالمعنى الروحيّ، تلك الكلمة التي لفظها الله، وهي كلمة روحيّة. ولهذا فلفظ الكلمة مكمّل لِلَفظ الابن، يُكسبه مذاقًا روحيًا، لأنّ الولادة ولادة روحيّة.
ولاده الابن ولادة واحدة وحيدة لا تكرار فيها
لا تكرار في الولادة لدى الله. لماذا؟ لأنّ المحبّة الإلهيّة، عندما تعطي من ذاتها، فهي تعطي كلّ شيء وتهب كلّ ما لديها. فالابن كان له كل ما كان للآب خلافًا لِمَا يجرى عند البشر، فهم ينجبون مرّات كثيرة، وكلّ ابن يكتسب بعض صفات والدَيه. أمّا ابن الله، كل ما لأبيه .كلّ شيء بالكامل، لذلك عندما سأل فيلبّس المسيح عن أبيه، أجابه: مَن رآني رأَى الآب. فكَيفَ تَقولُ: أَرِنا الآب؟ أَلسْتَ تُؤِمِنُ بِأَنِّي في الآبِ وأَنَّ الآبَ فيَّ؟ (يوحنا 14/9-10).
نعم، بكلّ تأكيد، مَنْ رآني رأَى الآب . وليس لدينا وسيلة أخرى لمعرفة الآب إلاَّ من خلال الابن.
نردّد فى قانون الإيمان: نؤمن بربّ واحد، يسوع المسيح، ابن الله الوحيد . نعم، إنَّ الابن هو وحيد، ولا يمكن أن يكون هناك اثنان. وإلاَّ لكان الآب قد وهب لكلٍّ منهما بعضًا ممّا لديه، وهذا مستحيل. إنّ حركة الحبّ فيالله لا يمكن أنْ تكون حركة محدودة، بلّ هي حركة كاملة مطلقة.
وإذا تناولّنا هذه الحقيقة على مستوى النطق، رأينا أنّ الإنسان يحتاج إلى كلمات كثيرة ليُعبّر عن ذاته. أمّا الله، فإنَّه، عندما ينطق، فبكلمة واحدة يُعبّر عن ذاته بكاملها. هذه الكلمة هي الكلمة الأزليّة.
ولادة الابن ولادة أزليّة
نقول في قانون الإيمان الارثوذكسى : نؤمن بربٍّ واحد يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كلّ الدهور ، أيّ منذ البدء. البدئ الذي ليس له بدائة لذا قيل في إنجيل يوحنّا: في البَدءِ كانَ الكَلِمَة والكَلِمَةُ كانَ لَدى ]الله والكَلِمَةُ هوَ الله (يوحنّا 1/1). ما معنى كلمة البدء هنا؟ هل هناك بدء عند الله؟ وما معنى منذ الأزل ؟.
واسمحو لي ان اقدم نبذة بسيطة عن
مَنْطِقُية الثالوث في وحدانية الله
وحدانيّة الله: المسيحيّة ديانة التوحيد
مفهوم الوحدانية فى المسيحيّة وفي الكتاب المقدس.
تَعْتَرِف المسيحيّة بوحدانيّة ]الله قبل أنْ تَعْتَرِف بجوهر التثليث. جاء مفهوم الوحدانيّة أوّلاً وسبق كل اعتراف بالثالوث. وقد يعتقد البعض بأنّنا نعبد ثلاثة آلهة. ولكن، في ضوء الكتاب المقدّس، الذي هو مرجعنا الأساسيّ، سأعرض هنا نصوصًا واضحة ومريحة عن مفهوم الوحدانيّة في المسيحيّة وعن التأكيد أنّ عبارة لا إله إلاَّ الله عبارة مسيحية،
أوّلاً: من العهد القديم
* قال موسى النبي: فَاعْلمِ اليَوْمَ وَرَدِّدْ فِي قَلبِكَ أَنَّ اَلرَّبَّ هُوَ اَلإِلهُ فِي اَلسَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَعَلى اَلأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ. ليْسَ سِوَاهُ (تثنية 4/39).
* وقال أيضًا: إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: اَلرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ .(ثنية 6/4).
* اُنْظُرُوا الآنَ! أَنَا أَنَا هُوَ وَليْسَ إِلهٌ مَعِي. أَنَا أُمِيتُ وَأُحْيِي (تثنية 32/39).
* هَكَذَا يَقُولُ اَلرَّبُّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَفَادِيهِ رَبُّ اَلْجُنُودِ: أَنَا اَلأَوَّلُ وَأَنَا اَلآخِرُ وَلاَ إِلَهَ غَيْرِي (أشعيا 44/6).
فتعبير لا إله إلاَّ الله وارد فى الكتاب المقدّس، وهو تعبير يهوديّ ومسيحيّ.
* أَنَا اَلرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. لَيْسََ مِنْ دُونِي إِلَه (أشعيا 45/5).
* لِيَعْلَمُوا مِنْ مَشْرِقِ اَلشَّمْسِ وَمِنْ مَغْرِبِهَا أَنْ لَيْسَ غَيْرِي. أَنَا اَلرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ (أشعيا 45/6).
* … أَلَيْسَ أَنَا اَلرَّبُّ وَلاَ إِلَهَ آخَرَ غَيْرِي؟ إِلَهٌ بَارٌّ وَمُخَلِّصٌ. لَيْسَ سِوَايَ (أشعيا 45/21).
* لأَنِّي أَنَا اَللَّهُ وَلَيْسَ مِنْ إِلَه آخَرُ. أنا الله وَلَيْسَ مِنْ إِلَه مِثْلِي (أشعيا 46/9 ).
* أَلَيْسَ أَبٌ وَاحِدٌ لِكُلِّنَا؟ أَلَيْسَ إِلَهٌ وَاحِدٌ خَلَقَنَا؟ (ملاخي 2/10).
وهناك نصوص أخرى كثيرة في العهد القديم تؤكّد الفكرة نفسها.
فالثالوث لا يتناقض مع وحدانيّة العهد القديم.
ثانيًا: من العهد الجديد
قد يقول بعضهم إنّ مفهوم الوحدانيّة هذا ينطبق على العهد القديم فقط وأنّ المسيح ألغى كلّ ذلك، عندما أتى بمفهوم الثالوث. ولكنّ السيد المسيح كان في حاجة إلى هذه الخلفيّة، خلفيّة الوحدانيّة التي ترسّخت في عقول الشعب اليهوديّ طوال عشرين قرنًا، حتى تُفْهم. عقيدة الثالوث حقّ الفهم دون تحريف ولاعودة إلى الشرك والوثنيّة. فالثالوث إذًا لا يناقض وحدانيّة الله، بلّ يكمّلها: لم آتِ لأنقض بل لأكمّل . فإليكم بعض النصوص الواضحة في العهد الجديد عن الوحدانيّة:
* أجاب المسيح نفسه على الشاب الغني: لا صالِحَ إِلاَّ اللهُ وَحدَه (مرقس 10/18).
* فأَجابَ يسوع: الوَصِيَّةُ الأُولى هيَ: اِسمَعْ يا إِسرائيل: إِنَّ الرَّبَّ إِلهَنا هو الرَّبُّ الأَحَد. (مرقس12/29).
وهناك نصوص أخرى من الرسائل:
* … وإنَّ لا إله إلاَّ الله الوَاحِد ( 1 كورنتس 8/4).
* وأَمَّا عِندَنا نَحنُ، فلَيسَ إِلاَّ إِلهٌ واحِدٌ وهو الآب، مِنه كُلُّ شَيءٍ وإِلَيه نَحنُ أَيضًا نَصير، ورَبٌّ واحِدٌ وهو يسوعُ المسيح، بِه كُلُّ شيَءٍ وبِه نَحنُ أَيضًا ( 1 كورنتس 8/6).
* وإِنَّ الأَعمالَ على أَنواع وأَمَّا اللهُ الَّذي يَعمَلُ كُلَّ شَيءٍ في جَميعِ النَّاسِ فهوهو. ( 1 كورنتس 12/-6).
* ولا وَسيط لِواحِد، واللهُ واحِد (غل 3/20)
* وهناك مراجع أخرى (رومة 3/30 و1 طيموتاوس 1/17 و 1 طيم: 2: 5 ).
ثالثًا: من تاريخ الكنيسة
رابعًا العقل يثبت وحدانيّة الله
إنْ أخذنا الموضوع من ناحية أخرى وتساءلّنا: هل العقل السليم يستطيع أنْ يصل إلى إثبات هذه الحقيقة ( أنَّ لا إله إلاَّ واحد ) بالتفسير المنطقي؟ بالطبع نعم، لأنّنا، عندما نلفظ كلمة: الله
، ماذا نقصد بها؟الله ]هو الكائن الذي يشمل في ذاته كلّ الوجود وكلّ الممكن وكلّ المستحيل. هذا هو الله. فإنْ افترضنا وجود إله آخر بجواره، خارج دائرة الألوهيّة، نفينا كيانه كشامل الكلّ. فالله لا يكون إلاَّ إذا شمل ذلك الكائن الآخر الذي بجواره، لأنَّ الله يجب أنْ يشمل في ذاته كلّ الوجود. فتصبح دائرة الألوهيّة بلا حدود، ليس في خارجها شيء ولا شخص ولا كائن مادّي أو روحيّ أو أرضيّ أو سمائيّ، أيًّا كان. فحين نقول: هناك ثلاثة آلهة ، يكون كلامنا مناقضًا لذاته. فإذا افترضنا أنَّ الآلهة الثلاثة تقاسموا الوجود أو الألوهيّة، يعي قلنا إنّ تعريف الإله لا ينطبق على أحدهم، لأنَّ كلمة الله شاملة لكلّ الوجود
إذن فإنَّ معطيات المسيحية ومعطيات العقل والفلسفة تتقابل لإعلان وحدانيّة الله.
ضرورة المحبّة في الله ومقتضياتها
ما دامالله واحدًا، فكيف نفسّر عقيدة الثالوث؟ الثالوث الأقدس لا يُفسَّر إلاَّ من خلال إطار الوحدانيّة، ولكن كيف يمكن أنْ نجمع بين وحدانيّة
الله وتثليثه؟ هذه مشكلة ضخمة عانت منها الكنيسة كثيرًا في القرون الثلاثة الأولى من تاريخها، وتصدّت في أثنائها للكثير من البدع، إذ إنّ الموضوع ليس سهلاً. لا يجوز أنْ نعتقد بأنَّ أجدادنا المسيحيّين الأوائل قد تقبّلوا هذه الحقيقة بسهولة، كما نجترع رشفة ماء، بلّ إنّهم بالتفكير الجادّ المضني صاغوا هذه الحقيقة في قانون الإيمان الذي جاء نتيجة مجمع نيقية سنة 325، ثمّ مجمع القسطنطينية الأوّل سنة 381، وأصبح هذا النصّ هو المرجع الأساسيّ لإيماننا. ولكنْ لم يتمّ ذلك إلاَّ بعد اجتهادٍ شاقٍ ومعاناة طويلة لتحديد بعض المفاهيم الخاصّة بالثالوث. وعلى هذا، فإنّما لا نستغرب أن نجد صعوبة في هذه العقيدة. والآن فلنبدأ في التسلسل المنطقيّ الذي سيجعلنا نتعمّق في الموضوع شيئًا فشيئًا.
الله كامل
كلّنا نوافق على أنَّ الله كامل، وأنَّه، إنْ لم يكن كاملاً، فلا يكون الله. فكلمة كامل تعني أنَّ الله يجمع في ذاته كلّ الصفات الحسنة على الإطلاق. إنْ كنت أنا ذكيًا، فهو ذكيّ على الإطلاق، وإنْ كنتُ حكيمًا، فهو حكيمٌ على الإطلاق. وإنْ كنت رحيمًا فإنّه رحيمٌ على الإطلاق. فإنْ كان في العالم محبّة، ومصدر العالم هو الله، يجب إذًا أنْ يمتازالله بهذه المحبّة على الإطلاق. والخلاصة أنَّ كلّ الصفات الحسنة التي في العالم هي في الله، ولكن على وجه الإطلاق.
الله محبّة
في نظر الفكر المسيحيّ، يلخّص الاعتراف بأنّ الله محبّة كلّ صفات الله [/url]التي يُمْكن أنْ نصفه بها، لأنّ كوْن الله محبّة يفترض أن يكون رحيمًا ورزّاقًا وغفورًا… إلخ.
ولكن الاعتراف بأنّ الله محبّة لا ينفصل عن الاعتراف بأنّ الله ثالوث، والاثنان مرتبطان ارتباطًا حتميًا، كما سنراه في ما يلي. ونصل لهذه النتيجة بالاستعانة بالعقل البحت،واضعين طبعًا في الخلفيّة إيماننا وعقيدتنا.
ما هى المحبّة؟
المحبة هي بذل وعطاء. فعندما نقول: إنَّ الله محبّة ، نعني أنَّ تلك المحبّة تقضي لدى الله بذلاً وعطاءً. ولكن إنْ تساءلّنا: بذل وعطاء لِمَن، افترضنا أنَّ المحبَّة تقتضي ثنائية: حتى يكون هناك محبَّة، يجب أن يكون هناك طرفان: طرف يعطي وطرف يستقبل. يبدو لنا إذًا تناقض ظاهريّ بين كَوْن الله واحدًا وكَوْنه محبّة. ونعود للسؤال: بذل وعطاء لِمَن؟
تظهر هنا عدة اقتراحات أو احتمالات سنضعها ونناقش كلاَ منها:
* أوّلاً: أن يكون الطرف الثاني إلهًا آخر. إنَّ ذلك أمر مرفوض أصلاً، لأنَّ العقل لا يقبل تعدّد الألهة، كما سبق وأوضحنا.
* ثانيًا: إن قلنا: إنّ اللهيحبّ نفسه، نُلغي صفة المحبَّة منه، لأنَّ حبّ الذات عكس المحبّة ونقيضها، ولأنَّ المحبَّة تحتّم وجود علاقة عطاء وتبادل ومشاركة.
* ثالثًا: قد يقول قائل: إنَّ الله أفاض من محبّته على الخلق والبشر، فلا داعي إذًا أنْ نفترض داخل إطار الإلوهيّة مجالاً آخر للتعبير عن هذه المحبَّة. وعلى هذا الرأي، يمكننا أنْ نعترض للأسباب الآتية:
لماذا يعجز المخلوق عن أن يتيح لله مجالاً كافيًا للتعبير عن محبّته الغير متناهيّة؟
* 1- لأنّ المخلوق محدود في الاستيعاب والقـبول، إذ إنّ الله، مهما بذل من محبّة وأفاضها على مخلوقاته، لا يستطيع أنْ يفيض علينا كلّ ما لديه من محبّة، فإنَّ للمخلوق طاقة محدودة للأخذ والقبول والاستيعاب. فيكون العطاء محدودًا، لا من حيث المعطي، أي الله، بلّ من حيث القابل، أي الخليقة والإنسان. وبما أنَّ
الله بذلٌ وسخاء مطلقان، فمن الواضح أنّ الخليقة عاجزة عن أن تتيح لله مجالاً كافيًا لتحقيق محبّته اللامحدودة، إذ ليس في طاقة المحدود أن يستوعب اللامحدود. ومهما كثر عدد المخلوقات، تظلّ هذه الحقيقة ثابتة، إذ إنّ المحدود + المحدود لا يمكن أنْ يساوي اللامحدود. والمحبّة الإلهية اللامحدودة لا يمكن أن تعبّر عن ذاتها بطريقة مطلقة من خلال الكائنات المحدودة، أي المخلوقات.
لا يعني هذا أنَّالله لا يحبّنا، لكنّ كلّ شحص يأخذ من حبّ الله بقدر استيعابه. فلا يمكن لكوب أن يستوعب من الماء أكثر من سعته، مهما صُبّ فيه من ماء. فخلاصة القول هو أنّ المخلوق عاجز تمامًا عن أنْ يتيح لله مجالاً مناسبًا للتعبير عن محبّته اللامحدودة.
* 2- لأنّ الخلق محدود في الزمن أيضًا. الخلق له بداية ونهاية. لم يكن منذ الأزل، بل ظهر في زمن ما وفي مرحلة معيّنة من تاريخ الكون. فأطرح هنا سؤالاً: هل كان الله يتمتّع بصفة المحبّة من قبل وجود الإنسان والكون؟ الجواب طبعًا: نعم. ولكن مَنْ هذا الطرف الآخر الذي كان يحبّه قبل إنشاء العالم؟ فمن الضروري أن يعيش اللهمحبّته، سواء كان العالم موجودًا أو لم يكن. لذا يستحيل أنْ يمثّل العالم الطرف الآخر للمحبّة الإلهية، لأنَّه محدود في الزمن.
* 3- لأنَّ اللهلا يمكن أنْ يتقـيّد بالخلق تقـيّدًا ضروريًّا. لو كان تحقيق الذات الإلهيّة مرتبطًا بالمخلوق ارتباطًا حتميًا، لَمَا كان الله إلهًا. وإنْ كان الله مقيّدًا بالمخلوق حتّى إنّ المخلوق يصبح شرطًا أساسيًا لتحقيق ذاته الإلهيّة وللتعبير عن محبّته، لا يبقى -الله إلهًا. الله هو الغنيّ، أي في غنًى عن أي كائن آخر سواه، وهو المكتفى بذاته.
من الواضح ممّا سبق أنّ الله، حتّى يكون الله، يجب أنْ يتّصف بالمحبّة المطلقة، وأنَّ المحبّة تقتضي الثنائيّة، وأنّ الثنائيّة على شكل إله آخر مستحيلة، إذ لا إله إلاَّ الله، وأنّ الثنائيّة على الخليقة والإنسان مستحيلة، لأنّ الإنسان عاجز عن أن يمثّل الطرف الآخر للمحبّة الإلهيّة للأسباب التي عرضناها. إنّنا مضّطرّون إذًا، لعجزنا عن إيجاد الثنائيّة خارج إطار الألوهيّة، إلى البحث عنها داخل إطارالله ذاته، أي في داخل إطار وحدانيّة الجوهر الإلهيّ، لا في خارجه.
ولادة الابن
ولادة الابن ولادة روحيّة لا جسديّة
إن كلمة ولادة توحي عند بعض الناس بولادة بشريّة، أي بولادة جسديّة جنسيّة، بمعنى أنّ الله تزوّج حتّى يلد الابن.
مَنْ يُفكّر بهذه الطريقة فهو بعيد طبعًا كلّ البعد عمّا نسمّيه ولادة الابن. الولادة التي نتكلّم عنها هي ولادة روحيّة، لا تحتمل أيّ تفسير بشريّ، جسديّ، من أيّ نوع. لذا نرى يوحنّا الرسول، إلى جانب تعبيره عن الابن ، يستعمل تعبيرًا آخر وهو: الكلمـة ، باليونانية لوجوس . وقد استخدم كلمة لوجوس تحاشيًا لأيّ تفسير مشوّه.
عندما يتحدث الإنسان، فكلامه صادر من داخله ويُعبّر عن ذاته ونفسه، والكلمة المعبّرة عمّا في داخل الإنسان نطلق عليها في العربية الفصحى عبارة: بنت شفة . فماذا تقول لمَن يسألك عن لون شعر هذه البنت أو عن لون عينيها؟ هي بنت شفة مجازًا. فعندما نقول: ابن الله ، من الطبيعي أنْ يكون هذا الابن بالمعنى الروحيّ، تلك الكلمة التي لفظها الله، وهي كلمة روحيّة. ولهذا فلفظ الكلمة مكمّل لِلَفظ الابن، يُكسبه مذاقًا روحيًا، لأنّ الولادة ولادة روحيّة.
ولاده الابن ولادة واحدة وحيدة لا تكرار فيها
لا تكرار في الولادة لدى الله. لماذا؟ لأنّ المحبّة الإلهيّة، عندما تعطي من ذاتها، فهي تعطي كلّ شيء وتهب كلّ ما لديها. فالابن كان له كل ما كان للآب خلافًا لِمَا يجرى عند البشر، فهم ينجبون مرّات كثيرة، وكلّ ابن يكتسب بعض صفات والدَيه. أمّا ابن الله، كل ما لأبيه .كلّ شيء بالكامل، لذلك عندما سأل فيلبّس المسيح عن أبيه، أجابه: مَن رآني رأَى الآب. فكَيفَ تَقولُ: أَرِنا الآب؟ أَلسْتَ تُؤِمِنُ بِأَنِّي في الآبِ وأَنَّ الآبَ فيَّ؟ (يوحنا 14/9-10).
نعم، بكلّ تأكيد، مَنْ رآني رأَى الآب . وليس لدينا وسيلة أخرى لمعرفة الآب إلاَّ من خلال الابن.
نردّد فى قانون الإيمان: نؤمن بربّ واحد، يسوع المسيح، ابن الله الوحيد . نعم، إنَّ الابن هو وحيد، ولا يمكن أن يكون هناك اثنان. وإلاَّ لكان الآب قد وهب لكلٍّ منهما بعضًا ممّا لديه، وهذا مستحيل. إنّ حركة الحبّ فيالله لا يمكن أنْ تكون حركة محدودة، بلّ هي حركة كاملة مطلقة.
وإذا تناولّنا هذه الحقيقة على مستوى النطق، رأينا أنّ الإنسان يحتاج إلى كلمات كثيرة ليُعبّر عن ذاته. أمّا الله، فإنَّه، عندما ينطق، فبكلمة واحدة يُعبّر عن ذاته بكاملها. هذه الكلمة هي الكلمة الأزليّة.
ولادة الابن ولادة أزليّة
نقول في قانون الإيمان الارثوذكسى : نؤمن بربٍّ واحد يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كلّ الدهور ، أيّ منذ البدء. البدئ الذي ليس له بدائة لذا قيل في إنجيل يوحنّا: في البَدءِ كانَ الكَلِمَة والكَلِمَةُ كانَ لَدى ]الله والكَلِمَةُ هوَ الله (يوحنّا 1/1). ما معنى كلمة البدء هنا؟ هل هناك بدء عند الله؟ وما معنى منذ الأزل ؟.
نتصوّر أحيانًا أنّ الأزليّة والأبديّة عند الله هما على شكل زمن يمتد من الماضي إلى المستقبل، بلا حدود، إلى ما لا نهاية. لكن الحال ليست هكذا، وليس هناك مرحلة معيّنة لم يكن الابن كائنًا فيها مع الآب. فحين نقول إنّ الابن مولود من الآب قبل كلّ الدهور، لا نقصد بذلك أنّه وُلد في زمن معيّن، بلّ قبل الزمن، أي منذ الأزل. وولادته لا بداية لها،.
الازلية
الله وأبديّته هي حاضر مستمرّ يرتكز في محوره أطراف الزمن: حاضر يمتدّ إلى أقاصي الزمن ويجمعه في آنٍ واحدٍ وهو الآن . الآن الإلهيّة هي آنٌ شاملة الزمن، ليس لها ماضٍ، ولا مستقبل. الأمس عند الله هو الآن، وغدًا أيضًا هو الآن. القرن الماضي والقرن الآتي هو الآن. الحدث تمّ في قديم الزمان. وهذا هو سرّ الأزليّة الذي لا نستطيع إدراكه، لأنّنا كبشر نعيش في امتداد حقبات زمنيّة. فالزمن يخص الانسان وليس له علاقة بكينونة الله الآب أو الله الابن [/size]
المساواة بين الأب والابن؟.
وجود الابن ضروريّ لتتوافر صفة الأبوّة لدى الآب. وهل يمكن للآب أنْ يعيش المحبّة المطلقة بدون الابن؟ طبعًا لا. فوجود الابن ضروري أيضًا لتتوافر صفة المحبّة لدى الآب.الله وأبديّته هي حاضر مستمرّ يرتكز في محوره أطراف الزمن: حاضر يمتدّ إلى أقاصي الزمن ويجمعه في آنٍ واحدٍ وهو الآن . الآن الإلهيّة هي آنٌ شاملة الزمن، ليس لها ماضٍ، ولا مستقبل. الأمس عند الله هو الآن، وغدًا أيضًا هو الآن. القرن الماضي والقرن الآتي هو الآن. الحدث تمّ في قديم الزمان. وهذا هو سرّ الأزليّة الذي لا نستطيع إدراكه، لأنّنا كبشر نعيش في امتداد حقبات زمنيّة. فالزمن يخص الانسان وليس له علاقة بكينونة الله الآب أو الله الابن [/size]
المساواة بين الأب والابن؟.
[center]ما من أولويّة ولا تفضيل بين الآب والابن، لأنَّ كائنان معًا فى الحركة واللحظة نفسيهما، فى لحظة أزليّة.
الروح القدس
لقد تحدّثت حتّى الآن عن الآب والابن، ولم أذكر الروح القدس كأنّ ليس له من وجود أو دور، وكأنّ كلّ ما تمّ بين الآب والابن تمّ بدونه. فهل للروح دور في إطار اللاهوت وأيًّا قد يكون هذا الدور؟.
الروح القدس في الثالوث
الروح القدس فى الكتاب المقدّس
إنَّ الروح في الكتاب المقدّس له شخصيّة قد لا يفهمها البعض. فنجده يرفرف على وجه المياه في بداية الخليقة، أو على شكل حمامة تحلّق فوق نهر الأردن يوم عماد المسيح - وقد يكون هذا رمزًا للخصب ولبَثّ الحياة. (تكوين 1/1 ومتّى 3/16).
ونجده أيضًا على شكل نسمة نَفَخَ بها الله في أنف آدم، عندما خلقه (تكوين 2/7) - وأيضًا على شكل نسيم خافت حين كان إيليّا النبي على جبل الكرمل ( 1 ملوك 19). ولكنّه ظهر أيضًا بشكل مخالف تمامًا يوم العنصرة، حيث تحوّل النسيم الخفيف إلى ريح عاصفة هزّت البيت على قواعده. ثمّ نزل الروح على شكل ألسنة من النار أشعلت التلاميذ غيرةً وشجاعة وأطلقتهم إلى الخارج (أعمال 2).
وسمّيَ أيضًا الروح في الإنجيل الباركليت وهي كلمة تعني المعزّي أو المحامي أو المُلْهم (يوحنّا من 15/26 إلى 16/15 ).
وبولس الرسول يتكلّم عن الروح كلامه عن العنصر الجامع والموحّد في الكنيسة التي، رغم اختلاف المواهب والوظائف فيها، تشكّل جسدًا واحدًا (1 كورنتس 12).
الروح القـدس في الإنسان
عندما يحاول الإنسان أنْ يتصوّر الروح، يجد نفسه عاجزًا. فما هو الروح، وما شكله وها هو كيانه؟ ولماذا لا يمكن تحديده؟.
في استطاعتنا أنْ نتصوّر الأبوّة في الله مقارنة بالأبوّة البشريّة، وكذلك يمكننا أنْ نتصوّر كيان الابن من خلال الإنجيل. أمَّا الروح القدس، فلا نعرف عنه الكثير. وقد لا نفهمه، لأنَّه مصدر الفهم، ولا نعرفه لأنه منبع المعرفة، تمامًا كما أنَّ النور لا يُرى لأنَّه مصدر الرؤية. أنت لا ترى عينيك، لأنها جهاز البصر في جسمك. والروح هو الذي يقيم داخلنا ويجعلنا نفهم كلّ شيء، دون أنْ نفهمه. وهو الذي ينير كل شيء فلا نستطيع أنْ نراه. إنَّه مصدر الفهم والبصر والرؤية. وله في الانسان قوة تجعل الإنسان يبذل نفسه ويهب ذاته. هو حركة الحياة، حركة الانبثاق.
انبثاق الروح القدس
يتحدّث قانون الإيمان عن الروح بأنَّه منبثق . فما معنى الانبثاق ؟ وما الفرق بين الولادة والانبثاق؟
الانبثاق فهو دفعة أو نزعة لتحقيق العطاء والمحبَّة، أو هو حركة انطلاق واندفاع، ينبثق الروح القدس بقدر ما تتحقَّق المحبَّة من الآب والابن بالعطاء المتبادَل.
ثلاثـة فى واحد
بعد ما حاولنا أنْ نحلّل وأنْ نفسّر ما لا يُفسّر، لنفهم مقتضيات المحبَّة في الأقانيم
علينا الآن أنْ نجمع ونوحّد ما اضطررنا إلى أنْ نجزّئـه.
كذلك اضطررنا أيضًا إلى أنْ نضع في إطار زمنى ما هو أزليّ وأبديّ لدى الله.
فعلينا الآن، في نهاية المطاف، أنْ نُلغي عنصر المكان وعنصر الزمن اللذين أدخلناهما خطأ في الذات الإلهيّة.
علينا الآن أنْ نضغط على هذه الدوائر الثلاث حتّى نجعل منها دائرة واحدة تجمع الآب والابن والروح القدس في وحدانيّة الذات الإلهيّة الجامعة.
ليس هناك ابن أمام الآب ومنفصل عنه.
ليس هناك آب فوق الابن ومنعزل عنه.
وليس هناك روح مستقلّ عنهما، إذ إنَّه روحهما المشترك.
وليس هناك ذات إلهيذة قائمة بذاتها خارج الأقانيم الثلاثة كعنصر رابع متميّز عنها.
إن كنّا قد لجأنا إلى هذه التصوّرات، فلكي نشرح فقط، ولكوننا في الجسد وداخل الزمن.
فى الولادة البشرية، ينفصل الابن عن أبويه ليتمتّع بحياة مستقلة وكيان منفصل، في حين أنَّ ولادة الابن هي ولادة داخل الذات الإلهيّة ولا تمثل أي انفصال عن كيان الآب، بل هى ثبات فيه. إنَّ تعبير الإنجيل صريح وواضح كلّ الوضوح، فهو يتكلم عن الابن الواحد الذي في حضن الآب (يوحنا 1/18).
لم ينفصل الابن عن الآب لحظة واحدة، ولم يبتعد عنه على الإطلاق، حتّى فى عمليّة التجسّد. وهذا ما جعل يسوع يردّ على فيلبّس الذي قال له: أَرِنَا الآَب وحَسْبَنَا : يَا فِيلُبّس، مَنْ رَآَنِي رَأَى الآب … أّلاَ تُؤمن بأنِّي في الآب وأنَّ الآب فيَّ ؟ (يوحنّا 14/10).
كلّ ذلك يؤكّد أنَّ التثليث في الذات الإلهيّة الواحدة لا يقبل أيّ تجزئة ولا تفرقة ولا ابتعاد ولا انفصال ولا تعدّد.
إنَّ لله واحد، والتثليث فيه يُثبِّت هذه الوحدة ويكلّلها، أو بتعبير آخر، إنَّ الثالوث قمّـة الوحدانيـّة.
بعـض التساؤلات
عـن سـرّ الثالـوث الأقـدس
كم مرّة وُلد المسيح؟
وُلـد المسيح مرتين: الأولى منذ الأزل كابن الله وهي ولادة روحيّة. والثانية في ملء الزمان كابن الإنسان من العذراء مريم والروح القدس، وهي ولادة بشريّة بقوة الروح القدس.
ما معنى كلمة أقـنوم؟
في اللاهوت المسيحيّ نقول إنَّ الله واحد في ثلاثة أقانيم . فما معنى أقنوم ؟ إن كلمة أقـنوم تعنى شخصًا. فنقول إنَّ الآب أقنوم والابن أقنوم والروح القدس أقنوم. لماذا لا نستخدم كلمة شخص ونقول إن واحد في ثلاثة أشخاص؟ لقد رفضت الكنيسة استخدام كلمة شخص ، لأنَّ هذه الكلمة قد توحي لبعض الناس بكائن بشريّ له حدوده وشكله وملامحه. فتحاشيًا لكلّ تصوّر خاطئ ولكلّ تحديد للأثسخاص الإلهيّة، لجأت الكنيسة إلى كلمة غير عربيّة، مصدرها سريانيّ. وقد استخدمت كلمة أقنوم في اللاهوت المسيحيّ للإشارة إلى الثالوث الألهي في تميُزه. وهى لا تستخدم فى أي مجال آخر غير هذا المجال.
أين صورة الثالوث في الطبيعة والمخلوقات ؟
أي عمل فنّيّ يُعَبّر عن دواخل الذي أنجزه حتى إنّه، من خلال دراسة عمله، يمكننا أنْ نستشف طباع الفنان وشخصيته. فهل طبع الله [/url]في الكون والإنسان ملاح كيانه الداخلي؟
وبمعنى آخر، هل من الممكن أنْ نستشف من خلال الخلق صورة الثالوث؟.
حين نتحدّث عن الثالوث، نلجأ عادة إلى تشبيهات معيّنة كالمثلث الذي هو صورة هندسيّة واحدة ذات ثلاثة أضلاع متساوية. أو بإصبع واحد ذي ثلاث سلاميَّات. أو نشبّه الثالوث بعقل الإنسان الذي يتمتع بثلاث طاقات: الذكاء والذاكرة والمخيلة. أو نقول إنَّه كالشمس التي هي ضوء وحرارة وقرص.
بالحقيقة أكره تمامًا كل هذه التشبيهات لأنّها تشوّه مفهوم الثالوث، وهي غير مقنعة للعقل على الإطلاق.
فهناك تعبير أراه أفضل وأنسب وهو عبارة عن ثلاث شمعات مشتعلة نقرِّب بعضها من بعض، حتّى تصبح شعلة واحدة، ثمّ نفصل بعضها عن بعض حتّى نبيّن أنّ لكل شمعة شعلتها الخاصّة. ولكن، حتى هذا التعبير هو غير كافٍ، لأنّ الأقانيم الثلاثة لا تقبل الانفصال، وإنْ فصلناها تتحوّل إلى ثلاثة آلهة.
الإنسان أجمل صورة للثالوث وأصدقها
فنرى في جسد الإنسان. فهناك عينان وبصر واحد، أذنان وسمع واحد، رجلان وسير واحد، ذراعان وعناق واحد، رئتان ونفس واحد… إلخ.
كلّ هذا يعني أنّ الإنسان، حتّى في جسده، خُلق على صورة الله على شكل ثنائيّة موحّـدة.
ولكن هناك تشبيه أفضل على مستوى الحبّ البشريّ وفى العلاقة القائمة بين الرجل والمرأة:
هما ثنائيّة موحّدة يكوّنان كلاهما جسدًا واحدًا. إنّ هذا أقرب صورة وأعمقها وأجملها لكيان الله.
لذلك، بعد ما قال الكتاب المقدّس إنَّ الإنسان خُلق على صورة الله وكمثاله يُضيف: على صورة الله [/url]خلقه، ذكرًا وأنثى خلقهم (تكوين 1/27)، مستعملاً تارة صيغة المفرد وتارة أخرى صيغة الجمع. وبهذا يريد أنْ يُبَيّن أنَّ هذا الجمع هو مفرد وأنَّ هذا المفرد هو جمع وأنَّ الإنسان، بعلاقته مع المرأة، يكوّن وحدة لا تتجزَّأ: فيكونان كلاهما جسدًا واحدًا… فما جمعه اللهلا يفرّقه إنسان (تكوين 2/24ومتّى 19/5-6).
ونجد أيضًا في سفر التكوين تلميحًا آخر إلى سرّ الثالوث في قول الله هذا عن آدم بعدما خلقه: لا يحسن أنْ يكون الإنسان وحده فأصنع له معينآ نظيره(تكوين 2/18). فكما أنَّ الله لا يمكن أنْ يعيش إلاَّ في علاقة حبّ وتبادل، كذلك الإنسان الذي خُلق على صورته يحتاج إلى طرف آخر ليبادله حبّه. فلا يحسن أنْ يكون الإنسان وحده ولا يحسن أن يكون الله [/url]وحده.
بعدما خلق الله الإنسان، أمره بالإنجاب قائلاً: أنموا واكثروا واملأوا الأرض . وهذا يدلّ على أنَّ الحبّ البشريّ خصب في طبيعته ولا يكتمل إلاَّ من خلال الطفل الذي يمثل وحدة الزوجين ورباطهما، إذ لا يكتمل الحبّ البشريّ إلاَّ إذا تحوّل إلى ثالوث.
لذلك، فالحبّ مقدّس، وعلاقة الرجل بالمرأة مقدّسة، لأنَّها تمثّل أعلى تعبير للكيان الإلهيّ. وعندما أرى زوجين يسيران في الطريق وبينهما طفلهما، أرتقي تلقائيًا إلى الثالوث وأجد في هذا الطفل المنبثق من أبيه وأمّه تجسيدًا حقيقيًا لحبّهما.
هذا هو سرّ الله. فالله محبّة والله ثالوث والله جماعة، والله عائلة. ليس الله كائنًا جامدًا خاملاّ منعزلاً مفردًا، بل في كيانه حياة متدفّقة فيّاضة، حياة حبّ يفوق كلّ خيال وتصوّر.
الخاتمـة
[size=21][font=Comic Sans MS][color=darkred]لقد كشف لنا سر الثالوث الأقدس أعماق كينونة الله
جون ويسليعضو جديد
-
البلد : مصر
تاريخ التسجيل : 11/02/2011
عدد المساهمات : 8
نقاط : 16
المزاج : معتدل
رد: منطقية الثالوث في وحدانية الله.
الخاتمـة
لقد كشف لنا سر الثالوث الأقدس أعماق كينونة الله كما هو في ذاته. وليس هناك فكر آخر خارج المسيحيّة توصّل إلى هذا الاكتشاف، ولا فضل لنا على الآخرين سوى أنَّ الله أعلن لنا عن هذا السرّ. ومن خلال هذا الإعلان استطعنا أن نسير خطوة بعد خطوة بالعقل والمنطق حتى توصّلنا إلى هذه النتيجة. هناك بالطبع خلفيّة إيمانيّة أضاءت لنا الطريق، ولكن وجدنا أنَّ العقل والمنطق قادران على تقبّل سرّ الثالوث. فهناك منطق للثالوث. من خلال الايمان
أخيرًا أختم بهذه الكلمات: نحن نؤمن بإله واحد ولا نؤمن بإله وحيد. نحن نؤمن بوحدانيّة الله ولا نؤمن بوحدته. نرفض أنْ يكون الله كائنًا منعزلاً منفردًا. إنْ كان الله محبّة، فيجب أنْ يكون محبّة في ذاته وفي داخل كيانه وجوهره الواحد.
هذا هو مفهومنا للثالوث الأقدس.
موجز عن منطق الثالوث
من البديهي والضروري أن يكون الله واحدًا. لا إله غيره، كما يقول الكتاب المقدّس. ل
ذلك فالوصيّة الأولى من الوصايا العشر هي: أنا الربّ إلهك لا يكن إله غيـري .
· من البديهي والضروريّ أيضًا أنْ يتميّز الله بجميع الصفات الحسنة وأعلاها المحبّة. فما هي المحبة؟.
· إنَّ المحبّة هي عطاء وتبادل ومشاركة، ممّا يُفترض وجود طرفين:
- طرف المحبّ وطرف المحبوب.
- طرف المعطي وطرف القابل.
- بتعبير آخر، ليس هناك حبّ دون ثنائيّة.
- ولكن الثنائيّة تتعارض مع الوحدانيّة وتؤدّي إلى فساد الفكر والوثنيّة.
لا إله إلا الله
فكيف نستطيع أنْ نوفّق بين وحدانيّة الله التى لاتقبل التعددية ومحبّته التي تتطلّب طرفًا آخر.
· الحلّ لهذا المأزق الحرج هو فى الثنائيّة في داخل الذات الإلهيّة، ولا في خارجها.
· هذه الثنائيّة عبارة عن قطبَيْن متميّزين - وفي الوقت نفسه متّحدَين - حتّى إنَّهما يمثّلان ذاتًا إلهيّة واحدة.
· ما يجعل هذه الوحدة ممكنة هي المحبّة - أيّ الروح – التي تربط بين القطبَين - أي الآب والابن - ويحقق وحدتهما.
· هذا هو أبسط تعبير للمفهوم المسيحيّ للثالوث الأقدس: إله واحد في ثلاثة أقانيم متّحدة بعضها ببعض ومتميّزة بعضها عن بعض: الآب والابن والروح القدس.
· قد يعترض بعض الناس على ضرورة فرض الثنائيّة داخل الذات الالهيّة،
إذ إنّ الله يستطيع أنْ يحقق حبّه من خلال الإنسان.
· يستحيل هذا للأسباب الآتية:
1- إن كانت المحبّة الإلهيّة صفة أزليّة، فكيف استطاع الله أنْ يعـبّر عنها قبل وجود الانسان وبداية العالم؟.
2- إنْ كانت للمحبّة الإلهيّة أبعاد لا محدودة، فكيف يستطيع الله أنْ يفيضها تمامًا في الانسان؟…
لأنَّ ليس فى مقدور المحدود أنْ يستوعب اللامحدود، وليس في مقدور المخلوق أنْ يحتوي خالقه.
3- بما أنَّ المحبّة صفة أساسيّة من صفات الله، يجب أن تتحقّق داخل الذات الإلهيّة ولا خارجها. لا يجوز إطلاقًا أنْ يكون الله مقيّدًا بالإنسان حتى إنَّه يكون في حاجة إليه ليحقق ذاته الإلهيّة.
إنّ الله هو الغني أي المكتفي بذاته، القائم في ذاته، ولا حاجة له إلى الإنسان حتى يكون…
إذًا من الضروري أنْ يكون الله محبّة مطلقة ولامحدودة، بمعزل عن العالم والإنسان، داخل كيانه الإلهي.
هذا هو المفهوم المسيحيّ للثالوث الأقدس
وارجو ان تكون الامور وضحت لبعض الباحثين وغير المسيحيين.
وسلام المسيح معكم
جون ويسليعضو جديد
-
البلد : مصر
تاريخ التسجيل : 11/02/2011
عدد المساهمات : 8
نقاط : 16
المزاج : معتدل
رد: منطقية الثالوث في وحدانية الله.
الرب يباركك اخى العزيز جون وسيلى
على هذا المجهود الرائع المثمر
و اسمح لى ان اعرض
أسئلة اللاهوت والإيمان والعقيدة
على هذا المجهود الرائع المثمر
و اسمح لى ان اعرض
أسئلة اللاهوت والإيمان والعقيدة
سؤال: وجدت في
أحد الردود على أسئلتكم أن موضوع التثليث
موجود في القرآن الكريم ولكنني لم أجده في الإنجيل!! فكيف ذلك؟!
الإجابة:
أولاً: كيف تقول أن الكتاب المقدس لم يتناول موضوع
ثالوث الله
Holy Trinity؟!
وثانياً: هل نقدر أن نرفض تعليم مُعلَن من
الله صراحة لسبب عجز عقولنا عن إدراك
كنهه؟!
#
فمن الناحية الأولى:
إن ملخص
تعليم الكتاب المقدس في هذا الموضوع هو أنه
لا يوجد إلا إله واحد فقط، ومع
ذلك لكل من الاب والابن والروح القدس صفات اللاهوت وحقوقه. وبالتفصيل نقول:
- أنه لا إله إلا
الإله الوحيد السرمدي الحقيقي. ومن نصوص الكتاب على وحدانية الله ما يلي
"اسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا رب واحد" (التثنية 4:6)، "هكذا يقول الرب ملك
إسرائيل وفاديه رب الجنود، أنا الأول والآخر ولا إله غيري" (أشعياء 6:44)
(ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا)
وأيضاً "أنت تؤمن أن الله
واحد، حسناً تفعل" (يعقوب 19:2). ومن وصايا الله العشر التي تتضمن خلاصة
الناموس الأدبي للدين اليهودي، والدين المسيحي أيضاً، أن الوصية الأولى والعظمى
منها هي "لا يكن لك آلهة أخرى أمامي"
ومن ثم كان كل تعليم يضاد ذلك باطل.
- إن لكل من الآب
والابن والروح القدس ما للآخر من الألقاب والصفات الإلهية (إلا ما كان خاصاً
بالأقنومية) وأن كلاً منهم يستحق العبادة الإلهية، والمحبة والإكرام والثقة.
فيتضح من الكتاب المقدس لاهوت الابن كما يتضح لاهوت الاب، ويتضح لاهوت الروح كما
يتضح لاهوت الاب والابن.
Image: in the name of the Father, and of the Son, and of the Holy Spirit, the
Trinitarian Formula
صورة: صورة كلمة البسملة المسيحية، باسم الآب والابن والروح القدس الإله
الواحد، آمين
- أن أسماء أقانيم
الثالوث الأقدس، أي الاب والابن والروح القدس، ليست كنايات عن نسب مختلفة بين
الله وخلائقه، على ما يزعم البعض، كلفظة خالق وحافظ ومنعم التي تشير إلى نسب
كهذه. ومن إعلانات الكتاب المقدس التي تثبيت ذلك:
* أن كلاً من الاب والابن والروح القدس يقول عن ذاته "أنا".
* أن كلاً منهم يقول للآخر في الخطاب "أنت" ويقول عنه في الغيبة
"هو".
* أن الاب يحب الابن، والابن يحب الاب والروح القدس يشهد للابن.
هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.
- فيظهر من ذلك أن
بين كل منهم والآخر من النسب ما يدل على التمييز في الأقنومية، لا الاختلاف. وأنه
يوجد إله واحد فقط في ثلاثة أقانيم، وهم الاب والابن والروح القدس.
#
ماذا يتضمن تعليم التوحيد و التثليث معاً؟
إن تعليم التوحيد
والتلثيث معاً يتضمن ما يلي:
1-
وحدانية الله
2- لاهوت الاب
والابن و
الروح القدس
3- أن الاب والابن
والروح القدس، أقانيم ممتازون الواحد عن الآخر
4- أنهم واحد في
الجوهر متساوون في القدرة والمجد
5- أن بين أقانيم
الثالوث الأقدس تمييزاً في الوظائف والعمل، لأن الكتاب المقدس يعلم أن الاب يرسل
الابن، وأن الاب والابن يرسلان الروح القدس، ولم يذكر قط أن الابن يرسل الاب، ولا
أن الروح القدس يرسل الاب، أو الابن مع أن الاب والابن الروح القدس واحد في
الجوهر، ومتساوون في القدرة والمجد.
6- أن بعض أعمال
اللاهوت تُنسب على الخصوص إلى الاب، وغيرها إلى الابن وأخرى إلى الروح القدس،
مثال ذلك ما قيل أن الاب يختار ويدعو، وأن الابن يفدي، وأن الروح القدس يقدس
ويجدد.
8- تنسب بعض الصفات
إلى أقنوم من الثالوث دون الآخرين، كالأبوة إلى الاب والبنوة إلى الابن،
والانبثاق إلى الروح القدس
فإن قيل أن هذا
التعليم فوق إدراكنا، قلنا ذلك لا يفسده، كما أنه لا يفسد ما شاكله من الحقائق
العلمية والدينية. وإن قيل أن جوهراً واحد ذا ثلاثة أقانيم محال، قلنا تلك دعوى
بلا برهان، وأن عقولنا القاصرة لم تخلق مقياساً للممكن، وغير الممكن، مما فوق
إدراكها.
ومما ينبغي أن يعلم
هو أننا لا نعتقد أن الله ثلاثة أقانيم بنفس معنى القول أنه جوهر واحد، لأن لفظ
أقنوم ليست بمعنى لفظ جوهر. غير أننا نُسلم بأننا لا نقدر أن نوضح بالتفصيل كل
المقصود في لفظ أقنوم ولا حقيقة النسبة التي بين الأقنوم والجوهر. وعجزنا هذا غير
مقصور على تعليم التثليث، لأن جل ما نعرفه عن جميع الأمور المادية والروحية ليس
هو إدراك الجوهر بل معرفة صفاته وخواصه، ومن باب أولى يصح هذا القول من جهة الله
الذي لا نعرف كنه جوهره، ولا أسراره الجوهرية مطلقاً. بل جل ما نعرفه هو
صفات ذلك الجوهر الذي نسميه بالروح المجرد. وقد اعترض البعض على أن التثليث
يستلزم إنقسام جوهر الله إلى ثلاثة أقسام هو قول باطل، لأنه ناشئ عن تصور جوهر
الله على أنه مادي، وله صفات مادية، وأما الروح فلا يقبل الإنقسام مطلقاً.
ولما كان العقل البشري عاجزاً عن إدراك جوهر الله، كان حكمنا بإستحالة كونه في
ثلاثة أقانيم باطلاً، لأننا نكون قد حكمنا بما هو فوق إدراكنا، وخارج عن دائرة
معرفتنا.
#
ما هي القضايا الرئيسية التي يجب النظر إليها في إثبات التثليث؟
1- وحدانية الله
2- أقنومية
المسيح
ولاهوته
3- أقنومية الروح
القدس ولاهوته
4- كون الكتاب
المقدس يعلم وجود إله واحد في ثلاثة أقانيم
5- إيضاح ما أعلنه
الله في كتابه من النسب التي بين الأقانيم الثلاثة وذلك من
الكتاب نفسه
#
كيف تثبت أن تعليم التثليث قد جاء بالكتاب المقدس؟
إن تعليم وحدنية
الله، وامتياز الأقانيم أحدها عن الآخر، ومساواتها في الجوهر، ونسبة أحدها إلى
الآخر، لم يرد في الكتاب المقدس جملة واحدة بالتصريح، بل في آيات متفرقة، غير أن
جوهر هذه الأمور منصوص عليه من أول الكتاب إلى آخره.
ومن الأمور التي
تثبت صحة هذا الاعتقاد:
1- وجوده في
الإعلانات المتتابعة وانجلاؤه بالتدريج، ففي
سفر التكوين تلميحات إلى تعليم
التثليث، لا تفهم جلياً إلا بنور إعلانات بعدها، كورود
اسم الله (ألوهيم)
والضمائر التي تعود إليه في هذا السفر بصيغة الجمع كقوله تعالى "لنصنع الإنسان
على صورتنا" وأقوال أخرى تشابهه) أنظر: تكوين 26:1 و22:3 و7:11 و
أشعياء 8:6).
وهذا وحده لا يثبت تعليم التثليث، ولكن إذا قابلناه بآيات أُخر معلنة في أزمنة
متتابعة تبين لنا أن في اللاهوت ثلاثة أقانيم، وهو ما تكشفه هذه الآيات وما
يتوافق مع التعليم الجوهري في الثالوث الأقدس.
كما نرى في
أسفار
الكتاب المقدس الأولى تمييزاً بين "يهوه" و"ملاك يهوه" وأن لهذا الملاك ألقاباً
وعبادة إلهية، ومن أسمائه أيضاً الكلمة والحكمة، وابن الله، وأقنوميته ولاهوته
موضحان، وبشكل واضح، لأنه منذ القديم ومنذ الأزل، والإله القدير، ورب داود، والرب
برنا، الموعود به قبلاً أنه سيولد من
عذراء ويحمل خطايا كثيرين (مزمور 7،6:45
و1:110 وأشعياء 7،6:44، 24 و
تكوين 11:31 و13 و15:48 و16).
وجاء في الأسفار
المقدسة أن روح الله هو مصدر الحكمة والنظام، وحياة الكون، وأنه يلهم الأنبياء
ويعطي القوة والحكمة للرؤساء والقضاة ولشعب الله، وأنه يعلم ويختار، ويحزن
ويغتاظ. ومن كلام يوحنا المعمدان يظهر أنه إله مستحق العبادة ومصدر بركات ثمينة.
والسيد المسيح له كل المجد، تكلم عنه على أنه أقنوم معروف متميز، إذ وعد تلاميذه
أنه يرسله إليهم كمعزياً لينوب عنه، ويعلمهم ويقويهم، وبين لهم أنه يجب عليهم أن
يقبلوه ويطيعوه (تكوين 2:1 و3:6 و
مزمور 30:104 و7:139 و
أيوب 13:26 وأشعياء
16:48). فعلى هذا المنوال نرى أن إعلانات هذا السر التي كانت أولاً مبهمة
أخذت تنجلي رويداً رويداً، حتى إتضح أكمل إيضاح في
الإنجيل، وصار
إيمان جميع
المؤمنين.
2- ألفاظ الصورة
الموضوعة للمعمودية:
لقد أمر السيد
المسيح أن يعمد المؤمنون باسم الاب والابن والروح القدس، ولذلك كل مسيحي يعتمد
باسم الثالوث الأقدس، وهذا يدل على أقنومية كل منهم، ومساواتهم، ويستلزم إقرارنا
بأننا مكلفون بالعبادة لهم، والاعتراف بهم علانية.
3- البركة
الرسولية:
البركة الرسولية هي
طلبة نعمة المسيح من المسيح، ومحبة الاب من الاب، وشركة الروح القدس من الروح
القدس. فألفاظ صورة هذه البركة تتضمن الإقرار بأقنومية كل من الاب والابن والروح
القدس، وألوهيتهم.
4- ظروف
معمودية
المسيح:
حين تعمد المسيح
خاطبه الاب وحل عليه الروح القدس مثل حمامة. وهذا يستلزم ما بينته ألفاظ صورة
المعمودية والبركة الرسولية.
والسيد المسيح في
خطابه لتلاميذه في الليلة التي أسلم فيها (يوحنا 16،15،14) تكلم عن الآب وخاطبه
ووعد التلاميذ بإرسال الروح القدس إليهم. فأوضح به أقنومية وألوهية كل من الآب
والابن والروح القدس، كل الإيضاح.
فمن كل ما تقدم من
الأدلة، ليس هو الأساس الوحيد لإيمان
الكنيسة بالتثليث، بل هو مؤسس على الخصوص
على ما يعلمه الكتاب أولاً في وحدانية الله، وثانياً في أقنومية الاب والابن
والروح القدس، وألوهية كل منهم. وخلاصة ما حصلته الكنيسة من تعليم الكتاب المقدس
هو وجود إله واحد في ثلاثة أقانيم متساوين في الجوهر والمجد، أي كلاً منهم هو
صاحب اللاهوت.
ونجمل بأوضح ما قيل في هذا الأمر: "فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب
والكلمة والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد" (رسالة
يوحنا الأولى 7:5).
http://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/03-Questions-Related-to-Theology-and-Dogma__Al-Lahoot-Wal-3akeeda/041-Trinity-in-the-Holy-Bible=1-God.html
ابراهيم ابراهيمخادم الرب
-
تاريخ التسجيل : 08/10/2010
عدد المساهمات : 284
نقاط : 460
رد: منطقية الثالوث في وحدانية الله.
أسئلة اللاهوت والإيمان والعقيدة
سؤال: لماذا تشركون بالله؟! وما هو موضوع ثالوث الله من
الآب والإبن والروح القدس؟
الإجابة:
أنا لست مشركاً بالله لأننا نحن المسيحيين نؤمن
بإله واحد لا شريك له.
ونعبد إلهاً واحداً.
# أما عن
عقيدة الثالوث في المسيحية، فهي كالآتي:
نحن لا ننفرد وحدنا
بعقيدة الثالوث
Holy Trinity، لأنها كانت موجودة في اليهودية، ولها شواهد
كثيرة في العقد القديم ولكن بأسلوب مستتر وأحياناً مباشر، ولكنه كان مكشوفاً فقط
للأنبياء ومحجوباً عن عامة الشعب لعدم قدرتهم على إستيعاب حقيقة جوهر
الله.
وتوقع سوء فهمهم له في مرحلة طفولة معرفتهم به وبداية إعلان ذاته لهم، وحرصاً منه
على عدم وقوعهم في الإعتقاد بتعدد الآلهة، الأمر الذي تسربت معرفته لآبائنا
قدماء
المصريين، فوقعوا في عقيدة الثالوث الوثني.
Image: in the name of the Father, and of the Son, and of the Holy Spirit, the
Trinitarian Formula
صورة: صورة كلمة البسملة المسيحية، باسم الآب والابن والروح القدس الإله
الواحد، آمين
بل إن
مجتمعنا الإسلامي أيضاً يشاركنا في القرآن هذه العقيدة بإعترافه بوجود جواهر
الثالوث، ولكنه يعترف بها كحقيقة وليس كعقيدة. فهو يؤمن ويصرح بالله،
وبكلمته، وبروح قدسه. وهذا هو إيماننا بالله الآب الذي يمثل ذات الله لأنه
أصل الوجود وعلة كل شيء فيه، وكلمته الذي نطلق عليه الابن لأنه قدرته المولود منه
والذي به صنع الوجود وبدونه لا يعمل شيئاً، وروح قدسه الذي هو روح الحياة فيه
والذي به يعطي الحياة لكل موجود. وبالإجمال
إله واحد؛ موجود بذاته، وحي بروحه،
ناطق بكلمته.
واضح
إذاً في هذه العقيدة أنها إيمان بإله واحد له ذات واحدة. وهذه الذات
تتمتع بالنطق والحياة. وبدون النطق يكون إلهاً أعجمياً مجرداً من العقل والنطق،
ومن ثم لا يمكن أن يكون خالقاً للوجود ولا يصح أن يكون إلهاً. وبدون الروح وهو
تيار الحياة فيه يكون إلهاً ميتاً ومن ثَمَّ لا يكون إلهاً!
إذاً الله إله
واحد ثالوث. واحد في ذاته، ثالوث في خصائص كيانه؛ الوجود والنطق
والحياة. الوجود بالذات والنطق بالكلمة والحياة بالروح. والذات هي ذات الله
والكلمة هو كلمة الله والروح القدس ينبثق من ذاته القدسية لذلك يسمى روح القدس.
وهي جواهر أساسية بدونها لا يتقوم كيان الذات الإلهية.
هل بعد هذا الإيضاح
تجد أننا إستحضرنا إلهاً آخر وجعلنا بجوار الله حتى تتهمنا بالشرك؟! وهل
بعد إعتراف مجتمعنا بالله الواحد وثالوثه المتمثل في ذات الله وكلمة الله وروح
قدسه تصمم على إتهامنا بالشرك؟ إنه أمر عجيب حقاً!!
هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.
بل
والأعجب من هذا أننا نحن ومجتمعنا –مع رجاء عدم الإستغراب- نعيش حياتنا بهذا
الإيمان عينه. فإيماننا بالله الواحد الثالوث هو الذي نستخدمه في حياتنا بتسميته
بإسمه المبارك في كل لحظة بقولنا بإسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد.
وهي مرادف البسملة التي يستخدمها مجتمعنا في كل تصرف وفي بداية كل عمل
بترديده بسم الله الرحمن الرحيم الإله الواحد. وهو نفس ثالوثنا المسيحي.
الله الواحد هو الآب ذاته الله، والرحمن بصيغة المرة على وزن فعلان وتشير إلى
الإبن الوحيد الجنس، والذي صنع رحمة للعالم مرة واحدة بفدائه له من حكم الموت
الأبدي. والرحيم بصيغة الكثرة على وزن فعيل ويشير إلى الروح القدس روح الكثرة
والنمو والخصب لأنه روح الحياة، والذي بفاعليته إمتد عمل رحمة الله في فدائه.
وإن لم يكن الأمر كذلك، فما هي الحكمة من أن تكون هذه البسملة بسملة ثالوثة
لله؟! وفي نفس الوقت هو إله واحد وليس ثلاثة آلهة، ولم تكن بسملة رباعية أو
سداسية؟ ولو لم يكن الرحمن خاصية جوهرية في الله، والرحيم خاصية أخرى جوهرية في
الله فإنه ما كان هناك مبرر إطلاقاً لتكرار لفظ مشتق من الرحمة مرتين بدون حكمة
إلهية تخص علاقة الله بالمؤمنين به؟
#
ما هو مصدر إعتقادكم بالثالوث؟
هناك
منبعان لإعتقادنا بالثالوث؛ الأول هو الكتاب المقدس حيث أن ثالوث الله
إعلان إلهي كان موجوداً في العهد القديم. أما في
العهد الجديد فبدا ثالوث
الله إعلاناً صريحاً من الله بصورة منظورة ومسموعة يوم
عماد السيد المسيح من
يوحنا المعمدان حيث حل عليه الروح القدس مثل حمامة وصوت الآب من السماء قائلاً:
"هذا هو إبني الحبيب الذي به سررت" (إنجيل
متى 17:3).
(ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا)
ولذلك سُمى هذا اليوم بعيد
الظهور الإلهي. لأن الله أظهر فيه ذاته الثالوثية. وقد شهد لذلك
يوحنا المعمدان. إذاً الله الواحد الثالوث هو إعلان إلهي وليس نظرية فلسفية
أو إختراع بشري.
والمنبع
الثاني هو الإنسان نفسه حيث أن الله ترك لنفسه شاهداً في الإنسان حتى لا
يضل عنه، إذ طبع فيه صورته الثالوثية، وهي الذات العاقلة، الناطقة بالكلمة،
والحية بالروح. وهذه الذات الثالوثية هي الجوهر الخالد في الإنسان والباقي بعد
إنحلال الجسد. وكل من يتأمل ذاته الثالوثية ويدخل في أعماقها، من السهل عليه
إدراك صورة الله الواحد الثالوث.
ابراهيم ابراهيمخادم الرب
-
تاريخ التسجيل : 08/10/2010
عدد المساهمات : 284
نقاط : 460
رد: منطقية الثالوث في وحدانية الله.
الرب يباركك اخى جون وسيلى
ساموزينعضو جديد
-
البلد : فى قلب المدينة
تاريخ التسجيل : 15/12/2010
عدد المساهمات : 7
نقاط : 11
رد: منطقية الثالوث في وحدانية الله.
الرب يباركك اخى جون
اسطفانوسخـادم الرب
-
تاريخ التسجيل : 06/12/2010
عدد المساهمات : 410
شفيعى : الرب يسوع
نقاط : 772
الديانة : مسيحى
مواضيع مماثلة
» تجسد الله
» نعم.المسيح قال انا هو الله فأعبدوني,
» اثباتات ان المسيح هو الله
» ارنى اين قال المسيح هو الله فاعبدونى
» فى يوم مماتى اعاد الله لى الحياة
» نعم.المسيح قال انا هو الله فأعبدوني,
» اثباتات ان المسيح هو الله
» ارنى اين قال المسيح هو الله فاعبدونى
» فى يوم مماتى اعاد الله لى الحياة
مـنـتـديـات الـمســيح هــو الله :: † المنتديات المسيحية العامة † :: منتدى الرد على الشبهات و الاضاليل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى